
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا حَيِّيَــــا لَيْلَـــى أَجَــدَّ رَحِيلِــي
وَآذَنَ أَصْــــــحَابِي غَــداً بِقُفِــــولِ
تَبَـــدَّتْ لَـــهُ لَيْلَــى لِتَغْلِــبَ صَبْرَهُ
وَهَاجَتْـــكَ أُمُّ الصـَّلْتِ بَعْـــدَ ذُهُــولِ
أُرِيــــدُ لأَنْسَــــى ذِكْرَهَـا فَكَأَنَّمَــا
تَمَثَّــــلُ لِـي لَيْلَـــى بِكُـــلِّ سـَبِيلِ
إِذَا ذُكِـــرَتْ لَيْلَـــى تَغَشـَّتْكَ عَــبْرَةٌ
تُعَـــلُّ بِهَــا العَيْنَــانِ بَعْـدَ نُهُـولِ
وَكَـمْ مِـنْ خَلِيـلٍ قَـالَ لِـي لَوْ سَأَلْتَهَا
فَقُلْـــتُ نَعَـــمْ لَيْلَـــى أَضَنُّ خَلِيــلِ
وَأَبْعَــــــدُهُ نَيْلاً وَأَوْشــَكُهُ قِلــــىً
وَإِنْ ســُئِلَتْ عُرْفـــــاً فَشـَرُّ مَسُـــولِ
حَلَفْـــتُ بِــرَبِّ الرَّاقِصَـاتِ إِلَـى مِنـىً
خِلَالَ المَلَا يَمْـــــدُدْنَ كُـــلَّ جَـــدِيلِ
تَرَاهَــــا وِفَاقـاً بَيْنَهُـــنَّ تَفَــاوُتٌ
وَيَمْــــدُدْنَ بِـــالإِهْلَالِ كُـــلَّ أَصِــيلِ
تَـــوَاهَقْنَ بِالحُجَّـاجِ مَـن بَطْـنِ نَخْلَـةٍ
وَمِـنْ عَـــزْوَرٍ وَالخَبْـــتِ خَبْـتِ طَفِيـلِ
بِكُـــــلِّ حَــــرَامٍ خَاشـِعٍ مُتَــــوَجِّهٍ
إِلَـــى اللـهِ يَـــدْعُوهُ بِكُــلِّ نَقِيـلِ
عَلَـــى كُــلِّ مِـذْعَانِ الـرَّوَاحِ مُعِيـدَةٍ
وَمَخْشــِيَّةٍ أَلَّا تُعِيــــــدَ هَزِيــــــلِ
شـَوَامِذَ قَـــدْ أَرْتَجْـــنَ دُونَ أَجِنَّـــةٍ
وَهُـــوجٍ تَبَــارَى فِــي الأَزِمَّــةِ حُـولِ
يَمِيــــنَ امْـــرِئٍ مُسْــتَغْلِظٍ بِأَلِيَّــةٍ
لِيُكْــــذِبَ قِيلاً قَـــدْ أَلَـــحَّ بِقِيــلِ
لَقَــدْ كَـذَبَ الوَاشُـونَ مَـا بُحْتُ عِنْدَهُمْ
بِلَيْلَــــــى وَلَا أَرْسـَلْتُهُمْ بِرَسِــــيلِ
فَـــإِنْ جَـاءَكِ الوَاشُـونَ عَنِّـي بِكِذْبَـةٍ
فَرَوْهَـــا وَلَــمْ يَـأْتُوا لَهَـا بِحَوِيـلِ
فَلَا تَعْجَلِـــي يَــا لَيْــلَ أَنْ تَتَفَهَّمِـي
بِنُصْـــحٍ أَتَــى الوَاشُــونَ أَمْ بِحُبُـولِ
فَــإِنْ طِبْـتِ نَفْسـاً بَالعَطَـاءِ فَـأَجْزِلِي
وَخَيْـــرُ العَطَايَــا لَيْــلَ كُـلُّ جَزِيـلِ
وَإِلَّا فَإِجْمَـــــالٌ إِلَــــيَّ فَــــإِنَّنِي
أُحِــــبُّ مِـــنَ الأَخْلَاقِ كُـــلَّ جَمِيـــلِ
فَــإِنْ تَبْـذُلِي لِـي مِنْـكِ يَوْمـاً مَـوَدَّةً
فَقِـــدْماً صـَنَعْتِ القَــرْضَ عِنْـدَ بَـذُولِ
وَإِنْ تَبْخَلِـــي يَـا ليْـلَ عَنِّـي فَـإِنَّنِي
تُــــوَكِّلُنِي نَفْسِـــي بِكُـــلِّ بَخِيـــلِ
وَلَسْـــتُ بِــرَاضٍ مِــنْ خَلِيلِـي بِنَـائِلٍ
قَلِيـــــلٍ وَلَا رَاضٍ لَــــهُ بِقَلِيــــلِ
وَلَيْـــسَ خَلِيلِــي بِـالمَلُولِ وَلَا الَّـذِي
إِذَا غِبْــــتُ عَنْــهُ بَــاعَنِي بِخَلِيــلِ
وَلَكِـــنْ خَلِيلِــي مَــنْ يَـدُومُ وِصَـالُهُ
وَيَحْفَــــظُ سـِرِّي عِنْـــدَ كُــلِّ دَخِيــلِ
وَلَـــمْ أَرَ مِــنْ لَيْلَــى نَـوَالاً أَعُـدُّهُ
