
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقـول دمـىً وهـيَ الحسانُ الرّعابيبُ
ومـن دونِ أسـتارِ القِبـابِ محَـاريبُ
نَــوىً أبْعَــدَتْ طائيّــةً ومزارَهــا
ألا كـلُّ طـائيٍّ إلـى القلْـبِ محْبـوب
سـَلوا طَيِّـءَ الأجبـال أيـنَ خِيامُهـا
ومـــا أجَــأٌ إلاّ حِصــانٌ ويعبــوب
هُـمُ جَنَبـوا ذا القلـبَ طَوعَ قيادهم
وقـد يشهدُ الطِّرْفُ الوغى وهو مجنوب
وهـم جـاوزوا طلح الشواجن والغضا
تخـبّ بهـم جُـرْدُ اللقـاءِ السراحيب
قِبــابٌ وأحبــابٌ وجُلهَمَــةُ العِـدى
وخَيـــلٌ عِــرابٌ فــوقَهنّ أعــاريب
إذا لـم أذُدْ عـن ذلك الماء وِردَهمْ
وإنْ حَــنّ وُرّادٌ كمــا حنّـتِ النِّيـب
فلا حَمَلــتْ بِيــضَ الســيوفِ قـوائِمٌ
ولا صــَحِبَتْ ســُمْرَ الرمـاحِ أنـابيب
وهــل يَـرِدُ الغَيْـرانُ مـاءً وَرَدْتُـهُ
إذا وَرَدَ الضـّرْغامُ لـم يَلِـغِ الذئب
وعهــدي بـهِ والعيـشُ مثـلُ جِمـامهِ
نميـرٌ بمـاءِ الـوَردِ والمسكِ مقطوب
ومـا تفْتـأُ الحسـناءُ تُهدي خَيالَها
ومــن دونِهـا إسـْآد خمـسٍ وتـأويب
ومـا رَاعَنـي إلاّ ابـنُ وَرقـاءَ هاتِفٌ
بعينَيْــهِ جَمـرٌ مـن ضـلوعيَ مشـبوب
وقـد أنكَـرَ الـدّوْحَ الـذي يسـتظلّه
وســحّتْ لـه الأغصـانُ وهـي أهاضـيب
وحَـــثَّ جَنـــاحَيْهِ ليخْطَــفَ قَلبَــه
عِشـاءً سـذانيقُ الـدجى وهـو غِربيب
ألا أيّهـا البـاكي علـى غيـرِ أيْكهِ
كِلانــا فريــدٌ بالســماوَةِ مَغلـوب
فُـــؤادُكَ خفّـــاقٌ ووكْــرُكَ نــازحٌ
وروضــُكَ مطلــولٌ وبانُــكَ مهضــوب
هَلُــمّ علــى أنّــي أقِيـكَ بأضـْلُعي
فأملِــكُ دَمعــي عنْـك وَهْـو شـآبيب
تُكِنُّـــكَ لـــي مَوْشـــِيّةٌ عبقريّــةٌ
كَريشــــِكَ إلاّ أنّهُــــنّ جَلابيــــب
فلا شــَدْوَ إلاّ مــن رَنينِــكَ شــائِقٌ
ولا دَمــعَ إلاّ مــن جفــونيَ مسـكوب
ولا مَــــدْحَ إلاّ للمعِـــزّ حقِيقَـــةً
يُفصـــَّلُ دُرّاً والمديـــحُ أســاليب
نِجـارٌ علـى الـبيتِ الإمـاميّ مُعْتَـلٍ
وحكـمٌ إلـى العـدلِ الربوبيّ منسوب
يصــلّي عليـه أصـفر القـدح صـائب
وعوجــاء مرنــانٌ وجـرداء سـرحوب
وأســـمرُ عَــرّاصُ الكعــوب مثقَّــفٌ
وأبيــضُ مشــقوقُ العقيقـة مخشـوب
لأســـيافهِ مـــن بُــدْنِه وعُصــاته
