
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفَـــتْ غَيْقَــةٌ مِــنْ أَهْلِهَــا فَحَرِيمُهَــا
فَبُرْقَــــةُ حِسْــــمَى قَاعُهَـــا فَصـَرِيمُهَا
وَهَاجَتْـــــكَ أَطْلَالٌ لِعَــــزَّةَ بِــــاللِّوَى
يَلُـوحُ بِــــأَطْرَافِ البِـــرَاقِ رُسُـــومُهَا
إِلَـى المِئْبَرِ الدَّانِي مِنَ الرَّمْلِ ذِي الغَضَا
تَرَاهَـــا وَقَــدْ أَقْــوَتْ حَـدِيثاً قَـدِيمُهَا
وَقَـالَ خَلِيلِـــي يَـوْمَ رُحْنَـــا وَفُتِّحَـــتْ
مِـــنَ الصـَّدْرِ أَشْـــرَاجٌ وَفُضـَّتْ خُتُومُهَــا
أَصَــــابَتْكَ نَبْـــلُ الحَاجِبِيَّـــةِ إِنَّهَــا
إِذَا مَــــا رَمَــتْ لَا يَسْـــتَبِلُّ كَلِيمُهَــا
كَأَنَّــــكَ مَـــرْدُوعٌ مِـــنَ الشَّمْسِ مُطْــرَدٌ
يُفَـــارِقُهُ مِــنْ عُقْــدَةِ البُقْــعِ هِيمُهَـا
أَخُـو حَيَّــــةٍ عَطْشَــــى بِــــأَرْضٍ ظَمِيئَةٍ
تَجَلَّــــلَ غَشْـــياً بَعْـــدَ غَشْــيٍ سَلِيمُهَا
إِذَا شـَحَطَتْ يَوْمــــاً بِعَــــزَّةَ دَارُهَـــا
عَـــنِ الحَـــيِّ صـَفْقاً فَاسْــتَمَرَّ مَرِيرُهَـا
فَـــإِنْ تُمْـــسِ قَـــدْ شَطَّتْ بِعَـزَّةً دَارُهَـا
وَلَـــمْ يَسْــتَقِم وَالعَهْـدَ مِنْهَـا زَعِيمُهَـا
فَقَـــدْ غَـادَرَتْ فِـي القَلْـبِ مِنِّـي زَمَانَـةً
وَلِلعَيْـــــنِ عَــــبْرَاتٍ سـَرِيعاً سـُجُومُهَا
فَـــذُوقِي بِمَـــا جَشـَّمْتِ عَيْنــاً مَشُــومَةً
قَــذَاهَا وَقَـدْ يَـأْتِي عَلَـى العَيْـنِ شُومُهَا
فَلَا تَجْزَعِــــي لَمَّـــا نَـــأَتْ وَتَزَحْزَحَــتْ
بِعَـــــزَّةَ دُورَاتُ النَّــــوَى وَرُجُومُهَـــا
وَلِــي مِنْـــكِ أَيَّـــامٌ إِذَا شـَحَطَ النَّـوَى
طِــــــوَالٌ وَلَيْلَاتٌ تَــــزُولُ نُجُومُهَــــا
قَضَــــى كُــلُّ ذِي دَيْــنٍ فَــوَفَّى غَرِيمَــهُ
وَعَـــــزَّةُ مَمْطُـــولٌ مُعَنّـــىً غَرِيمُهَـــا
إِذَا سـُمْتُ نَفْسِـــي هَجْرَهَـــا وَاجْتِنَابَهَـا
رَأَتْ غَمَـــرَاتِ المَــوْتِ فِـي مَـا أَسُـومُهَا
إِذَا بِنْــــتِ بَـــانَ العُــرْفُ إِلَّا أَقَلَّــهُ
مِــنَ النَّـاسِ وَاسْـتَعْلَى الحَيَـاةَ ذَمِيمُهَـا
وَتُخْلِـــــقُ أَثْـــوَابُ الصـِّبَا وَتَنَكَّـــرَتْ
نَـــوَاحٍ مِــنَ المَعْــرُوفِ كَـانَتْ تُقِيمُهَـا
فَهَـــلْ تَجْزِيَنِّــي عَــزَّةُ القَـرْضَ بِـالهَوَى
