
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتَظُـنُّ راحـاً فـي الشـَّمالِ شَمُولا
أتَظُنُّهَــا ســَكْرَى تَجُــرُّ ذُيــولا
نَشــَرَتْ نَــدَى أنفاسـِها فكأنّمَـا
نَشــَرَتْ حِبــالاتِ الـدُّموعِ هُمـولا
أوَكُلّمــا جَنَــحَ الأصــيلُ تَنَفّسـَتْ
نَفَســـاً تُجـــاذِبُهُ إلــيَّ عَليلا
تُهْــدَى صــحائفُكُمْ مُنَشــَّرَةً ومـا
تُغنــي مُراقَبَـةُ العُيـونِ فَـتيلا
لا تُغمِضـُوا نَظَـرَ الرضـا فلربَّمـا
ضــَمّتْ عليـه جَناحَهـا المبلـولا
وكـأنّ طَيْفـاً مـا اهتَـدى فبعثْتُمُ
مِسـكَ الجيـوب الـرَّدْعَ منه بَديلا
ســأرُوعُ مــن ضـَمّتِ حِجـالُكُمُ وإن
غَـــدَتِ الأســِنّةُ دونَ ذلــك غِيلا
أعصـي رِمـاحَ الخـطِّ دونـكِ شـُرّعاً
وأُطِيـــعُ فيــكِ صــَبابَةً وغَليلا
لا أعـذِرُ النصـْلَ المُفيتَ أباكِ أو
يَهْمــي نفوســاً أو يُقَـدَّ فُلـولا
مـا للمعـالِمِ والطُّلـولِ أما كفى
بالعاشــقينَ معالمــاً وطُلــولا
فكأنّنَــا شــَمْلُ الـدّموعِ تَفَرُّقـاً
وكأنّنَــا ســِرُّ الــوَداعِ نُحُـولا
ولقـد ذممْتُ قصيرَ ليلي في الهوى
وحَمِـدتُ مـن مَتْـنِ القنـاةِ طويلا
إنّــي لَتُكْســِبُني المَحامِـدَ هِمّـةٌ
نَجَمَــتْ وكلَّفَــتِ النُّجـومَ أُفُـولا
بَكَـرَتْ تَلُـومُ علـى النّـدى أزديّةٌ
تَنمــي إليــه خَضـارماً وقُيُـولا
يـا هَـذِهِ إنْ يَفْـنَ فـارطُ مَجـدهِمْ
فخُـذي إليـكِ النَّيـلَ والتنـويلا
يـا هـذه لَـولا المساعي الغُرُّ مَا
زعمـوا أبـاكِ الماجِـدَ البُهلولا
إنّـا لَيُنْجِـدُنا السّماحُ على الّتي
تَــذَرُ الغَمــامَ المُسـتهِلَّ بَخِيلا
وتَظُــنُّ فــي لَهَواتِنـا أسـيافَنَا
وتَخـالُ فـي تـاجِ المعـزِّ رسـولا
هـذا ابـنُ وَحيِ اللّهِ تأخُذُ هَدْيَها
عنـــهُ الملائكُ بُكْــرَةً وأصــِيلا
ذو النُّـورِ تُـولِيهِ مكـارمُ هاشـِمٍ
شــُكرْاً كنـائلِهِ الجزيـلِ جـزيلا
لا مثــلَ يَـومي منـه يـومُ أدِلّـةٍ
تُهْــدي إلـى المُتَفَقِّهِيـنَ عُقـولا
فـي مَوسـِمِ النَّحْرِ السَّنيعِ يَرُوقُني
فــأغُضُّ طَرفــاً عـن سـَناهُ كَليلا
والجــوَّ يَعثِـرُ بالأسـِنّةِ والظُّبَـى
والأرضُ واجِفَــــةٌ تَمِيـــلُ مَميلا
والخافِقـاتُ علـى الوشـيجِ كأنّما
حــاولنَ عنـدَ المُعصـِراتِ ذُحُـولا