أَلَا رُبَّمَــــا طَـــالَبْتُ غَيْــرَ مُنِيــلِ
يَلُومُـــكَ فِــي لَيْلَـى وَعَقْلُـكَ عِنْـدَهَا
رِجَـــالٌ وَلَــمْ تَــذْهَبْ لَهُــمْ بِعُقُـولِ
يَقُولُـــونَ وَدِّعْ عَنْــكَ لَيْلَـى وَلَا تَهِـمْ
بِقَاطِعَـــــةِ الأَقْـــرَانِ ذَاتِ حَلِيـــلِ
فَمَــا نَقَعَـتْ نَفْسِـي بِمَـا أَمَـرُوا بِـه
وَلَا عُجْــــتُ مِــنْ أَقْــوَالِهِمْ بِفَتِيــلِ
تَـــذَكَّرْتُ أَتْرَابــاً لِعَــزَّةَ كَالمَهَــا
حُــــبِينَ بِلِيـــطٍ نَـــاعِمٍ وَقَبُـــولُ
وَكُنْـــــتُ إِذَا لَاقَيْتُهُــــنَّ كَـــأَنَّنِي
مُخَالِطَـــــةٌ عَقْلِـــــي ســُلَافُ شـَمُولِ
تَـــأَطَّرْنَ حَتَّــى قُلْــتُ لَسْـنَ بَوَارِحـاً
رَجَـــاءَ الأَمَــانِي أَنْ يَقِلْــنَ مَقِيلِـي
فَأَبْـــدَيْنَ لِــي مِــنْ بَيْنِهِـنَّ تَجَهُّمـاً
وَأَخْلَفْـــنَ ظَنِّــي إِذْ ظَنَنْــتُ وَقِيلِــي
فَلَأْيــــاً بِلَأْيٍ مَــــا قَضـَيْنَ لُبَانَــةً
مِـــنَ الـدَّارِ وَاسْـتَقلَلْنَ بَعْـدَ طَوِيـلِ
فَلَمَّــا رَأَى وَاسْـتَيْقَنَ البَيْـنَ صَـاحِبِي
دَعَـــا دَعْـــوَةً يَـا حَبْتَـرَ بْـنَ سَلُولِ
فَقُلْـــتُ وَأَسْــرَرْتُ النَّدَامَــةَ لَيْتَنِـي
وَكُنْـــتُ امْــرَءاً أَغْتَــشُّ كُــلَّ عَـذُولِ
ســَلَكْتُ ســَبِيلَ الرَّائِحَــــاتِ عَشــِيَّةً
مَخَـــــارِمَ نِصْـــعٍ أَوْ سـَلَكْنَ سـَبِيلِي
فَأَسـْعَدْتُ نَفْســاً بِـالهَوَى قَبْلَ أَنْ أَرَى
عَــــوَادِيَ نَــــأْيٍ بَيْنَنَــــا وَشُغُولِ
نَــدِمْتُ عَلَـى مَـا فَـاتَنِي يَـوْمَ بنْتُـمُ
فَيَــــا حَسْــرَتَا أَلَّا يَرَيْــنَ عَــوِيلِي
كَـــأَنَّ دُمُـوعَ العَيْـنِ وَاهِيَـةُ الكُلَـى
وَعَـــتْ مَـــاءَ غَــرْبٍ يَـوْمَ ذَاكَ سَجِيلِ
تَكَنَّفَهَــــا خُــرْقٌ تَــوَاكَلْنَ خَرْزَهَــا
فَــــأَرْخَيْنَهُ وَالسـَّيْرُ غَيْـــرُ بَجِيــلِ
أَقِيمِــي فَـإِنَّ الغَـوْرَ يَـا عَـزَّ بَعْدَكُمْ
إِلَـــيَّ إِذَا مَــا بِنْــتِ غَيْــرُ جَمِيـلِ
كَفَـــى حَزَنـاً لِلعَيْـنِ أَنْ رَاءَ طَرْفُهَـا
لِعَــــزَّةَ عِيـــراً آذَنَـــتْ بِرَحِيـــلِ
وَقَـالُوا نَأَتْ فَاخْتَرْ مِنَ الصَّبْرِ وَالبُكَا
فَقُلْـــتُ البُكَــا أَشْـفَى إِذاً لِغَلِيلِـي
فَـــوَلَّيْتُ مَحْزُونــاً وَقُلْــتُ لِصَــاحِبِي
أَقَــــاتِلَتِي لَيْلَـــى بِغَيْــرِ قَتِيــلِ
لِعَـــزَّةَ إِذْ يَحْتَــلُّ بِــالخَيْفِ أَهْلُهَـا
فَـــأَوْحَشَ مِنْهَــا الخَيْـفُ بَعْـدَ حُلُـولِ
وَبَـــدَّلَ مِنْهَــا بَعْــدَ طُــولِ إِقَامَـةٍ
تَبَعُّــــثُ نَكْبَــــاءِ العَشـِيِّ جَفُـــولِ
لَقَــدْ أَكْثَـرَ الوَاشُـونَ فِينَـا وَفِيكُـمُ
وَمَـــالَ بِنَــا الوَاشُــونَ كُـلَّ مَمِيـلِ
وَمَــا زِلْـتُ مِـنْ لَيْلَـى لَدُنْ طَرَّ شَارِبِي
إِلَـــى اليَــوْمِ كَالمُقْصَـى بِكُـلِّ سَبِيلِ
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