
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِفــا فلأمْـرٍ مـا سـَريْنا ومـا نَسـْري
وإلاّ فمشـياً مثـلَ مشـْي القطا الكُدري
قِفــا نتَبَيَّـنْ أيـنَ ذا الـبرْقُ منهُـمُ
ومـن أيـن تسـري الرّيح عاطرةَ النَّشْر
لعـلَّ ثـرَى الـوادي الـذي كنـتُ مـرّةً
أزورُهُـــمُ فيـــه تَضـــَوَّعَ للســـَّفْر
وإلاّ فــــذا وادٍ يســــيلُ بعنـــبرٍ
وإلاّ فمــا تــدري الرِّكـابُ ولا نـدري
أكُــلَّ كِنــاسٍ فــي الصــَّريمِ تظنّــه
كِنـاسَ الظبـاء الدُّعـج والشُدَّن العُفر
فهَــلْ علِمــوا أنّــي أسـِيرٌ بأرْضـِهِمْ
ومـا لـي بهـا غَيـرُ التعسـُّفِ منْ خُبرِ
ومـــن عجَــبٍ أنّــي أُســائلُ عنهــمُ
وهُـمْ بيـنَ أحْنـاءِ الجوانـجِ والصـدر
ولــي ســَكَنٌ تــأتي الحـوادثُ دونـهُ
فيبعُـدُ عـن عينـي ويقـرُبُ مـن فِكـري
إذا ذكرَتْــهُ النفــسُ جاشــتْ لـذكرهِ
كمـا عثَـرَ السـّاقي بكـأسٍ مـن الخمر
ولــم يُبْــقِ لــي إلاّ حُشاشــَةَ مُغْـرَمٍ
طـوَى نفَـسَ الرَّمضـاءِ فـي خلـل الجمر
ومـا زِلْـتُ تَرمينـي الليّـالي بنَبْلِها
وأرمــي اللّيـالي بالتجلُّـدِ والصـَّبرِ
وأحمــلُ أيّــامي علــى ظَهــرِ غـادةٍ
وتَحْمِلُنــي منهــا علــى مركَـبٍ وعـر
وآليْــتُ لا أُعطــي الزّمــانَ مَقــادَةً
إلـى مثـلِ يحيَـى ثـمّ أُغضـي على وَتْرِ
وأنْجَــدَني يحيَــى علــى كــلِّ حـادثٍ
وقلَّـــدَني منــه بصَمصــَامتَيْ عَمْــرِو
وخــوَّلَني مــا بيـنَ مَجـدٍ إلـى لُهـىً
وأورثَنــي مـا بيـنَ عُقْـرٍ إلـى عُقْـرِ
حَللْــتُ بــه فــي رأس غُمْـدانَ مَنعـةً
وتــوَّجني تاجــاً مـن العِـز والفخـر
ومـــا عبِتُـــهُ إلاّ بـــأني وصــَفتُهُ
وشــبّهْتُهُ يومـاً مـن الـدهرِ بـالقَطر
ومـــا ذاكَ إلاّ أنّ ألســـُنَنا جَـــرَتْ
علـى عادةِ التشبيه في النظمِ والنثر
فلا تســألاني عــن زمـاني الـذي خَلا
فوَالعصـْرِ إنـي قبـل يحيَـى لفـي خُسر
وحســـبي بجَـــذْلانٍ كـــأنّ خِصـــالَهُ
أكاليــلُ دُرٍّ فــوقَ نَصـْلٍ مـن التّـبر
رقيـقِ فِرِنـدِ الـوجهِ والبِشـرِ والرِّضَى
صـقيلِ حواشـي النفـس والظرفِ والشعر
فيــا ابـنَ علـيٍّ مـا مـدحتُك جـاهِلاً
فإنــكّ لــم تُعــدَلْ بشــَفْعٍ ولا وَتْـر
ويـا ابـنَ علـيٍّ دُمْ لمَـا أنْـتَ أهْلُـهُ
فأهْـلٌ لعَقْـدِ التـاجِ دونَ بنـي النضر
فــتىً عنــدهُ الــبيتُ الحـرامُ لآمِـلٍ
ولـي منـه ما بينَ الحَجون إلى الحِجر
ولمّــا حططــتُ الرَّحْــلَ دون عِراصــِهِ
أخـذتُ أمـانَ الـدهر مـن نُـوَب الدهر
وكــادَ نَــداهُ لا يَفــي بالّـذي جَنـى
علــيَّ مــن الإثـم المُضـاعَفِ والـوِزْر
وذلـــكَ أنــي كنْــتُ أجْحَــدُ ســَيْبَه
ومعروفَــه عنـدي لعجـزي عـن الشـكر
إذا أنـا لـم أقـدِرْ علـى شـُكْرِ فضْلِهِ
فكيْـفَ بشـكْرِ اللّـه فـي موضـعِ الحَشْر
حَنينـــي إليْـــهِ ظاعِنــاً ومُخيِّمــاً
وليـسَ حنيـنُ الطيـرِ إلاّ إلـى الـوكْرِ
فمــا راشــتِ الأملاكُ ســَهماً يَريشــُه
