
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا كــــلُّ آتٍ قريــــبُ المَـــدى
وكـــلُّ حيـــاةٍ إلـــى مُنْتَهَـــى
ومــا غَــرّ نَفْســاً ســوَى نفسـِها
وعُمْـرُ الفـتى مـن أمـاني الفـتى
فأقْصــَرُ فــي العيــنِ مـن لَفْتَـةٍ
وأســرَعُ فــي السـمع مـن ذا ولا
ولــم أرَ كــالمرْءِ وهـو اللـبيبُ
يــرَى ملــءَ عيْنَيْــه مـا لا يُـرَى
وليـــسَ النّـــواظرُ إلاّ القلــوبُ
وأمّــا العيــونُ ففيهــا العمـى
ومــنْ لــي بمثــلِ سـلاح الزّمـانِ
فأســـْطو عليــه إذا مــا ســطا
يَجُــدُّ بنــا وهــو رَسـْلُ العِنـانِ
ويُــدرِكُنا وهــو دانــي الخُطــى
بــرَى أســْهُماً فنَبَــا مــا نَبـا
فلــم يبْــقَ إلاّ ارتهــافُ الظُّـبى
تُــــراشُ فتُرْمَـــى فتُنمـــي فلا
تَحيــــدُ وتُصــــْمي ولا تُــــدَّرى
أأُهْضــــَمُ لا نَبعَــــتي مَرْخَــــةٌ
ولا عَزمــــاتي أيــــادي ســـَبا
علــى أنّ مِثلــي رحيــبُ اللَّبـانِ
علــى مــا ينُــوبُ سـَليمُ الشـظى
ولــو غيـرُ رَيـبِ المَنـونِ اعتـدى
علـــيّ وجرّبنـــي مـــا اعتــدى
خليلــيّ هــل ينفعَنّــي البُكــاءُ
أوِ الوَجــدُ لــي راجـعٌ مـا مضـى
خليلــــيّ ســــيرا ولا تَربَعـــا
علـــيّ فهَمّـــيَ غيـــرُ الثَّـــوى
ولـــي زَفَـــراتٌ تُــذيبُ المَطِــيّ
وقلْــــبٌ يَســــُدُّ علــــيّ الفَلا
ســَلا قبــل وَشــك النـوى مـدنَفاً
أقَضــــّتْ مضــــاجِعهُ فاشــــتكى
وراعــــى النّجـــومَ فأعشـــَيْنَه
فبـــاتَ يظــنُّ الثّريّــا الســُّهَى
ضـــلوعٌ يضــِقنَ إذا مــا نَحَطــنَ
وقلـــبٌ يفيـــضُ إذا مــا امتلا
وقــد قلــتُ للعــارض المكفَهِــرِّ
أفي السِّلم ذا البرقُ أم في الوغى
ومــا بــالُه قـادَ هـذا الرّعيـلَ
وقُلّـــدَ ذا الصـــّارمَ المُنتَضــَى
وأقبَلَـــه المُـــزنُ فــي جَحْفَــلٍ
وأكـــذبَ أن صــَدّ عنــي الكــرَى
أشــيمُكَ يــا بـرق شـيْمَ النُّجيـم
ومــا فيــك لــي بَلَـلٌ مـن صـَدى
كِلانــا طَــوى البيــدَ فـي ليلِـهِ
فأضــــْعفُنا يَتَشــــَكّى الـــوَجى
فجُبْــتَ الغَمــامَ وجُبــتُ الغـرامَ
حنانيــك ليــس ســُرىً مــن سـُرى
أعِنّـي علـى الليـل ليـلِ التّمـامِ
ودعنــي لشــاني إذا مـا انقضـَى
فلــو كنــتُ أطْــوي علــى فتكِـهِ
تكشـــّفَ صـــبحي عــن الشــَّنْفرَى
ومـا العيـن تعشـقُ هـذا السـُّهادَ
ووَدّ القَطــا لــو ينَــامُ القَطـا
أقــولُ وقــد شـقّ أعلـى السـحابِ
وأعلــى الهِضــابِ وأعلـى الرُّبَـى
