
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَــمْ تَرْبَـعْ فَتُخْبِـرَكَ الطُّلُولُ
بِبَيْنَـــةَ رَسْـمُهَا رَسْـمٌ مُحِيـلُ
تَحَمَّــلَ أَهْلُهَـا وَجَـرَى عَلَيْهَـا
رِيَــاحُ الصَّيْفِ وَالسِّرْبُ الهَطُولُ
تَحِــنُّ بِهَـا الدَّبُورُ إِذَا أَرَبَّتْ
كَمَـــا حَنَّــتْ مُوَلَّهَــةٌ عَجُـولُ
تَعَلَّــقَ نَاشـِئاً مِـنْ حُـبِّ سَلْمَى
هَــوىً سـَكَنَ الفُؤَادَ فَمَا يَزُولُ
سـَبَتْنِي إِذْ شـَبَابِي لَــمْ يُعَصَّبْ
وَإِذْ لَا يَسْـــتَبِلُّ لَهَــا قَتِيـلُ
فَلَـــمْ يَمْلَـلْ مَوَدَّتَهَـا غُلَامـاً
وَقَــدْ يَنْسَـى وَيَطَّـرِفُ المَلُـولُ
فَأَدْرَكَــكَ المَشِـيبُ عَلَى هَوَاهَا
فَلَا شـَيْبٌ نَهَـــاكَ وَلَا ذُهُـــولُ
تَصِــيدُ وَلَا تُصَـادُ وَمَـنْ أَصَابَتْ
فَلَا قَـــوَداً وَلَيْـسَ بِـهِ حَمِيـلُ
هِجَــانُ اللَّـوْنِ وَاضِحَةُ المُحَيَّا
قَطِيـــعُ الصـَّوْتِ آنِسـَةٌ كَسُـولُ
وَتَبسـِمُ عَــنْ أَغَـرَّ لَـهُ غُـرُوبٌ
فُــرَاتِ الرَّيـقِ لَيْـسَ بِهِ فُلُولُ
كَـــأَنَّ صـَبِيبَ غَادِيَــةٍ بِلِصْـبٍ
تُشــَجُّ بِــــهِ شــَآمِيَةٌ شـَمُولُ
عَلَـى فِيهَا إِذَا الجَوْزَاءُ كَانَتْ
مُحَلَّقَــــةً وَأَرْدَفَهَــا رَعِيــلُ
فَــدَعْ لَيْلَـى فَقَـدْ بَخِلَتْ وَصَدَّتْ
وَصـَدَّعَ بَيْــنَ شـَعْبَيْنَا الفُلُولُ
وَأَحْكِـــمْ كُــلَّ قَافِيَـةٍ جَدِيـدٍ
تُخَيِّرُهَـــا غَـرَائِبَ مَـا تَقُـولُ
لِأَبْيَـــضَ مَاجِــدٍ تُهْـدِي ثَنَـاهُ
إِلَيْـــهِ وَالثَّنَـاءُ لَـهُ قَلِيـلُ
أَبِــي مَــرْوَانَ لَا تَعْـدِلُ سِوَاهُ
بِــهِ أَحَـداً وَأَيْـنَ بِـهِ عَـدِيلُ
بَطَــــاحِيٌّ لَـــهُ نَسـَبٌ مُصـَفَّى
وَأَخْلَاقٌ لَهَـــا عَـــرْضٌ وَطُــولُ
فَقَــدْ طَلَبَ المَكَارِمَ فَاحْتَوَاهَا
أَغَــــرُّ كَـــأَنَّهُ سـَيْفٌ صـَقِيلُ
تَجَنَّــبَ كُـــلَّ فَاحِشـَةٍ وَعَيْــبٍ
وَصَــافِي الحَمْـدَ فَهْوَ لَهُ خَلِيلُ
إِذَا السـَّبْعُونَ لَمْ تُسْكِتْ وَلِيداً
وَأَصْــبَحَ فِـي مَبَارِكِهَا الفُحُولُ
وَكَــانَ القَطْــرُ أَجْلَابـاً وَصِرّاً
تَحُـــثُّ بِـــهِ شـَآمِيَّةٌ بَلِيــلُ
فَـــإِنَّ بِكَفِّــهِ مَـا دَامَ حَيّـاً
مِــنَ المَعْـرُوفِ أَوْدِيَـةً تَسِـيلُ
تَقُــولُ حَلِيلَـتِي لَمَّـا رَأَتْنِـي
أَرِقْـــتُ وَضَــافَنِي هَـمٌّ دَخِيـلُ
كَـأَنَّكَ قَـدْ بَـدَا لَـكَ بَعْدَ مُكْثٍ
وَطُــولِ إِقَامَــةٍ فِينَـا رَحِيـلُ
فَقُلْــتُ أَجَـلْ فَبَعْضَ اللَّوْمِ إِنِّي
قَـــدِيماً لَا يُلَائِمُنِـي العَـذُولُ
وَأَبْيَــضَ يَنْعَــسُ السَّرْحَانُ فِيهِ
كَـــأَنَّ بَيَاضـَهُ رَيْـــطٌ غَسِـيلُ
خَــدَتْ فِيـهِ بِرَحْلِـي ذَاتُ لَـوْثٍ
مِـــنَ العِيـدِيِّ نَاجِيَـةٌ ذَمُـولُ
سـَلُوكٌ حِيــنَ تَشْـتَبِهُ الفَيَافِي
