
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِعَــزَّةَ مِـنْ أَيَّـامِ ذِي الغُصْـنِ هَاجَنِي
بَضَـــاحِي قَـــرَارِ الرَّوْضـَتَيْنِ رُسُـومُ
فَرَوْضـَةُ أَلْجَــامٍ تَهِيــجُ لِـيَ البُكَـا
وَرَوْضَــــاتُ شَـــوْطَى عَهْدُهُنَّ قَـــدِيمُ
هِــيَ الـدَّارُ وَحْشاً غَيْرَ أَنْ قَدْ يَحِلُّهَا
وَيَغْنَـــى بِهَـــا شـَخْصٌ عَلَــيَّ كَرِيـمُ
فَمَــا بِرِبَـاعِ الـدَّارِ أَنْ كُنْتُ عَالِماً
وَلَا بِمَحَـــــلِّ الغَانِيَـــاتِ أَهِيـــمُ
سـَأَلْتُ حَكِيمــاً أَيْنَ صَارَتْ بِهَا النَّوَى
فَخَبَّرَنِــــي مَـــا لَا أُحِـــبُّ حَكِيــمُ
أَجَــــدُّوا فَأَمَّــا آلُ عَــزَّةَ غُــدْوَةً
فَبَــــانُوا وَأَمَّـــا وَاسـِطٌ فَمُقِيــمُ
فَمَـا لِلنَّـوَى لَا بَارَكَ اللهُ فِي النَّوَى
وَعَهْــدُ النَّــوَى عِنْـدَ المُحِـبِّ ذَمِيـمُ
لَعَمْــرِي لَئِنْ كَـانَ الفُؤَادُ مِنَ النَّوَى
بَغَـــــى سـَقَماً إِنِّـــي إِذَنْ لَسـَقِيمُ
فَإِمَّـــا تَرَيْنِـي اليَـوْمَ أُبْـدِي جَلَادَةً
فَـــإِنِّي لَعَمْــرِي تَحْــتَ ذَاكَ كَلِيــمُ
وَمَـــا ظَعَنَـتْ طَوْعـاً وَلَكِـنْ أَزَالَهَـا
زَمَـــانٌ نَبَـــا بِالصَّـالِحِينَ مَشُــومُ
فَوَاحَزَنــــا لَمَّــــا تَفَـــرَّقَ وَاسِطٌ
وَأَهْـــلُ الَّــتِي أَهْـذِي بِهَـا وَأَحُـومُ
وَقَـــالَ لِــيَ البُلَّاغُ وَيْحَــكَ إِنَّهَــا
بِغَيْـــرِكَ حَقّــاً يَــا كَــثِيرُ تَهِيـمُ
أَتَشْــخَصُ وَالشَّـخْصُ الَّـذِي أَنْـتَ عَـادِلُ
بِــهِ الخُلْــدَ بَيْـنَ العَـائِدَاتِ سَقِيمُ
يُــــذَكِّرُنِيهَا كُــــلُّ رِيـــحٍ مَرِيضَةٍ
لَهَـــا بِــالتِّلَاعِ القَاوِيَــاتِ نَسِـيمُ
تَمُــــرُّ السـُّنُونَ المَاضـِيَاتُ وَلَا أَرَى
بِصــَحْنِ الشــَّبَا أَطْلَالَهُـــنَّ تَرِيـــمُ
وَلَسْــتُ ابْنَــةَ الضَّمْرِيِّ مِنْـكَ بِنَـاقِمٍ
ذُنُـــوبَ العِــدَى إِنِّــي إِذَنْ لَظَلُـومُ
وَإِنِّــي لَـذُو وَجْـدٍ لَئِنْ عَـادَ وَصْـلُهَا
وَإِنِّــــي عَلَــى رَبِّــي إِذَنْ لَكَرِيــمُ
إِذَا بَرَقَـــتْ نَحْـــوَ البُـوَيْبِ سَحَابَةٌ
لِعَيْنَيْــــكَ مِنْهَـــا لَا تَجِـــفُّ سَجُومُ
وَلَسْـــتُ بِـــرَاءٍ نَحْــوَ مِصْـرَ سَحَابَةٌ
وَإِنْ بَعُـــــدَتْ إِلَّا قَعَــدْتُ أَشِــــيمُ
فَقَــدْ يُوجَـدُ النِّكْسُ الدَّنِيُّ عَنِ الهَوَى
عَزُوفــاً وَيَصْـبُو المَـرْءُ وَهْـوَ كَرِيـمُ
وَقَــالَ خَلِيلِـي مَـا لَهَـا إِذْ لَقِيتَهَا
غَـــدَاةَ الشـَّبَا فِيهَـا عَلَيْـكَ وُجُـومُ
فَقُلْـــتُ لَـــهُ إِنَّ المَــوَدَّةَ بَيْنَنَـا
عَلَـــى غَيْـــرِ فُحْـشٍ وَالصَّفَاءُ قَـدِيمُ
وَإِنِّـــي وَإِنْ أَعْرَضْــتُ عَنْهَـا تَجَلُّـداً
عَلَــى العَهْـدِ فِيمَـا بَيْنَنَـا لَمُقِيـمُ
وَإِنَّ زَمَانـــاً فَــرَّقَ الـدَّهْرَ بَيْنَنَـا
وَبَيْنَكُــــمُ فِــــي صـَرْفِهِ لَمَشُـــومُ
أَفِــي الـدِّينِ هَـذَا إِنَّ قَلْبَـكَ سَـالِمٌ
صـَحِيحٌ وَقَلْـــبِي مِـــنْ هَــوَاكِ سَقِيمُ
وَإِنَّ بِجَــــوْفِي مِنْــكِ دَاءً مُخَــامِراً
وَجَوْفُـــكِ مِمَّـــا بِــي عَلَيْــكِ سَلِيمُ
لَعَمْـــرُكِ مَــا أَنْصَفْتِنِي فِـي مَـوَدَّتِي
وَلَكِنَّنِـــي يَــا عَــزُّ عَنْــكِ حَلِيــمُ
عَلَــيَّ دِمَـاءُ البُـدْنِ إِنْ كَـانَ حُبُّهَـا
عَلَــى النَّـأْيِ أَوْ طُـولَ الزَّمَانِ يَرِيمُ
وَأُقْسـِمُ مَــا اسْــتَبْدَلتُ بَعْـدَكِ خُلَّـةً
وَلَا لَـــكِ عِنْـدِي فِـي الفُـؤَادِ قَسِـيمُ
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