ومــا بَـرَتِ الأملاكُ سـَهماً كمـا يَـبري
فقـد قيَّـدَ الجُـرْدَ السـوابقَ بـالرُّبَى
وقطَّــعَ أنفــاسَ العناجيــج بـالبُهْر
فيــا جبلاً مــن رحمـةِ اللّـه باذِخـاً
إليـه يفِـرُّ العُـرْفُ فـي زمَـن النُّكـر
فـداؤكَ حـتى البـدرُ فـي غَسـَق الدُّجى
منيـراً وحـتى الشـمس فضـْلاً عن البدر
ســلَبْتَ الحُســامَ المَشــرَفيَّ خِصــالَهُ
فهزَّتُــهُ فيــه ارتعــادٌ مـن الـذُّعر
ولـو قيـل لـي مَـنْ فـي البرِيّةِ كلِّها
سـِواكَ علـى علمـي بهـا قلـتُ لا أدري
ألســتَ الـذي يَلْقـى الكتـائبَ وحـدَهُ
ولـو كُـنَّ مـن آنـاءِ ليـلٍ ومـن فَجْـرِ
ولـو أنّ فيهـا رَدْمَ يـأجوجَ مـن ظـبىً
مُشـــَطَّبَةٍ أو مِـــن رُدَيْنِيّـــةٍ ســُمْر
فرِفْقــاً قَلِيلاً أيهــا الملِـك الرِّضـَى
بنفسـك واتـركْ منـك حظّـاً علـى قَـدْر
فـــذاكَ وهــذا كلُّــهُ أنــت مُــدرِكٌ
فأشـفقْ على العَليا وأشفِق على العمر
فبالســَّعْي للعَليــا يُشــادُ بناؤهَـا
وفـي اللهوِ أيضاً راحةُ النفس والفكر
ومــن حــقِّ نفـسٍ مثـل نفسـك صـَونُها
ليـوم القَنـا الخطِّـيِّ والفتكةِ البِكر
ولـو لـم تُـرِحْ صـِيدُ الملـوكِ نفوسَها
وَنَيــنَ لمــا حُمِّلْـنَ مـن ذلـك الإصـر
غَضـــارةُ دنيــا واعتــدالُ شــَبيبَةٍ
فمـا لـك فـي اللذّاتِ واللهوِ من عُذر
ولا خيـرَ فـي الدّنيا إذا لم يفُزْ بها
مليـكٌ مُفَـدّىً فـي اقتِبـالٍ مـن العمر
ألا انْعَــمْ بأيّــامٍ ألَـذَّ مـن المُنـى
تحلَّـــتْ بـــآدابٍ أرَقَّ مــن الســَّحر
فرغـت مـن المجـد الـذي أنـت شـائد
فجـرَّ ذيـول العيـش فـي الزمن النضر
لَتَهــدا جِيـادٌ ليـس تنفـكُّ مـن سـُرىً
ويســكُنُ غمــضٌ ليـس تنفـكُّ مـن نَفـر
ومثلُـك يـدعو المرهَـفَ العضـْبَ عزمُـه
وتــدعُو هــواه كــلَّ مُرهَفَـةِ الخَصـر
وما زلت تروي السيف في الرَّوع من دمٍ
فحقُّـك أن تَـرْوي الـثرى من دم الخمر
وتنعَــمَ بــالبِيض الأوانــسِ كالـدُّمى
وتَرفُــلَ مــن دُنيـاكَ فـي حُلَـلٍ خُضـر
وإنَّ الـتي زارتـك فـي الحِـذْرِ مَوْهِناً
أحَــقُّ المَهــا بالخُنزُوانـةِ والكِـبر
يَــوَدُّ هِرقَـلُ الـرّوم ذو التـاج أنّـه
يَنـالُ الـذي نـالتْه مـن شـرفِ القدر
حَبــاكَ بهــا مَـن أنـتَ شـطرُ فـؤادِهِ
ومـا شـطْرُ شـيءٍ بـالغنيِّ مـن الشـطر
أخـــوكَ فلا عَيــنٌ رأتْ مثلَــهُ أخــاً
إذا مـا احتبى في مجلس النهي والأمر
وقــد وقعَــتْ منـك الهديّـةُ إذ أتَـتْ
مواقـعَ بـرد المـاء مـن غَلَـل الصدر
فمِــن مَلِــكٍ ســامٍ إلــى مَلِـكٍ رِضـىً
تهــادتْ ومـن قَصـرٍ مُنيـفٍ إلـى قَصـر
فمــا هــي إلاّ السـعدُ وافـقَ مطلعـاً
ومـا هـي إلاّ الشـمسُ زُفَّـت إلى البدر
ســتَنمي لــك الأقيـالُ مـن آلِ يعـرُبٍ
ذوي الجفنـات البِيـضِ والأوجُـه الغُـرِّ
وقُلـــتُ لِمُهـــديها إليــك عقيلــةً
مُقابَلَــةَ الأنســابِ مُعرَقَــةَ النَّجــر
حبـوْتَ بهـا مـن ليـس فـي الأرض مثلُه
