
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَصـَرَمْتَ حَبْـلَ الْـوُدِّ مِنْ فِتْرِ
وَهَجَرْتَهَـا وَلَجَجْـتَ فِي الْهَجْرِ
وَسـَمِعْتَ حَلْفَتَهَـا الْتِي حَلَفَتْ
إِنْ كَـانَ سَمْعُكَ غَيْرَ ذِي وَقْرِ
بِـاللَّهِ تَرْتَحِـلُ الْغَدَاةَ وَإِنْ
تَفْعَـلْ فَإِنَّـكَ غَيْـرُ ذِي قَدْرِ
وَنَسـِيتَ نَظْرَتَهَـا الَّتِي نَظَرَتْ
بَيْـنَ الـرِّوَاقِ وَجَانِب السِّتْرِ
نَظَـرَتْ إِلَيْـكَ بِعَيْـنِ جَـازِئَةٍ
فِـي ظِـلِّ فَـارِدَةٍ مِنَ السِّدْرِ
وَبِجِيــدِهَا يَهْتَــزُّ مُقْبِلَــةً
تَعْطُـو إِلَـى فَنَنٍ مِنَ النَّضْرِ
سـَلَبَتْ فُـؤَادَكَ إِذْ عرَضْتَ لَهَا
ذَاتُ الْغَـدَائِرِ مِنْ بَنِي بَكْرِ
بمَهــاً يَــرِفُّ كَــأَنَّهُ بَـرَدٌ
حَمْـشُ اللَّثَـاثِ مُفَلَّـجُ الثَّغْرِ
وَكَـأَنَّ طَعْـمَ الزَّنْجَبِيـلِ بِـهِ
إِذْ ذُقْتُــهُ وَسـُلَافَةَ الْخَمْـرِ
شـَرِقاً بِمَـاءِ الـذَّوْبِ أَسْلَمَهُ
لِلْمُبْتَغِيـهِ مَعَاقِـلُ الـدَّبْرِ
لَجَـأَتْ إِلَـى سـَنَدٍ فَأَلْجَأَهَـا
دُونَ السـَّمَاءِ يَـزِلُّ بِالْغُفْرِ
سـُودُ الـرُّؤُوسِ لِصـَوْتِهَا زَجَلٌ
مَخْرُوفَــةٌ بِمَشــَارِبٍ خُضــْرِ
وَيَظَـلُّ يَجْـرِي فِـي جَوَاشـِنِهَا
حَتَّــى تَـرُوحَ مُعَصـِّرُ الْعَصـْرِ
وَلِرَبِّهَـا جَـرْسٌ إِذَا احْتَبَسـَتْ
وَتَظَـلُّ كَامِنَـةً كَـذِي النَّـذْرِ
بَكَـرَتْ تُعَـرِّضُ فِـي مَرَاتِعِهَـا
فَـوْقَ الْهِضـَابِ تَعَرُّضَ الْوَبْرِ
وَغَــدَتْ لِمَسـْرَحِهَا وَخَالَفَهَـا
مُتَسـَرْبِلٌ أَدَمـاً عَلَى الصَّدْرِ
فَأَصـَابَ مَـا حَذِرَتْ وَلَوْ عَلِمَتْ
حَــدِبَتْ عَلَيْـهِ بِضـِيِّقٍ وَعْـرِ
فَهَرَاقَ فِي طَرَفِ الْعَسِيبِ إِلَى
مُتَوَقِّـــلٍ بِنَوَاطِــفٍ صــُفْرِ
حَتَّــى تَحَــدَّر مِـنْ غَـوَارِبِهِ
قِــدْحاً بِمَلْـءِ ضـَوَائِنِ وُفْـرِ
وَجَنَــاهُ مِـنْ أُفُـقٍ فَـأَوْرَدَهُ
سـَهْلَ الْعِرَاقِ وَكَانَ بِالْخَضْرِ
كَجُمَانَـةِ الْبَحْـرِيِّ جَـاءَ بِهَا
غَوَّاصـُهَا مِـنْ لُجَـةِ الْبَحْـرِ
صـُلْبُ الْفُـؤَادِ رَئِيـسُ أَرْبَعَةٍ
مُتَخَـالِفِي الْأَلْـوَانِ وَالنَّجْرِ
فَتَنَازَعُوا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا
أَلْقَـوْا إِلِيـهِ مَقَالِدَ الْأَمْرِ
وَغَلَـتْ بِهِـمْ سـَجْحَاءُ خَادِمَـةٌ
تَهْـوِي بِهِـمْ فِـي لُجَّةِ الْغَمْرِ
حَتَّــى إِذَا مَـا سـَاءَ ظَنُّهُـمُ
وَمَضـَى بِهِـمْ شـَهْرٌ إِلَـى شَهْرِ
أَلْقَــى مَرَاســِيَهُ بِتَهْلُكَــةٍ
ثَبَتَـتْ مَرَاسـِيهَا فَمَا تَجْرِي
فَانْصــَبَّ أَسـْقَفُ رَأْسـُهُ لَبِـدٌ
نُزِعَــتْ رَبَاعَيْتَــاهُ لِلصـَّبْرِ