أذا الـوَدْقُ فـي مثـل هذا الرّباب
وذا الـبرْقُ فـي مثـل هـذا السنا
ألا انهــلّ هــذا بمــاءِ القلـوبِ
وأُوقـــدِ هـــذا بنــارِ الحَشــَا
فيهْمـــي علــى أقْبُــرٍ لــو رأى
مكـــارمَ أربابهـــا مــا هَمَــى
وفـي ذي النـواويسِ مـوْجُ البحـارِ
ومـــا بالبحـــارِ إليْــهِ ظَمــا
هلمّــوا فــذا مصــرَعُ العـالَمينَ
فمـــن كــلّ قلــبٍ عليــه أســى
وإنّ الــــتي أنْجَبَـــتْ للـــورى
كـــــآلِ علـــــيّ لأمُّ الــــورى
فلـــوْ عِـــزّةٌ أنْطَقَـــتْ مُلحَــداً
لأنْطَـــقَ مُلحَـــدَها مـــا يَـــرَى
بكتْــه المغــاويرُ بِيـضُ السـيوفِ
وهــذي العَناجيــجُ قُــبُّ الكُلــى
ولمّــا أتينــا ســقَتْه الــدموعُ
فمــا بــاتَ حــتى سـقاه الحَيـا
ومــا جــادَه المــزْنُ مــن غُلّـةٍ
ولكــنْ ليبْــكِ النَّــدى بالنَّــدى
وقــد خــدّ فــي الشـمس أُخـدودَه
ولكــن ســَبَقْنا بــه فـي الـثرى
ومـا ضـَرّ مـن لـم يَطُـفْ بالمقـامِ
إذا طـــافَ بالجوســَقِ المُبْتَنــى
وقــالوا الحَجــونُ فثَـمّ الحجـونُ
وثَـــمّ الحَطِيـــمُ وثَــمّ الصــَّفا
وبيــنَ الشــمالِ وبيــن الجنــو
بِ فــي هَبــوَةٍ مــن مَهَـبّ الصـَّبا
قبـــورُ الثلاثـــةِ فـــي مصــْرَعٍ
أمــا كــان فـي واحـدٍ مـا كفـى
أمــا والركــوعُ بــه والســجودُ
إذا مــا بكَــى قــانتٌ أو دعــا
لَـــذاكَ الصــّعيدُ وذاك الكديــدُ
أحَــقُّ مــن الخَيْــفِ بـي أو مِنـى
ولــو جــاوَرَ العــرَبَ الأقــدمينَ
وفــي الــذاهبينَ وفَـى مَـنْ وَفـى
أتَتْــه الحجيــجُ مــن الرّاقصـاتِ
فمنهـــا فُــرادى ومنهــا ثُنــا
فمــا لــيَ لا أقتــدي بــالكِرامِ
وأوثِـــرُ ســـُنّةَ مَـــن قــد خلا
إذا مــا نحــرتَ بــه أو عقــرتَ
فعَـــدِّ الخوانـــفَ ذاتَ البُـــرى
ولا تـــرْضَ إلاّ بعَقْـــرِ الثنـــاءِ
ونَحْـــــرِ القَـــــوافي وإلاّ فلا
فلـــوْلا الـــدّماءُ إذاً أقبلـــتْ
عليــــه تَكـــوسُ ذواتُ الشـــَّوى
إذاً لــــم تُغــــادرْ غُرَيْرِيّـــةً
تَخُــــبُّ ولا ســــابحاً يُمتطَــــى
يُعَــــدُّ الشــــريفُ وأعمــــامهُ
وأخـــوالهُ فيـــه شــِرْعاً ســُوى
وإنّ حَصــــاناً نَمَــــتْ جعفـــراً
ويحيَــــى لَعاديّـــةُ المنتمـــى
فجــاءتْ بهــذا كشــمسِ النهــارِ
وجـــاءت بهــذا كبــدرِ الــدّجى
تَـــرى بهمـــا أســـَدَيْ جَحْفَـــلٍ
غَـــداةَ المـــواكبِ وابنَــي جَلا
ألـمْ تَـك مـن قوْمهـا فـي الصّميم
ومــن مجــدِها فــي أشـَمّ الـذُّرى
فمـن قومـكَ الصـِّيدُ صـِيدُ الملـوكِ
