
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـل كـانَ ضـَمّخَ بالعبير الريحا
مُـزْنٌ يُهّـزُّ الـبرقُ فيـه صـَفيحا
تُهْــدي تحِيّـاتِ القُلـوبِ وإنّمـا
تُهْـدي بهـنّ الوجْـدَ والتّبريجـا
شـَرِقَتْ بمـاء الـوَرْدِ بَلّلَ جَيْبَها
فَســَرَتْ تُرَقْــرِقُ دُرّه المنْضـوحا
أنفـاسُ طِيـبٍ بِتْـنَ في درْعي وقد
بــاتَ الخيـالُ وراءهُـنّ طَليحـا
بـل مـا لهـذا البرق صِلاًّ مُطْرِقاً
ولأيّ شــمْلِ الشــائمين أُتيحــا
يُـدْني الصـّباحَ بخَطْـوهِ فعلام لا
يُـدني الخَليـطَ وقـد أجَدّ نُزوحا
بِتْنــا يُؤرّقُنــا سـَناه لَمُوحـا
ويشـُوقُنا غَـرَدُ الحمـامِ صـَدُوحا
أمُسـَهَّدَيْ ليـلِ التِّمـامِ تعالَيـا
حــتى نَقــومَ بمــأتمٍ فَنَنُوحَـا
وذَرا جلابيبــاً تُشــَقّ جيوبُهــا
حــتى أُضــَرّجَها دَمــاً مسـْفُوحا
فلقــد تجَهّمَنــي فِـرَاقُ أحِبّـتي
وغـدا سـَنِيحُ المُلْهِيـاتِ بَريحـا
وبَعُــدْتُ شــَأوَ مطـالبٍ وركـائبٍ
حتى امتَطَيْتُ إلى الغمام الرّيحا
حَجّـتْ بنـا حـرمَ الإمـام نجـائبٌ
تَرمـي إليه بنا السُّهوبَ الفِيحا
فتَمســّحَتْ لِمَــمٌ بـهِ شـُعْثٌ وقـد
جِئْنــا نُقبّـل ركْنَـه الممسـوحا
أمّـا الوفـودُ بكُـل مُطّلَـعٍ فقـدْ
ســَرّحْتَ عُقْــلَ مَطيّهــمْ تَسـريحا
هل لي إلى الفرْدوْسِ من إذنٍ وقَدْ
شــارَفْتُ بابـاً دونَهـا مفتوحَـا
فـي حيـث لا الشَعراء مُفحَمَةٌ ولا
شـأوُ المـدائح يُـدْرِك الممدوحا
مَلِـكٌ أنـاخَ علـى الزّمان بكَلْكَلٍ
فـأذَلّ صـَعْباً فـي القِيادِ جَموحا
يُمضـي المَنايا والعطايا وادعاً
تَعِبَــتْ لــه عَزَمَــاتُه وأُريحـا
نَـدعوهُ مُنْتَقِمـاً عزيـزاً قَـادِراً
غفّــارَ مُوبقـةِ الـذّنوبِ صـَفوحا
أجـدُ السـّماحَ دخيـلَ أنْسابٍ ولا
ألْقــاهُ إلا مــنْ يـديْهِ صـَريحا
وهـو الغَمـامُ يَصُوبُ منه حياتُنا
لا كالغمــام المُســْتهلّ دَلوحـا
نَعَـشَ الجُـدودَ فلو يُصافحُ هالكاً
مـا وَسـّدَتهُ يـدُ المَنـونِ ضَريحا
قُـلْ للجبـابرةِ المُلـوكِ تَغَنّموا
سـِلْماً كفى الحربَ العَوانَ لقوحا
بعيـونكم رَهَـجُ الجنـودِ قوافلاً
بـالأمسِ تنتعـلُ الـدّماءَ سـُفوحا
أمّتْــكَ بالأســْرى وفُـودُ قبـائلٍ
لا يَجتــدينَكَ ســَيْبَكَ الممنوحـا
وَصـَلوا أسـىً بغليـلِ تَذكارٍ كما
وصـَل النّشـاوَى بـالغَبوق صَبوحا
لـو يُعْرَضـُونَ على الدُّجُنّة أنكرَتْ
ذاكَ الشـحوبَ النُّكْـرَ والتلويحا
ولقــد نَصـَحْتَهُمُ علـى عُـدْوانهم
لكنّهـــم لا يَقْبلـــونَ نَصــيحَا
حـتى قَرَنْـتَ الشمْلَ والتفريقَ في
عَرَصــَاتهمْ والنّبْـتَ والتّصـْويحا
ونَصـَرْتَ بـالجيش اللُّهـام وإنّما