والأُســْدُ فــاغِرَةٌ تُمَطّــي نِيبَهـا
والـدّهْرُ يَنْـدُبُ شـِلْوَهُ المـأكولا
والشـمسُ حاسـِرَةُ القِنـاعِ ووُدُّهـا
لــو تســتطيعُ لتُربِــهِ تقـبيلا
وعلــى أميـرِ المـؤمنِينَ غمامَـةٌ
نَشـــَأتْ تُظَلِّـــلُ تــاجَهُ تَظليلا
نَهَضـَتْ بثقـل الـدُّرِّ ضـوعِفَ نسجُها
فَجَــرَتْ عليــه عَســجداً محلـولا
أمُـديرَها مـن حيـثُ دارَ لَشـَدّ مَا
زاحمــتَ حــولَ ركــابهِ جِـبريلا
ذَعَـرَتْ مـواكبُهُ الجبِـالَ فـأعلَنَتْ
هَضــَبَاتُهَا التكــبيرَ والتهليلا
قـد ضـَمّ قُطرَيها العَجاجُ فما تَرى
بيــنَ الســِّنانِ وكعبِــهِ تخليلا
رُفِعَـتْ لـه فيهـا قِبـابٌ لـم تكُنْ
ظُعْنــاً بـأجراعِ الحِمـى وحُمـولا
أيكِيّــةِ الـذهَبِ المرصـَّعِ رَفرَفَـتْ
فيهــا حَمـامٌ مـا دَعَـونَ هَـديلا
وتُبَاشــِرُ الفلـكَ الأثيـرَ كأنّمَـا
تَبغـي بهِـنَّ إلـى السـماء رَحيلا
تُـدْني إليهـا النُّجْـبُ كـلُّ عُذافرٍ
يَهْــوي إذا ســارَ المَطـيُّ ذَميلا
تَتَعــرّفُ الصــُّهْبُ المُؤثَّـلَ حـولَهُ
نَســَباً وتُنكِــرُ شـَدقماً وجَـديلا
وتُجِــنُّ منْــهُ كــلُّ وَبْـرَةِ لِبْـدَةٍ
لَيْثــاً ويَحمِــلُ كُــلُّ عُضـْوٍ فيلا
وتَظُنُّـــهُ مُتَخَمِّطــاً مــن كِبْــرِهِ
وتَخَـــالُهُ متنمِّـــراً لِيَصـــُولا
وكأنّمــا الجُـرْدُ الجَنـائبُ خُـرَّدٌ
ســَفَرَتْ تَشــوقُ مُتيَّمــاً مَتبـولا
تَبْــدو عليهــا للمعِــزِّ جَلالَــهٌ
فيكــونُ أكــثرُ مَشــْيِهَا تَبْجيلا
ويَجِــلُّ عنهــا قَــدرُهُ حـتى إذا
راقَتْــهُ كــانَتْ نــائِلاً مبـذولا
مــن كـلّ يَعْبُـوب يَحيـدُ فلا تـرى
إلاّ قَـــــذالاً ســــامِياً وتَليلا
وكَــأنّ بَيــنَ عِنــانِهِ ولَبــانِهِ
رَشـَأً يَريـعُ إلـى الكنِـاسِ خَذولا
لَــوْ تَشــْرَئِبُّ لـهُ عقيلـةُ رَبْـرَبٍ
ظَنّتْــهُ جُـؤذَرَ رَمْلِهـا المَكحـولا
إنْ شــِيمَ أقبــلَ عارضـاً مُتهلِّلاً
أو رِيــعَ أدبَــرَ خاضـباً إجْفِيلا
تتــبيّنُ اللّحَظـاتُ فيـهِ مَواقِعـاً
فتظُـــنُّ فيـــهِ للقِــداحِ مُجِيلا
تَتَنـــزّلُ الأروى علــى صــَهَواتِهِ
ويبِيـتُ فـي وَكْـرِ العُقـابِ نزيلا
يَهْـوي بـأُمِّ الخِشـْفِ بيـنَ فُروجِـهِ
ويُقَيِّـــدُ الأدمانَــةَ العُطْبُــولا
صـَلَتانُ يَعْنُـفُ بـالبُرُوقِ لَوامِعـاً
