
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَلفــتُ بالسـّابغاتِ البِيـضِ واليَلَـبِ
وبالأســــِنّةِ والهِنْدِيّـــةِ القُضـــُبِ
لأنْـتَ ذا الجيـشُ ثـمّ الجيـشُ نافلَـةٌ
ومــا ســِواكَ فلَغْــوٌ غيــرُ مْحتسـَبِ
ولــو أشـرْتَ إلـى مصـْرٍ بسـَوطك لـمْ
تُحوِجــك مِصــرٌ إلــى ركـض ولا خبَـبِ
ولــوْ ثنَيْـتَ إلـى أرضِ الشـآمِ يَـداً
ألقَـتْ إليـك بأيـدي الـذل مـن كثَبِ
لعــلّ غيــرَكَ يرجــو أن يكـونَ لـه
عُلُـوُّ ذكـركَ فـي ذا الجحفَـل اللّجِـبِ
أو أن يُصــرِّفَ هــذا الأمــرَ خـاتَمُهُ
كمــا يُصــرِّفُ فــي جِــدٍّ وفـي لَعِـبِ
هيهــاتَ تــأبَى عليهـم ذاكَ واحـدةٌ
أنْ لا تــدورَ رحــىً إلا علــى قُطُــب
أنــتَ السـّبيلُ إلـى مصـرٍ وطاعَتِهـا
ونُصــْرَةِ الــدّين والإسـلامِ فـي حلَـب
وأيــنَ عنــكَ بــأرضٍ سُسـْتَها زمنـاً
وازدانَ باسـمِكَ فيهـا منـبرُ الخُطَـب
ألســتَ صـاحبَ أعمـالِ الصـّعيدِ بهـا
قِـدْماً وقـائِدَ أهـلِ الخَيْـمِ والطُّنُـبِ
تَشــوّقَ المشـرِقُ الأقصـى إليـك وكـمْ
تركـتَ فـي الغَـرْبِ مـن مـأثورةٍ عَجَب
وكــمْ تخلّــفُ فــي أوراسَ مـن سـِيَرٍ
سـارتْ بـذكرك فـي الأسـماع والكتـب
وكــان خيســاً لآسـادِ العريـن وقـد
غــادرتَه كوِجــار الثعلــبِ الخَـرِب
قــــد كنــــتَ تملأهُ خَيْلاً مُضـــَمَّرةً
يحْمِلــنَ كـلّ عتيـدِ البـأسِ والغضـَب
وأنـتَ ذاك الـذي يَـدوي الصعيدَ كأنْ
لـم تَنْـأ عـن أهْلـهِ يومـاً ولم تغِبِ
كـن كيـفَ شـئتَ بـأرضِ المشرقينِ تكن
بهـا الشـّهابَ الذي يعلو على الشُّهُب
فـأنتَ مَـن أقطـعَ الأقطاعَ واصطنعَ ال
معـروفَ فيهـا ولـم تظلِـمْ ولـم تَحُب
فسـِرْ علـى طُرقِـكَ الأولـى تجِـدْ أثراً
مـن ذيـل جيشـك أبقى الصخر كالكُثُبِ
ونفحــةً منــك فــي إخْميـمَ عـاطرةً
مِســْكيّةً عَبِقَــتْ بالمــاء والعُشــُبِ
فلا تَلاقَيـــتَ إلاّ مَــن ملكْــتَ ومَــن
أجَــرْتَ مــن حـادث الأيّـامِ والنُّـوَب
ولا تَمُـــرُّ علـــى ســـَهْلٍ ولا جَبَــلٍ
لـم تَـرْوِهِ مـن نَـدىً أو مـن دمٍ سَرِبِ
أرضــاً غَنيــتَ بهــا عِـزّاً لمُغتصـِبٍ
ســـيراً لمكتســـبٍ مــالاً لمنتهــب
فمـا صـَفا الجـوُّ فيها منذُ غِبتَ ولا
لــه انفِـراجٌ إلـى حـيّ مـن العَـرَبِ
وقَــلّ بعــدَك فيهـم مـن يُـذَبِّبُ عـن
جــارٍ ويــدفعُ عـن مجـدٍ وعـن حَسـَبِ
فــإنْ أتَيْتَهُــمُ عــن فَــترَةٍ فهُــمُ
كمــا عَهِــدتَهُمُ فــي سـالِفِ الحِقَـب
إذ تجْنِـبُ الحُصـُنَ الجُرْدَ العِتاقَ بها
وإذ تُصــَبّحُ أهــلَ الســّرجِ والجلَـب
وتَخْضــِبُ الحَلَــقَ المـاذِيّ مـن عَلَـقٍ
كأنّمـــا صــاغَها داودُ مــن ذَهَــب
إذِ القبــائلُ إمّــا خــائفٌ لـكَ أو
راجٍ فمــن ضــاحِكٍ منهــم ومُنتحِــب
فحِلّــةٌ قــد أجــابت وهــي طائعـةٌ
وقبلَهــا حِلّــةٌ عاصــَت ولــم تُجِـب
فتِلــكَ مــا بيــنَ مُســتَنٍّ ومُنتعِـشٍ
وهـــذه بيـــن مَقتـــولٍ ومُنتَهِــب
فكــم مُلاعِــبِ أرمــاحٍ تركــتَ بهـا
تــدعو حلائلُــه بالويــل والحَــرَب
وكــم فــتى كَــرَمٍ أعطــاكَ مِقْـوَدَهُ
فاقتـادَ كـلُّ كريـم النفـسِ والنسـبِ
إن لا تقُد عُظْمَ ذا الجيش اللهام فقد
شــاركتَ قـائدَهُ فـي الـدَّرّ والحَلَـبِ
فالنّــاسُ غيــرَك أتبــاعٌ لـه خَـوَلٌ
وأنـت ثـانيه فـي العَليا من الرّتب
أيّـــدتَهُ عَضـــُداً فيمــا يُحــاولُهُ
وكُنتُمــا واحـداً فـي الـرأي والأدب
فليــسَ يَســلُكُ إلاّ مــا ســَلَكتَ ولا
يَســـيرُ إلاّ علــى أعلامــكَ اللُّحُــبِ
فقــد ســَرَى بسـِراجٍ منـك فـي ظُلَـمٍ
وقــد أُعيــنَ بسـَيْلٍ منـك فـي صـَبَب
جَرَيتُمـا فـي العلى جَريَ السواء معاً
فجئتُمــا أوّلاً والخَلــقُ فـي الطّلَـبِ
وأنتمـــا كغِـــرَارَيْ صــارمٍ ذكَــرٍ
قــد جُــرّدا أو كغَربَــي لهـذَمٍ ذَرِبِ
ومــا أدامَـتْ لـه الأيّـامُ حَزمَـك أو
عــاداتِ نصـرك فـي بَـدْءٍ وفـي عَقـبِ
فليــسَ يَعْيــا عليــه هَــوْلُ مُطّلَـعٍ
وليــس يَبعُــدُ عنــه شــأو مُطّلَــب
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).