وَيُخْطِــئُ قَصْـدَ وِجْهَتِـهِ الدَّلِيلُ
إِذَا فَضـَلَتْ مَعَاقِــدُ نِسْـعَتَيْهَا
وَأَصْــبَحَ ضـَفْرُهَا قَلِقـاً يَجُـولُ
عَلَــى قَـرْوَاءَ قَدْ ضَمَرَتْ فَفِيهَا
وَلَــمْ تَبْلُــغْ سَلِيقَتُهَا ذَبُـولُ
طَــوَتْ طَـيَّ الرِّدَاءِ الخَرْقَ حَتَّى
تَقَـــارَبَ بُعْـــدُهُ سُرُحٌ نَصُـولُ
مِــنَ الكُتْـمِ الحَوَافِظِ لَا سَقُوطٌ
إِذَا سـَقَطَ المَطِــيُّ وَلَا ســَؤُولُ
تَكَــادُ تَطِيـرُ إِفْرَاطـاً وَسَغْباً
إِذَا زُجِــرَتْ وَمُـدَّ لَهَا الحُبُولُ
إِلَــى القَرْمِ الَّذِي فَاتَتْ يَدَاهُ
بِفِعْــلِ الخَيْـرِ بَسْطَةَ مَنْ يُنِيلُ
إِذَا مَــا غَالِيَ الحَمْدِ اشْتَرَاهُ
فَمَـــا إِنْ يَسْــتَقِلُّ وَلَا يُقِيـلُ
أَمِيــنُ الصـَّدْرِ يَحْفَظُ مَا تَوَلَّى
كَمَــا يُلْفَى القَوِيُّ بِهِ النَّبِيلُ
نَقِـيٌّ طَـــاهِرُ الأَثْـــوَابِ بَـرٌّ
لِكُـــلِّ الخَيْـرِ مُصْـطَنِعٌ مُحِيـلُ
أَبَــا مَــرْوَانَ أَنْتَ فَتَى قُرَيْشٍ
وَكَهْلُهُـــمُ إِذَا عُــدَّ الكُهُـولُ
تُــوَلِّيهِ العَشِـيرَةُ مَـا عَنَاهَا
فَلَا ضـَيْقُ الــذِّرَاعِ وَلَا بَخِيــلُ
إِلِيْــكَ تُشِـيرُ أَيْدِيهِمْ إِذَا مَا
رَضُــوا أَوْ غَـالَهُمْ أَمْـرٌ جَلِيلُ
كِلَا يَـــوْمَيْهِ بِـالمَعْرُوفِ طَلْـقٌ
وَكُـــلُّ فَعَـــالِهِ حَسـَنٌ جَمِيـلُ
جَــوَادٌ سَـابِقٌ فِـي اليُسْرِ بَحْرٌ
وَفِـــي العِلَّاتِ وَهَّــابٌ بَــذُولُ
تَــأَنَّسُ بِالنَّبَــاتِ إِذَا أَتَاهَا
لِرُؤْيَــةِ وَجْهِـهِ الأَرْضُ المَحُـولُ
لِبَهْجَـــةِ وَاضـِحٍ سـَهْلٍ عَلَيْــهِ
إِذَا رُئِيَ المَهَابَــةُ وَالقَبُـولُ
لِأَهْــلِ الـوُدِّ وَالقُرْبَـى عَلَيْـهِ
صـَنَائِعُ بَثَّهَـــا بَـــرٌّ وَصُـولُ
أَيَـــادٍ قَـدْ عُرِفْـنَ مُظَـاهَرَاتٍ
لَــهُ فِيهَـا التَّطَاوُلُ وَالفُضُولُ
وَعَفْـــوٌ عَـــنْ مُسِـيئِهِمُ وَصَفْحٌ
يَعُــودُ بِـهِ إِذَا غَلِـقَ الحُجُولُ
إِذَا هُـــوَ لَـمْ تُـذَكِّرْهُ نُهَـاهُ
وَقَــارَ الـدِّينِ وَالرَّأْيُ الأَصِيلُ
وَلِلفُقَـــرَاءِ عَــائِدَةٌ وَرُحْــمٌ
وَلَا يُقْصَــى الفَقِيـرُ وَلَا يَعِيـلُ
جَنَـــابٌ وَاسـِعُ الأَكْنَــافِ سَهْلٌ
وَظِـــلٌّ فِــي مَنَــادِحِهِ ظَلِيـلُ
وَكَــمْ مِــنْ غَارِمٍ فَرَّجْـتَ عَنْـهُ
مَغَـــارِمَ كُـلُّ مَحْمَلِهَـا ثَقِيـلُ
وَذِي لَــدَدٍ أَرَيْـتَ اللَّـدَّ حَتَّـى
تَبَيَّــنَ وَاسْـتَبَانَ لَـهُ السَّبِيلُ
وَأَمْــرٍ قَـدْ فَرَقْـتَ اللَّبْسَ مِنْهُ
بِحِلْـــمٍ لَا يَجُــورُ وَلَا يَمِيــلُ
نَمَـى بِكَ فِي الذُّؤَابَةِ مِنْ قُرَيْشٍ
بِنَــاءُ العِـزِّ وَالمَجْـدُ الأَثِيلُ
أَرُومٌ ثَــــابِتٌ يَهْتَــزُّ فِيــهِ
بِـــأَكْرَمِ مَنْبِــتٍ فَـرْعٌ أَصِـيلُ
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