ثَوَابـــاً لِنَفْـــسٍ قَـــدْ أُصِــيبَ صَمِيمُهَا
بِـــأَنِّيَ لَــمْ تَبْلُــغْ لَهَــا ذَا قَرَابَــةٍ
أَذَاتِـــي وَلَــمْ أُقْــرِرْ لِــوَاسٍ يَـذِيمُهَا
مَــتَى مَــا تَنَـالَا بِـيَ الأُولَـى يَقْصِبُونَهَا
إِلَـــــيَّ وَلَا يُشْـــتَمْ لَـــدَيَّ حَمِيمُهَـــا
وَقَـــدْ عَلِمَــتْ بِــالغَيْبِ أَنْ لَـنْ أَوَدَّهَـا
إِذَا هِـــيَ لَــمْ يَكْــرُمْ عَلَــيَّ كَرِيمُهَــا
فَــــإِنْ وَصـَلَتْنَا أُمُّ عَمْــــرٍو فَإِنَّنَـــا
سـَنَقْبَلُ مِنْهَـــا الـــوُدَّ أَوْ لَا نَلُومُهَــا
فَلَا تَزْجُـــرِ الغَـــاوِينَ عَـنْ تَبَـعِ الصِّبَا
وَأَنْـــتَ غَـــوِيُّ النَّفْــسِ قِــدْماً سَقِيمُهَا
بِعَــــزَّةَ مَتْبُــــولٌ إِذَا هِـــيَ فَــارَقَتْ
مُعَنّـــىً بِأَسْـــبَابِ الهَــوَى مَا يَرِيمُهَـا
وَلَمَّـــا رَأَيْــتُ النَّفْــسَ نَفْســاً مُصَـابَةً
تَــــدَاعَى عَلَيْهَـــا بَثُّهَـــا وَهُمُومُهَــا
عَزَمْــــتُ عَلَيْهَــــا أَمْرَهَــــا فَصـَرَمْتُهُ
وَخَيْــــرُ بَـــدِيعَاتِ الأُمُـــورِ عَزِيمُهَــا
وَمَـــا جَابَــةُ المِــدْرَى خَـذُولٌ خَلَا لَهَـا
أَرَاكٌ بِـــــذِي الرَّيَّــــانِ دَانٍ صـَرِيمُهَا
بِأَحْســَنَ مِنْهَــــــا ســُنَّةً وَمُقَلَّـــــداً
إِذَا مَــــا بَـــدَتْ لَبَّاتُهَــا وَنَظِيمُهَــا
وَتَفْــــرُقُ بِالمِـــدْرَى أَثِيثــاً نَبَــاتُهُ
كَجَنَّـــــةِ غِرْبِيـــبٍ تَـــدَلَّتْ كُرُومُهَـــا
إِذَا ضــَحِكَتْ لَـــــمْ تَنْتَهِــــزْ وَتَبَسـَّمَتْ
ثَنَايَـــا لَهَــا كَــالمُزْنِ غُــرٌّ ظُلُومُهَـا
كَــــأَنَّ عَلَــى أَنْيَابِهَــا بَعْــدَ رَقْــدَةٍ
إِذَا انْتَبَهَـــتْ وَهْنــاً لِمَــنْ يَسْـتَنِيمُهَا
مُجَاجَــــةَ نَحْـــلٍ فِـــي أَبَــارِيقِ صَفْقَةٍ
بِصـَهْبَاءَ يَجْـــرِي فِــي العِظَـامِ هَمِيمُهَـا
رَكُـــودُ الحُمَيَّــا وَرْدَةُ اللَّــوْنِ شَـابَهَا
بِمَـــاءِ الغَــوَادِي غَيْــرَ رَنْـقٍ مُـدِيمُهَا
فَـــإِنْ تَصْــدُفِي يَــا عَـزَّ عَنِّـي وَتَصْـرِمِي
وَلَا تَقْبَلِــــي مِنِّـــي خِلَالاً أَسُــــــومُهَا
فَقَـــدْ أَقْطَــعُ المَوْمَــاةَ يَسْــتَنُّ آلُهَـا
بِهَـــا جِيَـــفُ الحَسْـــرَى يَلُوحُ هَشِـيمُهَا
عَلَـــى ظَهْــرِ حُرْجُــوجٍ يُقَطِّــعُ بِــالفَتَى