ومــن قومهـا الأُسـدُ أُسـْدُ الشـرى
فــوارسُ تُنضـي المـذاكي الجِيـادَ
إذا مــا قَرعــنَ العُجـا بالعُجـا
يُضــيءُ عليهــمْ ســَنا الأكرميــنَ
إذا مــا الحديــدُ عليهــم دجـا
فجئتَ كمــا شــئتَ مــن جانبَيــك
فــأنتَ الحيــاةُ وأنــتَ الــرّدى
فصــــِلُّكَ يُرْقــــى ولا يَســـتجيبُ
ونــــاركَ تُــــذكَى ولا تُصـــْطَلى
ومــن ذاك أضــْنيتَ صـرفَ الزمـان
فلـــم يُخفِــهِ عنْــكَ إلا الضــّنى
فلــم تُغمِـدِ السـيفَ حـتى انثنـى
ولــم تصـرِفِ الرُّمـحَ حـتى انحنـى
وإنّ الّـــذي أنـــتَ صـــِنْوٌ لــه
لمَاضــي العَــزَائمِ عَــرْدُ النَّسـا
يُـــبيرُ عِـــداكَ إذا مــا ســَطَا
ويُعــرَفُ فيهــم إذا مــا احتـبى
ويــأتي علــى أعيُــنِ الحاسـدينَ
إذا ســألوا مَــن فــتىً قيـل ذا
بنــو المنجِبـاتِ بنـو المُنجِـبينَ
فمِـــن مُجتَبـــاةٍ ومــن مُجتَبَــى
لأمّاتِنَــــا نِصــــْفُ أنْســــابِنَا
إذا المَلِــكُ القَيـلُ منَّـا انتمَـى
دَعــائِمُ أيّامِنــا فــي الفَخــارِ
وأكْفــاءُ آبائِنــا فــي العُلــى
ألـــــمْ تَرَهُــــنّ يُبارينَنَــــا
فيَمرُقْنَنَــــا ويَنَلْـــنَ المـــدى
كفَلــــنَ لنـــا بظِلالِ الخِيـــام
وأكفَلنَنَــــــا بظِلالِ القَنـــــا
وتغــــدو فمنهــــنّ أســـماعُنا
وأبصــارُنا فــي حِجــالِ المهــا
فلــوْ جـازَ حكمـيَ فـي الغـابرينَ
وعـــدّلْتُ أقســامَ هــذا الــوَرَى
لســمّيتُ بعــضَ النســاء الرجـالَ
وســمّيتُ بعــضَ الرجــال النســا
إذا هــي كــانتْ لكشــفِ الخطـوبِ
فكيــفَ البنــون لضــَرْبِ الطُّلــى
تـــــولّتْ مُرَفِّلَــــةً للملــــوكِ
فمــن مصــطفى النجـل أو مرْتضـَى
وأكــــثرُ آمالِهــــا فيكمــــا
وفـي القلـب منهـا كجمـر الغضـا
فقـــد أدركــت مــا تمنــت فلا
تضــيقا عليهــا ببــاقي المنـى
فلــــولا الضـــّريحُ لنادتكمـــا
تُعيـــذُكما مــن شــماتِ العِــدى
فإمّـــا تَزِيـــدانِ فــي أُنســِها
وإمّــا تَــذودانِ عنهــا البِلــى
فقــد يُضــحك الحـيُّ سـنّ الفقيـدِ
فتهتَـــزُّ أعظُمُـــه فــي الــثرى
ومهمــا طلبــتَ دليــلَ الكــرامِ
فـــإنّ الـــدّليلَ ائِتلافُ الهــوَى
وأنــتَ اليَميــنُ فَصــُلْ بالشـمال
فمــا بيَــدٍ عــن يــدٍ مـن غنـى
وليــسَ الرّمــاحُ بغيــرِ السـيوفِ
وليــس العِمــادُ بغيــرِ البِنــا
ومـــن لا يُنــادي أخــاً باســمِهِ
فليــــس يُخــــافُ ولا يُرتَجَــــى
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).