أعْــدَدْتَهُ قبـل الفُتـوح فتوحـا
أُفْـقٌ يمـورُ الأفْـقُ فيـه عجاجـةً
بحـرٌ يمـوج البحـرُ فيـه سَبوحا
لـو لـم يَسِرْ في رَحْبِ عَزمِك آنفاً
لـم يُلْـفِ مُنخَـرَقَ الخُبوتِ فسيحا
يُزْجيـهِ أرْوَعُ لـو يُـدافَعُ باسمِهِ
عُلــوِيُّ أفلاكِ الســّماء أُزيحــا
قـادَ الخضـارمةَ الملوكَ فوارساً
قـد كـان فارسَ جمْعها المشبوحا
فكأنّمــا مَلَـكَ القضـاءَ مُقـدِّراً
فـي كُـلِّ أَوبٍ وَالحِمـامَ مُتيحـا
وافـى بِهَيبَـةِ ذي الفقارِ كَأَنَّما
وَشـــّحْتَهُ بِنِجـــادِهِ تَوْشـــِيحا
حـتى إذا غَمَـرَ البحـارَ كتائباً
لــو يرتشــفْنَ أُجاجَهـا لأميحـا
زخَـرَتْ غواشي الموت ناراً تلتظي
فــأرَتْ عَـدوّكَ زنـدَك المقـدوحا
فكأنّمــا فَغَــرَتْ إليــهِ جَهَنّـمٌ
منُهــنّ أو كلَحَـتْ إليـه كُلوحـا
وأُمَيّـةٌ تُحفْـي السـّؤالَ وما لِمَنْ
أودى بـه الطُّوفـانُ يـذكرُ نُوحا
بُهِتُـوا فهـم يَتَوَهّمونَـكَ بـارِزاً
والتّـاجَ مؤتلقـاً عليـك لَمُوحـا
تتجـاوبُ الـدّنْيا عليهـم مأتَماً
فكأنّمَـــا صـــَبّحْتَهُمْ تصــبيحا
لَبِسـوا معـائبَهم ورُزْءَ فقيـدِهم
كاللاّبسـاتِ علـى الحِـدادِ مُسوحا
أنْفِـذْ قضـاءَ اللّـهِ فـي أعدائهِ
لِتُــراحَ مـن أوتارهـا وتُريحـا
بالســّابقين الأوّلِيــنَ يــؤمُّهُمْ
جبريـلُ يَعتَنِـقُ الكُمـاةَ مُشـِيحا
فكــأنّ جَـدّكَ فـي فـوارسِ هاشـِمٍ
منهـم بحيـثُ يرى الحسينَ ذبيحا
أعَليـكَ تختلِـفُ المنَـابِرُ بعدَما
جَنحـتْ إليـكَ المَشـْرِقانِ جُنوحـا
أمْ فِيــكَ تخْتلِـجُ الخلائقُ مِرْيَـةً
كلاّ وقــد وَضـَحَ الصـّباحُ وُضـوحا
أُوتِيــتَ فَضــْلَ خِلافَــةٍ كنُبُــوّةٍ
ونَجِــيَّ إلهــامٍ كــوَحْيٍ يُــوحَى
أخَليفَـةَ اللّـهِ الرّضـَى وسـبيلَهُ
ومَنَــارَهُ وكِتَــابَهُ المشــروحا
يـا خيـرَ مَـن حجّـتْ إليـهِ مَطيّةٌ
يـا خيرَ من أعطى الجزيلَ مَنوحا
مـاذا نقـولُ جَلَلْـتَ عن أفهامنِا
حـتى اسـتَوَينْا أعْجَمـاً وفَصـيحا
نَطَقَـتْ بك السَّبْعُ المثاني ألسُناً
فكَفَيْنَنَـا التعريـض والتّصـْريحا
تَسـْعَى بنـورِ اللّـهِ بَيـنَ عِبادِهِ
لتُضــيءَ بُرهانـاً لهـم وتلوحـا
وَجَـدَ العِيـانُ سناك تحقيقاً ولم
تُحِــطِ الظّنـونُ بكُنهِـهِ تصـريحا
أخشـاكَ تُنسي الشمسَ مطلعَها كما
أنسـى الملائكَ ذكـرُك التسـبيحا
صــورت مـن ملكـوت ربـك صـورةً
وأمَــدَّها عِلمـاً فكنْـتَ الرّوحـا
أقســمتُ لـولا أن دُعيـتَ خليفـةً
لَـدُعِيتَ مـن بعـدِ المسيح مسيحا
شـَهِدَتْ بمفخـركَ السـّمواتُ العُلى
وتنــزّلَ القــرآنُ فيـك مـديحا
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).