
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمــن صــَولجانٌ فــوقَ خـدّكِ عـابِثُ
ومَـن عاقـدٌ فـي لحـظ طرفـكِ نـافثُ
ومَـن مـذنِبٌ فـي الهجـرِ غيَركِ مجرمٌ
ومَــن نــاقضٌ للعهـدِ غيـرَكِ نـاكث
مليــكٌ إذا مــالَ الرّضـى بجفـونِهِ
رأيــتَ مُميتـاً بيـنَ عينيـهِ بـاعِث
عيــونَ المهــا لا ســهمُكُنّ ملبَّــثٌ
ولا أنــا ممـا خـامَرَ القلـبَ لابـث
أيحسـَبُ سـاري الليلةِ البدرَ واحداً
وفــي كِلَــلِ الأظعـانِ ثـانٍ وثـالث
ســرينَ بقُضـْبِ البـانِ وهـي مـوائدٌ
تثنّــى وكُثـبِ الرّمـل وهـي عثـاعث
أُريـدُ لهـذا الشـمل جمعـاً كعهدنا
وتــأبَى خطــوبٌ للنــوى وحــوادث
عَبِثــتُ زمانـاً بالليـالي وصـَرفِها
فهـا هـي بـي لـو تعلمـون عـوابث
لئن كـان عشـقُ النفس للنفس قاتلاً
فــإنيَ عــن حتفــي بكفِّــيَ بـاحِث
وإن كـان عمـرُ المـرءِ مثـلَ سَماحِهِ
فـــإنّ أميــرَ الــزّاب للأرْض وارث
إذا نحـن جئنـاه اقتسـمنا نـوالَه
كمـا اقتُسـمتْ في الأقربينَ الموارث
وإنّ حرامـــاً أن يُؤمَّـــلَ غيـــرُه
كمـا حُرّمَـتْ فـي العالَمين الخبائث
تَبَســـَّمتِ الأيّــامُ عنــه ضــواحكاً
كمـا ابتسـمت حُـوُّ الرياضِ الدمائث
وسـَدّ ثُغـورَ المُلـكِ بعـدَ انثلامِهـا
وقـد أظلمـتْ تلـك الخطوبُ الكوارث
فمـا راد فـي بُحبوحـة المُلك رائدٌ
ولا عـاثَ فـي عِرّيسـةِ اللّيـثِ عـائث
وقـد كـان طـاحَ المُلكُ لولا اعتِلاقُه
حبــائِلَ هــذا الأمْـرِ وهـيَ رَثـائِث
رَمَـى جبـلَ الأجبـال بالصـَّيْلَمِ التي
يغشـّي جـبينَ الشـمس منها الكثاكث
ومــا راعهــمْ إلاّ ســُرادقُ جعفــرٍ
تحُــفُّ بــه أُسـْدُ اللّقـاءِ الـدّلاهِث
فَجــدّلهم عـن صـهوة الطِّـرف راكـبٌ
وأظعنهـمْ عـن جـانب الطـودِ مـاكث
صـقيلُ النُّهـى لا ينكـثُ السيفُ عهدَه
إذا غـرّتِ القـومَ العهـودُ النكائث
مُضـاعَفُ نسـج العِـرضِ يمشـي كأنمـا
يلُـــوثُ بـــه ســـِرْبالَ داودَ لائث
قـديمُ بنـاءِ الـبيتِ والمجـد أُسِّسَتْ
قواعــدُه شــرُّ الأمــورِ الحــدائث
سـريعٌ إلـى داعـي المكارم والعُلى
إذا ما استريث النكس والنكس رائث
ومـا تسـتوي الشـَّغواءُ غيـرَ حثيثةٍ
قوادمُهــا والكاســراتُ الحثــائث
شــَجاً لِعِــداه لا مــزار نفوســهم
قريــبٌ ولا الأعمــار فيهِـم لـوابث
لَعمــري لئن هـاجُوكَ حربـاً فإنّهـا
أكُــفُّ رجــالٍ عــن مُـداها بـواحث
تركـتَ فؤادَ الليثِ في الخيس طائراً
وقــد كــان زأْآراً فهـا هـو لاهِـث
فلا نُقِـضَ الـرأيُ الـذي أنـتَ مُـبرمٌ
ولا خُـذِل الجيـشُ الـذي أنـت بـاعث
تــورّعتَ عــن دنيـاكَ وهـي غَريـرةٌ
لهــا مبســِمٌ بَــردٌ وفـرعٌ جُثـاجِث
ومـا الجـودُ شيئاً كان قبلك سابقاً
بـل الجـودُ شـيءٌ فـي زمانـك حادث
كأنّــك فــي يــومِ الهِيـاجِ مرَنَّـحٌ
تهِيــجُ المثـاني شـَجْوَه والمثـالث
لئن أثَّ مـا بينـي وبينك في النّدى
فــإنّ فــروع الواشــجات أثــائث
نظمــتُ رقيـقَ الشـعر فيـك وجَزلَـه
كــأنّيَ بالمَرجــان والــدُّرّ عـابث
ســـقيتُ أعاديــكَ الــذُّعافَ مُثَمَّلاَ
كـأنّ حُبـابَ الرّمـلِ مـن فـيّ نـافث
حلفــتُ يمينــاً إنّنــي لـكَ شـاكرٌ
وإنّــي وإنْ بــرّتْ يمينــي لحـانث
وكيــف ولــم تشــكركَ عنّـي ثلاثـةٌ
ومــا ولــدتْ ســامٌ وحـامٌ ويـافث
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).