ولقـــد يكــونُ لأمّهِــنّ ســَليلا
يَسـْتَغْرِقُ الشـّأوَ المُغَـرِّبَ مُعْنِقـاً
ويجيــءُ ســابِقَ حَلبــةٍ مَشـكولا
هــذا الّــذي مَلأ القُلـوبَ جَلالَـةً
هـذا الّـذي تَـرَكَ العزيـزَ ذَليلا
فــإذا نَظَـرْتَ نَظـرْتَ غَيـرَ مُشـَبَّهٍ
إلاّ التِماحَــــكَ رايَـــةً ورَعِيلا
إنْ تَلْتَفِــتْ فكَرادســِاً ومَقانِبـاً
أو تَســْتَمِعْ فتَغَمْغُمــاً وصــَهِيلا
يــوْمٌ تجلّـى اللّـهُ مـن مَلَكُـوتِهِ
فـرآكَ فـي المرأى الجليلِ جَليلا
جَلّيْــتَ فيــهِ بنَظَــرةٍ فَمَنَحْتَــهُ
نَظَــراً برؤيــةِ غيــرِهِ مشـغولا
وتَحَلَّــتِ الــدّنْيا بسـِمْطَيْ دُرِّهَـا
فرأيتُهــا شَخصــاً لـديكَ ضـَئيلا
ولحظْــتُ مَنـبرَكَ المُعَلّـى راجِفـاً
مـن تحـتِ عِقْـدِ الرّايَتَيـنِ مَهُولا
مســدولَ ســِترِ جَلالَــةٍ أنْطَقْتَــهُ
فرفعْـتَ عـن حِكَـمِ البيـانِ سُدُولا
وقَضـَيْتَ حَـجَّ العـامِ مُؤتَنِفـاً وقَدْ
وَدّعْـــتَ عامــاً للجِهــادِ مُحيلا
وشـَفَعْتَ فـي وَفْـدِ الحجيـجِ كأنّما
نَفّلْتَهُـــمْ إخلاصـــَكَ المقُبــولا
وصـدَرْتَ تَحْبـو النّـاكِثينَ مَواهِباً
هَــزّتْ قَــؤولاً للســّماحِ فَعُــولا
وهي الجرائمُ والرّغائبُ ما التَقَتْ
إلاّ لِتَصــــْفَحَ قــــادِراً وتُنِيلا
قــد جُــدْتَ حــتى أمَّلَتْـكَ أُمَيّـةٌ
لـو أنّ وِتْـراً لـم يُضـِعْ تـأميلا
عجَبـاً لِمُنْصـَلِكَ المقلَّـدِ كيـف لم
تَسـِلِ النّفـوسُ عليـك منـه مَسيلا
لـم يخْـلُ جَبّـارُ المُلـوكِ بِـذِكْرِهِ
إلاّ تَشــَحَّطَ فــي الـدماء قـتيلا
وكــأنّ أرواحَ العِــدى شــاكَلْنَهُ
فـإذا دَعـا لَبّـى الكَمِـيَّ عَجُـولا
وإذا اسْتَضــاءَ شـِهابَهُ بطَـلٌ رأى
صــُوَرَ الوقــائعِ فــوقه تَخْييلا
وإذا تَــــدَبَّرَهُ تَـــدَبَّرَ عِلّـــةً
للنّيِّـــرَاتِ ونَيّـــراً مَعْلُــولا
لــكَ حُســْنُهُ مُتَقَلَّــداً وبَهــاؤهُ
مُتَنَكَّبـــاً ومضـــاؤهُ مَســـْلُولا
كتَـبَ الفِرنْـدُ عليـه بعضَ صَفاتكُمْ
فعرَفْــتُ فيــهِ التـاجَ والإكليلا
قـد كـاد يُنْذرُ بالوعِيدِ لِطولِ مَا
أصــغى إليـك ويعلـمُ التـأويلا
فـإذا غَضـِبْتَ علَتْـهُ دونـك رُبْـدَةٌ
يَغـدُو لهـا طَـرْفُ النهـارِ كَليلا
وإذا طَـوَيْتَ على الرِّضَى أهدى إلى