نجيعــان مُهــراقٌ عَــبيطٌ ومصـبوب
فـإنْ تـكُ حـرْبٌ فالمفـارِقُ والطُّلـى
وإن يـكُ سـِلمٌ فالشـوى والعراقيـب
أعِــزّةُ مَــن يُحْـذَى النعـالَ أذِلّـةٌ
لــه ومُلــوكُ العــالَمينَ قراضـيب
ومــا هــو إلاّ أن يشــيرَ بلَحْظِــهِ
فتَمخُــر فُلــكٌ أو تُغِــذّ مقــانيب
فلا قـارعٌ إلاّ القنـا السُّمرُ بالقنا
إذا قُرِعَــتْ للحادثــاتِ الظّنـابيب
ولـــم أرَ زَوّاراً كســيفك للعِــدى
فهـل عنـد هـام الرّومِ أهلٌ وترحيب
إذا ذكــروا آثــارَ ســيفك فيهـمُ
فلا القَطـر معـدودٌ ولا الرّمل محسوب
وفيمـا اصـطلوا مـن حرّ بأسك واعظٌ
وفيمـا أُذيقـوا مـن عـذابكَ تأديب
ولكـــنْ لعــلّ الجــاثليقَ يَغُــرُّه
علــى حَلَــبٍ نَهْــبٌ هنالـكَ مَنهـوب
وثغْـــرٌ بــأطرافِ الشــآمِ مضــَيَّعٌ
وتفريــقُ أهــواءٍ مِــراضٍ وتخريـب
ومــا كـلُّ ثغْـرٍ ممكِـنٌ فيـه فرصـَةٌ
ولا كــلّ مــاءٍ بالجدالــةِ مَشـروب
ومِـن دون شـِعْبٍ أنـتَ حـاميه معـرَكٌ
وبيــءٌ وتصــْعيدٌ كَريــهٌ وتصــويب
وصــَعْقٌ بُركْـنِ الأفـقِ وابـنُ طهـارة
يَـذُبُّ عـن الفرقـانِ بالتـاجِ معصوب
وجُـــرْدٌ عناجيــجٌ وبِيــضٌ صــوارِمٌ
وصـــُيّابةٌ مُـــرْدٌ وكُرّامــةٌ شــِيب
وسـُفْنٌ إذا مـا خاضـتِ اليـمّ زاخراً
جلَـتْ عـن بيـاض النصر وهي غرابيب
تُشــَبُّ لهــا حمـراءُ قـانٍ أُوارهـا
سـَبوحٌ لهـا ذيـلٌ على الماء مسحوب
لَقيــتَ بنـي مـروانَ جـانبَ ثَغْرِهـمْ
وحظُّهــمُ مــن ذاك خُســرٌ وتتْــبيب
وعــارٌ بقــومٍ أن أعـدّوا سـوابحاً
صـُفُوناً بهـا عن نصرَةِ الدين تنكيب
وقـد عجـزوا فـي ثغرِهـمْ عن عدوّهمْ
بحيـث تجـول المُقرَبـات اليعـابيب
وجيْشــُكَ يعْتــاد الهِرَقْــلَ بسـيفه
ومـن دونـهِ اليـمُّ الغُطامطُ واللُّوب
يُخضــْخِضُ هـذا المـوجَ حـتى عُبـابه
إذا التـجّ من هام البطاريق مخضوب
فمـأثور ذكـرِ المجـد فيهـا مُفَضـَّضٌ
وفـوقَ حديـدِ الهنـدِ منهُـنّ تـذهيب
ومـن عجـبٍ أن تشـجُرَ الرومُ بالقنا
فتوطَــأ أغمــارٌ وهضــْبٌ شــناخيب
ونَـومُ بنـي العبّـاس فـوقَ جُنـوبهم
ولا نَصـــْرَ إلاّ قيْنَـــةٌ وأكـــاويب
وأنـتَ كَلـوءُ الـدهرِ لا الطرفُ هاجعٌ
ولا العـزمُ مـرْدوعٌ ولا الجأش منخوب
هـمُ أهـلُ جرّاهـا وأنـتَ ابنُ حربِها