أَشـْفَى يَمُـجُّ الزَّيْـتَ مَلْتَمِـسٌ
ظَمْـآنُ مُلْتَهِـبٌ مِـنَ الْفَقْـرِ
قَتَلَـتْ أَبَـاهُ فَقَـالَ أَتْبَعُـهُ
أَوْ أَسـْتَفِيدُ رَغِيبَـةَ الدَّهْرِ
نَصـَفَ النَّهَـارُ الْمَاءُ غَامِرُهُ
وَشـَرِيكُهُ بِـالْغَيْبِ مَا يَدْرِي
فَأَصـَابَ مُنْيَتَـهُ فَجَـاءَ بِهَـا
صــَدَفِيَّةً كَمُضــِيئَةِ الْجَمْـرِ
يُعْطَـى بِهَـا ثَمَنـاً وَيَمْنَعُهَا
وَيَقُــولُ صـَاحِبُهُ أَلَا تَشـْرِي
وَتَـرَى الصَّرَارِي يَسْجُدُونَ لَهَا
وَيَضــُمُّهَا بِيَــدَيْهِ لِلنَّحْـرِ
فَتِلْــكَ شـِبْهُ الْمَالِكِيَّـةِ إِذْ
طَلَعَـتْ بِبِهْجَتِهَـا مِنَ الْخِدْرِ
أَوْ بَيْضــَةُ الْأُدْحِـيِّ أَلْجَأَهَـا
كَنَـفُ الظَّلِيـمِ بِوَهْدَةِ قَفْرِ
بِأَمِيــلَ مُرْتَكِــمٍ لَـهُ هَـدَفٌ
كَـالْقَرِّ بَيْـنَ عَوَانِـكٍ حُمْـرِ
فَإِلَيْـكَ أَعْمَلْـتُ الْمَطِيَّـةَ مِنْ
سُفْلَى الْعِرَاقِ وَأَنْتَ بِالْقَهْرِ
قَيْســاً فَــإِنَّ اللـهَ فَضـَّلَهُ
بمَنَــاقِبٍ مَعْــدُودَةٍ عَشــْرِ
أَنْـتَ الرَّئِيسُ إِذَا هُمُ نَزَلُوا
وَتَوَاجَهُـوا كَالْأُسـْدِ وَالنُّمْـرِ
أَوْ فَـارِسُ الْيَحْمُـومِ يَتْبَعُهُمْ
كَـالطَّلْقِ يَتْبَـعُ لَيْلَةَ الْبَهْرِ
وَلَأَنْـتَ أَشـْجَعُ مِـنْ أُسَامَةَ إِذْ
نَقَـعَ الصُّرَاخُ وَلُجَّ فِي الذُّعْرِ
وَلَأَنْتَ أَجْوَدُ بِالْعَطَاءِ مِنَ الرْ
رَيَّــانِ لَمَّـا ضـُنَّ بِـالْقَطْرِ
وَلَأَنْــتَ أَحْيَــيَ مِـنْ مُخَبَّـأَةٍ
عَـذْرَاءَ تَقْطُـنُ جَـانِبَ الْكَسْرِ
وَلَأَنْـتَ أَبْيَـنُ حِيـنَ تَنْطِقُ مِنْ
لُقْمَــانَ لَمَّـا عَـيَّ بِـالْمَكْرِ
لَـوْ كُنْـتَ مِـنْ شَيْءٍ سِوَى بَشَرٍ
كُنْـتَ الْمُنَـوِّرَ لَيْلَـةَ الْبَدْرِ
وَوُجِــدْتَ أَنْـدَاهُمْ وَأَوْصـَلَهُمْ
لَشــَوَابِكِ الْأَرْحَـامِ وَالصـِّهْرِ
وَلَــهُ جِفَـانٌ يَـدْلِجُونَ بِهَـا
لِلْمُعْتَفِيــنَ وَللَّـذِي يَسـْرِي
وَهُــوَ الْـوَفِيُّ بِحَبْـلِ ذِمَّتِـهِ
تَحْتَـلُّ فِـي حَلَـقٍ مِـنَ الزِّفْرِ
قَيْسـاً فَقُلْـتُ إِلَيْهِ فَانْتَجِعِي
كَيْمَــا أَسـُدُّ بِسـَيْبِهِ فَقْـرِي
وَأَقُـولُ إِذْ دَنَتِ الرِّكَابُ بِنَا
أَرَشـِيدُ وَيْحَكَ إِنَّ فِي الْقَصْرِ
لَيْثـاً يَهَـابُ النَّـاسُ صَوْلَتَهُ
جَمَـعَ الْعِقَـابَ وَأَحْسنَ الْغَفْرِ
نَـأْتِي الْمَنِيَّةَ وَالْخُلُودَ وَلَا
وَاللـهِ رَبِّ الْعَرْشِ مَا أَدْرِي
أَأُصـَادِفُ الْمَـوْتَ الْمُحَذِّفَ أَمْ
أَلْقَــى فَوَاضـِلَ مَاجِـدٍ غَمْـرِ
بَـلْ تِلْـكَ إِنِّـي قَدْ رَأَيْتُ لَهُ
عَطْفاً بِهَا فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م