شــمس الظَّهيـرَةِ عارضـاً مصـْقولا
ســمّاهُ جَـدُّكَ ذا الفَقَـارِ وإنّمـا
ســَمّاهُ مَــنْ عــادَيْتَ عِـزرائيلا
وكـأنْ بـهِ لـم يُبْـقِ وِتْراً ضائعاً
فــي كــربلاءَ ولا دَمــاً مَطلـولا
أوَمـا سـَمِعْتُمْ عـن وقـائِعِهِ التي
لــم تُبْــقِ إشـراكاً ولا تبـديلا
سـارَتْ بهـا شـِيَعُ القصـائدِ شُرَّداً
فكَأنّمــا كــانَتْ صــَباً وقَبُـولا
حـتى قَطَعْنَ إلى العراقِ الشأمَ عن
عُـرُضٍ وخُضـنَ إلـى الفُراتِ النيلا
طَلَعَـتْ علـى بغـداد بالسِّيَرِ التّي
ســَيَّرتُهَا غُــرَراً لكُــمْ وحُجُـولا
أجْلَيـنَ مِـنْ فِكَري إذا لم يَسمعوا
لســـيوفِهِنَّ المُرهَفــاتِ صــَليلا
ولقـد هَمَمْـتُ بـأنْ أفُـكَّ قُيودَهَـا
لمّــا رأيْــتُ المُحســِنينَ قَليلا
حــتى رأيْــتُ قصــائِدي منحولَـةً
والقـولَ فـي أمِّ الكِتـابِ مَقُـولا
وَلَئِنْ بَقيـــتُ لأُخْلِيَـــنَّ لِغُرِّهَــا
مَيــدانَ ســَبْقي مُقْصــِراً ومُطِيلا
حـــتى كــأنّي مُلْهَــمٌ وكأنّهــا
ســـُوَرٌ أُرَتِّــلُ آيَهَــا تَــرتِيلا
ولقـد ذُعِـرْتُ بمـا رأيْـتُ فغودرَتْ
تلــك المهنَّـدَةُ الرِّقـاقُ فُلُـولا
ولقــد رأيتُــكَ لا بلَحْــظٍ عـاكِفٍ
فرأيـتُ مـن شـِيَمِ النـبيّ شـُكولا
ولقــد ســمعتُكَ لا بسـَمعي هيبَـةً
لكــنْ وجَــدتُكَ جــوهراً معقـولا
أبَنـي النّبُـوّةِ هـل نُبـادِرُ غايَةً
ونَقُـولُ فيكـم غيـرَ مـا قد قِيلا
إنّ الخــبيرَ بكـم أجَـدَّ بخُلقكـم
غيبــاً فجــرَّدَ فيكـمُ التنـزيلا
آتـاكُمُ القُـدْسَ الـذي لـم يُـؤتِهِ
بَشــَراً وأنْفَـذَ فيكـمُ التّفضـيلا
إنّــا اسـتَلَمنا رُكنَكُـم ودَنَـوْتُمُ
حـتى اسـتَلمْتُمْ عَرشـَهُ المحمـولا
فوَصــَلتُمُ مــا بيْنَنَــا وأمـدَّكُمْ
برهــانُهُ ســبباً بــه موصــولا
مـا عُـذرُكُم أن لا تطيـبَ فُرُوعُكُـمْ
ولقـد رسـختُمْ فـي السماء أُصولا
أعطَتكُــمُ شــُمُّ الأنُــوفِ مَقــادَةً
وركبتُــمُ ظَهْــرَ الزّمـانِ ذَلـولا
خَلّــدتُمُ فــي العبشــمِيّةِ لَعْنَـةً
خلقـت ومـا خلقـوا لهـا تعجيلا
راعتهــم بكــم الـبروق كأنمـا
جرَّدتُمُوهَــا فـي السـحابِ نُصـُولا
فــي مَـن يظُنّـونَ الإمامـةَ منهُـمُ
إنْ حُصـــّلَتْ أنْســابُهُمْ تَحْصــِيلا
مِـنْ أهْـلِ بَيْـتٍ لم يَنالوا سَعْيَهُم