ففي القرب تبعيدٌ وفي البعد تقريب
ولا عجَـــبٌ والثّغْــرُ ثغــرُك كلّــه
وأنـتَ ولـيُّ الثّـأرِ والثّـأرُ مطلوب
وأنــتَ نِظـامُ الـدّينِ وابـنُ نَـبيّهِ
وذو الأمــرِ مــدعُوٌّ إليـه فمَنـدوب
سـيجلو دُجـى الـدين الحنيفِ سُرادقٌ
مـن الشمس فوق البّر والبحر مضروب
وعـــزْمٌ يُظِــلُّ الخــافقين كــأنّه
علـى أُفُـقِ الـدّنْيا بِنـاءٌ وتطنيـب
ويُســــْلِمُ أرمِينِيّـــةً وذَواتِهـــا
صــَليبٌ لنُصــْحِ الأرمنيّيــنَ منصـوب
وحســْبيَ ممــا كـانَ أو هـو كـائنٌ
دليلان عِلـــمٌ بـــالإله وتَجريـــب
ولـم تخـترِقْ سـجْفَ الغيـوبِ هواجسي
ولكنّــه مَــن حـاربَ اللّـهَ محـروب
وأعلَــمُ أنّ اللّــهَ مُنجِــزُ وعْــدِهِ
فلا القـولُ مـأفوكٌ ولا الوعدُ مكذوب
وأنـــتَ مَعَـــدٌّ وارثُ الأرض كلّهــا
فقـد حُـمّ مقـدورٌ وقـد خُـطّ مكتـوب
وللّــه عِلْــمٌ ليــس يُحجَـب دونَكـم
ولكنّــه عـن سـائر النـاس محجـوب
ألا إنّمــا أســماؤكم حَــقُّ مِثلِكـم
وكـلُّ الـذي تُسـمى البريّـةُ تلقيـب
إذا مــا مَــدحناكم تضـَوّعَ بيننـا
وبيـنَ القـوافي مـن مَكـارمكم طيب
فـإن أكُ مَحسـوداً علـى حُـرّ مَـدحكم
فغَيـرُ نَكيـرٍ فـي الزمـان الأعاجيب
أرانـي إذا مـا قلـت بيتـاً تنَكّرَتْ
وجـوهٌ كمـا غَشـّى الصـّحائفَ تـتريب
أفــي كـلّ عصـرٍ قلـتُ فيـه قصـيدةً
علــيّ لأهــلِ الجهـلِ لـوْمٌ وتَـثريب
ومـا غـاظ حُسـّادي سوى الصدق وحده
ومـا مـن سَجايا مِثليَ الإفكُ والحُوب
ومـا قصـدُ مثلـي في القَصيد ضراعَةٌ
ولا مــن خِلالـي فيـه حِـرْصٌ وترغيـب
أرى أعيُنــاً خُــزْراً إلــيّ وإنّمـا
دليلا نفــوسِ النـاس بِشـرٌ وتقطيـب
أبِــنْ موضـِعي فيهـم ليفخـرَ غـالبٌ
يَبِيــنُ بســيماه ويُــدْحَرَ مغلــوب
وقـد أكـثروا فـاحكُم حكومـةَ فيصَلٍ
ليُعــرَفَ رَبٌّ فــي القريـض ومرْبـوب
فمــدحُك مفــروضٌ وحكمُــك مرتضــىً
وهــديُك مرغــوبٌ وســخطُك مرهــوب
وذِكـــرُكَ تَقـــديسٌ وأنــتَ دلالَــةٌ
وحُبُّـــك تصــديقٌ وبُغضــُك تكــذيب
ألا إنّمــا الــدّنيا رِضـاكَ لعاقِـلٍ
وإلاّ فــإنّ العيــشَ هَــمٌّ وتَعــذيب
وإنْ طــالَ عمـرٌ فـي نَعيـمٍ وغِبطَـةٍ
فمــا هــوَ إلاّ مـن يَمينـكَ موْهـوب
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).