نِعَــــافَ الفَيَـــافِي سـَبْتُهَا وَرَسِــيمُهَا
وَقَـــدْ أَزْجُــرُ العَوْجَــاءَ أَنْقَــبَ خُفَّهَـا
مَنَاســِمُهَا لَا يَسْــــــتَبِلُّ رَثِيمُهَــــــا
وَقَــــدْ غَيَّبَـــتْ سـُمْراً كَــأَنَّ حُرُوفَهَــا
مَـــــوَاثِمُ وَضـَّاحٍ يَطِيــــرُ جَرِيمُهَــــا
وَلَيْلَـــــةِ إِيجَـــافٍ بِـــأَرْضٍ مَخُوفَـــةٍ
تَقَتْنِـــــي بِجَوْنَـــاتِ الظَّلَامِ نُجُومُهَـــا
فَبِــــتُّ أُسَــــارِي لَيْلَهَــــا وَضـَرِيبَهَا
عَلَـــى ظَهْــرِ حُرْجُــوجٍ نَبِيــلٍ حَزِيمُهَــا
تُوَاهِـــــقُ أَطْلَاحـــاً كَـــأَنَّ عُيُونَهَـــا
وَقِيـــعٌ تَعَــادَتْ عَــنْ نُطَــافٍ هُزُومُهَــا
أَضـَرَّ بِهَــــا الإِدْلَاجُ حَتَّــــى كَأَنَّهَــــا
مِـــنَ الأَيْــنِ خِرْصَــانٌ نَحَاهَــا مُقِيمُهَـا
تُنَــــازِعُ أَشْــــرَافَ الإِكَــامِ مَطِيَّـــتِي
مِـــنَ اللَّيْــلِ سِـيجَاناً شَـدِيداً فُحُومُهَـا
بِمُشْـــــرِفَةِ الأَجْــــدَاثِ خَاشـِعَةِ الصـُّوَى
تَــــدَاعَى إِذَا أَمْسـَتْ صـَدَاهَا وَبُومُهَـــا
إِذَا اسْـــتَقْبَلَتْهَا الرِّيـحُ حَـالَ رُغَامُهَـا
وَحَــــالَفَ جَــــوْلَانَ السـَّرَابِ أُرُومُهَـــا
يُمَشـِّي بِحِــــزَّانِ الإِكَــــامِ وِبِـــالرُّبَى
كَمُسْـــــتَكْبِرٍ ذِي مَــــوْزَجَيْنِ ظَلِيمُهَـــا
رَأَيْــتُ بِهَــا العُـوجَ اللَّهَـامِيمَ تَغْتَلِـي
وَقَــــدْ صـُقِلَتْ صـَقْلاً وَتَلَّـــتْ جُسُـــومُهَا
تُرَاكِــــلُ بِـــالأَكْوَارِ فِـي كُـــلِّ صـَيْهَبٍ
مِــــنَ الحَــرِّ أَثْبَاجــاً قَلِيلاً لُحُومُهَــا
وَلَـــوْ تَسْـــأَلِينَ الرَّكْــبَ فِي كُـلِّ سَرْبَخٍ
إِذَا العِيـــسُ لَـمْ يَنْبِـسْ بِلَيْـلٍ بَغُومُهَـا
مِـــنَ الحُجْــرَةِ القُصْــوَى وَرَاءَ رِحَالِهَـا
إِذَا الأُسْـــدُ بِــالأَكْوَارِ طَــافَ رَزُومُهَــا
وَجَرَّبْــــتُ إِخْــــوَانَ الصـَّفَاءِ فَمِنْهُـــمُ
حَمِيــــدُ الوِصَـــالِ عِنْــدَنَا وَذَمِيمُهَــا
وَأَعْلَـــــمُ أَنِّـــــي لَا أُسـَرْبَلُ جُنَّــــةً
مِــنَ المَــوْتِ مَعْقُــوداً عَلَــيَّ تَمِيمُهَــا
وَمَــنْ يَبْتَــدِعْ مَـا لَيْـسَ مِـنْ سـوسِ نَفْسِهِ
يَـــدَعْهُ وَيغْلِبْــهُ عَلَــى النَّفْـسِ خِيمُهَـا
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