مــن فاضـِلٍ عَـدَلوا بـه مفضـولا
لا تَعْجَلــوا إنّـي رأيـتُ أنـاتَكُمْ
وَطْئاً علــى كَتِـدِ الزمـان ثَقِيلا
أمُتَــوَّجَ الخُلَفــاءِ حـاكِمْهُم وإنْ
كـان القَضـاءُ بمـا تشـاءُ كَفيلا
فــالكُتْبُ لــولا أنّهـا لـكَ شـُهَّدٌ
مــا فُصــِّلَتْ آياتُهَــا تفصــيلا
اللّــهُ يَجْزيـكَ الـذي لـم يَجْـزِهِ
فيمــا هَـدَيْتَ الجاهـلَ الضـِّلّيلا
ولقـد بَـرَاكَ وكنْـتَ مَـوثِقَهُ الذي
أخـذَ الكِتـابَ وعهْـدَهُ المسـؤولا
حـتى إذا اسـترعاكَ أمـرَ عِبـادِهِ
أدْنَــى إليــهِ أبـاكَ إسـماعيلا
مـن بيـنِ حُجـبِ النّورِ حيثُ تَبوّأتْ
آبـــاؤهُ ظِـــلَّ الجِنــانِ ظَليلا
أدّى أمــانَتَهُ وزِيـدَ مـنَ الرِّضـَى
قُربـــاً فجــاوَرَهُ الإلَــهُ خَليلا
ووَرثتَـهُ البُرْهـانَ والتِّبيانَ وال
فُرْقـــانَ والتّـــوراةَ والإنجيلا
وَعَلِمـتَ مـن مكنـونِ عِلمِ اللّهِ ما
لــم يُــؤتِ جــبريلاً وميكـائِيلا
لــو كنــتَ آوِنَـةً نَبِيّـاً مُرْسـَلاً
نُشــرَتْ بمبعثِـكَ القُـرونُ الأولـى
أو كنـتَ نُوحـاً مُنـذِراً فـي قومِهِ
مــا زادَهــم بــدُعائِهِ تَضـليلا
للّــهِ فيــكَ سـريرَةٌ لـوْ أُعلِنَـتْ
أحيَــا بــذِكرِكَ قاتِــلٌ مَقُتـولا
لـو كـانَ أعطَى الخَلْقَ ما أُوتيتَهُ
لـم يَخْلُـقِ التّشـبيهَ والتمـثيلا
لــولا حِجــابٌ دونَ علمِــك حـاجِزٌ
وَجَـدوا إلـى عِلـمِ الغُيُوبِ سَبيلا
لـولاكَ لـم يكُـنِ التفكُّـرُ واعِظـاً
والعقــلُ رُشـْداً والقيـاسُ دَليلا
لـو لـم تكُـنْ سَبَبَ النّجاةِ لأهْلِها
لـم يُغْـنِ إيمـانُ العِبـادِ فَتيلا
لـو لـم تُعَرِّفْنـا بـذاتِ نُفُوسـِنا
كــانَتْ لــدَينا عالَمـاً مجهُـولا
لـو لـم يَفِضْ لك في البرِيّةِ نائِلٌ
كــانَت مُفوَّفَــة الرّيـاضِ مَحُـولا
لـو لـم تكـن سكَنَ البلادِ تَضَعضَعتْ
ولَزُيِّلَـــتْ أركانُهـــا تَــزييلا
لـو لـم يكُـنْ فيكَ اعتبارٌ للوَرَى
ضـَلُّوا فلـم يَكْـنِ الـدليل دليلا
نَبِّـهْ لنـا قَـدْراً نَغيظُ بهِ العِدَى
فلقــد تَجَهَّمَنـا الزّمـانُ خُمـولا
لـو كنْـتَ قبـلَ تكونُ جامعَ شَملنا
مـا نِيـلَ مـنِ حُرُماتِنـا ما نِيلا
نَعْتَـدُّ أيْسـَرَ مـا ملكـتَ رِقابَنَـا
وأقَـلَّ مـا نَرجـو بـكَ المَـأمولا
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).