لجيــشٍ إذا اصــْطكَّ العِـرابُ ولا ثَغـر
فيـا جعفـر العَليـاء يا جعفرَ النّدى
ويـا جعفـرَ الهيجـاء يا جعفرَ النصر
لَنِعْــمَ أخــاً فــي كـلِّ يـوْم كريهَـةٍ
تصــولُ بـهِ غيـرَ الهِـدانِ ولا الغَمـر
كبـدر الـدجى كالشمس كالفجر كالضحى
كصـرف الـردى كالليث كالغيث كالبحر
لَعمـري لقـد أُيّـدتَ يـومَ الـوغى بـه
كمــا أُيِّــدتْ كفّـاكَ بالأنمـل العَشـر
لــذلك نــاجى اللّــهَ موســى نـبيُّهُ
فنـادى أن اشـرح مـا يَضـيقُ به صدري
وَهَـبْ لـي وَزيـراً مـن أخـي أستعِنْ به
وشــُدَّ بــه أزري وأشـركْه فـي أمـري
لنِعْــمَ نِظـامُ الأمـرِ والرُّتَـبِ العُلـى
ونِعْـمَ قِـوامُ المُلـكِ والعسـكر المَجر
إليــك انتمـى فـي كـلِّ مجـدٍ وسـودَدٍ
ويكفيـه أن يُعـزَى إليـك مـن الفخـر
وخلفَـــك لاقـــى كــلَّ قَــرْمٍ مُدَجَّــجٍ
ومـن حِجـرِك اقتـاد الزمـانَ على قَسر
فمــا جــالَ إلاّ فــي عجاجـك فارسـاً
ولا شــَبَّ إلا تحــتَ راياتــك الحُمــر
قــررتَ بــه عينــاً وأنـتَ اصـطنَعْتَهُ
وشـِدْتَ لـه مـا شـِدتَ مـن صالح الذكر
فمــا مثـلُ يحيَـى مـن أخٍ لـك تـابِعٍ
ولا كبَنِيـــهِ مـــن جَحاجِحَـــةٍ زُهــر
ولســتَ أخــاه بــل أبــاهُ كفلتَــهُ
وآوَيتَــهُ فـي حالـةِ العُسـْرِ واليُسـر
يَــوَدُّ علـيٌّ لـو يَـرى فيـهِ مـا تَـرَى
لِيعلَــمَ آيَ النَّصـْلِ والصـارم الهَـبر
إذاً قــامَ يُثْنــي بالـذي هـو أهلُـهُ
عليــه ثَنــاءً واســتهلَّ مـن العَفْـر
ومــا كنـتُ أدري قبـل يحيَـى وجعفَـرٍ
بــأنَّ ملــوكَ الأرض تُجمَــعُ فـي عَصـر
عجِبْــتُ لهــذا الــدهرِ جـادَ بجعْفَـرٍ
ويحيَـى وليـس الجـودُ مـن شِيَمِ الدهر
ومــا كــانتِ الأيـامُ تـأتي بمثلكـم
قــديماً ولكــن كنتُـمُ بَيْضـَةَ العُقـر
ومـا المـدحُ مـدحاً فـي سواكم حقيقةً
ومـا هـو إلا الكفـرُ أو سـببُ الكفْـر
ولــو جــاد قــومٌ بـالنفوس سـماحةً
لَمـا منعتْكُـمْ شـيمةُ الجـود بـالعمر
إذا مــا سـألتُ اللّـهَ غيـرَ بقـائكُمْ
فلا بـؤتُ بـالإخلاصِ فـي السـرِّ والجَهـر
أأدعــو إلهــي بالســّعادةِ عنــدكُمْ
وأنتــم دَراريُّ السـعود الـتي تَسـري
أأبغــي لــديه طالبــاً مـا كفيتَـهُ
وأســألُهُ السـُّقيا ودجلـةُ لـي تجـري
لَعمــري لقــد أجرَضــْتموني بنَيلكُـم
وحمّلْتُمــوني منــه قاصــمةَ الظَّهــر
أُســِرْتُ بمــا أســديتُمُ مِــن صـَنيعةٍ
ومــا خِلتُكُـمْ ترضـَوْنَ للجـارِ بالأسـْرِ
فمهلاً بنــي عَمّــي وأعيــانَ مَعْشــَري
وأملاكَ قــومي والخضــارمَ مـن نجـري
فلا تُرهِقُـــوني بالمزيـــدِ فحســبُكمْ
وحسـبي لـديكُم مـا تـرَوْنَ مـن الوَفرِ
أســـَرَّكُمُ أنّـــي نهضـــْتُ بلا قُـــوىً
كمــا ســَّركم أنّـي اعتـذرتُ بلا عـذر
وإنّــــي لأســـْتَعفيكُمُ أن ترونَنـــي
سـريعاً إلـى النُّعمى بطيئاً عن الشكر
فــإنْ أنـا لـم أسـتحيِ ممَـا فعلتُـمُ
فلســتُ بمسـتحيٍ مـن اللـؤمِ والغَـدْر
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).