
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِعَــــزَّةَ أَطْلَالٌ أَبَـــتْ أَنْ تَكَلَّمَـــا
تَهِيــجُ مَغَانِيهَـا الطَّـرُوبَ المُتَيَّمَـا
كَــأَنَّ الرِّيَــاحَ الــذَّارِيَاتِ عَشــِيَّةً
بِأَطْلَالِهَــا يَنْســِجْنَ رَيْطــاً مُســَهَّمَا
أَبَــتْ وَأَبَــى وَجْـدِي بَعَـزَّةَ إِذْ نَـأَتْ
عَلَــى عُــدَوْدَاءِ الـدَّارِ أَنْ يَتَصـَرَّمَا
وَلَكِـنْ سـَقَى صـَوْبُ الرَّبِيـعِ إِذَا أَتَـى
عَلَــى قَلَهِــيَّ الــدَّارِ وَالمُتَخَيَّمَــا
بَغَــادٍ مِــنَ الوَســْمِيِّ لَمَّـا تَصـَوَّبَتْ
عَثَـانِينُ وَادِيـهِ عَلَـى القَعْـرِ دَيَّمَـا
سَقَى الكُدْرَ فاللَّعْبَاءَ فَالبَرْقَ فَالحِمَى
فَلَـوْذَ الحَصـَى مِـنْ تَغِلَمَيـنِ فَأَظْلَمَـا
فَــأَرْوَى جَنُــوبَ الـدَّوْنَكَيْنِ فَضـَاجِعاً
فَــدَرَّ فَـأَبْلَى صـَادِقَ الوَبْـلِ أَسـْحَمَا
تَثُــجُّ رَوَايَــاهُ إِذَا الرَّعْــدُ زَجَّهَـا
بِشـَابَةَ فَـالقُهْبِ المَـزَادِ المُحَـذْلَمَا
فَأَصــْبَحَ مَـنْ يَرْعَـى الحِمَـى وَجَنُـوبَهُ
بِــذِي أَفَــقٍ مُكَّــاؤُهُ قَــدْ تَرَنَّمَــا
دِيَـارٌ عَفَـتْ مِـنْ عَـزَّةَ الصـَّيْفَ بَعْدَمَا
تُجِــدُّ عَلَيْهِــنَّ الوّشــِيعَ المُثَمَّمَــا
فَـإِنْ أَنْجَـدَتْ كَـانَ الهَـوَى بِكَ مُنْجِداً
وَإِنْ أَتْهَمَـتْ يَوْمـاً بِهَا الدَّارُ أَتْهَمَا
أَجَــدَّ الصــِّبَا واللّهْـوِ أَنْ يَتَصـَرَّمَا
وَأَنْ يُعْقِبَـاكَ الشـَّيْبَ والحِلْـمَ مِنْهُمَا
لَبِسـْتَ الصِّبَا واللَّهْوَ حَتَّى إِذَا انْقَضَى
جَدِيـدُ الصـِّبَا واللَّهْـوِ أَعْرَضَتْ عَنْهُمَا
خَلِيلَيْــنِ كَانَــا صــَاحِبَيْكَ فَوَدَّعَــا
فَخُــذْ مِنْهُمَــا مَــا نَـوَّلَاكَ وَدَعْهُمَـا
عَلَــى أَنَّ فِــي قَلْبِــي لِعَـزَّةَ وَقْـرَةً
مِــنَ الحُــبِّ مَـا تَـزْدَادُ إِلَّا تَتَيُّمَـا
يُطَالِبُهَـــا مُســـْتَيْقِناً لَا تُثِيبُـــهُ
وَلَكِــنْ يُسـَلِّي النَّفْـسَ كَـيْ لَا يُلَوَّمَـا
يَهَـابُ الَّـذِي لَـمْ يُـؤْتَ حِلْمـاً كَلَامَهَا
وَإِنْ كَــانَ ذَا حِلْــمٍ لَـدَيْهَا تَحَلَّمَـا
تَـــرُوكٌ لِسِقْطِ القَـوْلِ لَا يُهْتَـدَى بِـهِ
وَلَا هِــيَ تُسْتَوْصَـى الحَـدِيثَ المُكَتَّمَـا
وَيَحْسـَبُ نِسْــــوَانٌ لَهُــــنَّ وَسِــيلَةً
مِـنَ الحُـبِّ لَا بَـلْ حُبُّهَـا كَـانَ أَقْدَمَا
وَعُلِّقْتُهَــا وَسْــطَ الجَــوَارِي غَرِيـرَةً
وَمَــا قُلِّــدَتْ إِلَّا التَّمِيـمَ المُنَظَّمَـا
عَيُـوفُ القَـذَى تَـأْبَى فَلَا تَعْرِفُ الخَنَا
وَتَرْمِــي بِعَيْنَيْهَـا إِلَـى مَـنْ تَكَرَّمَـا
إِلَـى أَنْ دَعَـتْ بِالـدَّرْعِ قَبْـلَ لِدَاتِهَا
وَعَــادَتْ تُـرَى مِنْهُـنَّ أَبْهَـى وَأَفْخَمَـا
وغَــالَ فُضُولَ الدِّرْعِ ذِي العَرْضِ خَلْقُهَا
وَأَتْعَبَـــتِ الحَجْلَيْـــنِ حَتَّــى تَقَصَّمَا
وَكَظَّــــتْ سـِوارَيْهَا فَلَا يَأْلُوَانِهَـــا
لَــدُنْ جَــاوَرَا الكَفَّيْـنِ أَنْ يَتَقَـدَّمَا
وَتُـدْنِي عَلَـى المَتْنَيْـنِ وَحْفـاً كَـأَنَّهُ
عَنَاقِيــدُ كَــرْمٍ قَـدْ تَـدَلَّى فَأَنْعَمَـا
مِـنَ الهَيْفِ لَا تَخْزَى إِذَا الرِّيحُ أَلْصَقَتْ
عَلَـى مَتْنِهَـا ذَا الطُّرَّتَيْـنِ المُنَمْنَمَا
وَكُنْــتُ إِذَا مَـا جِئْتُهَـا بَعْـدَ هَجْـرَةٍ
تَقَاصـَرَ يَوْمَيْـــذٍ نَهَــارِي وَأَغْيَمَــا
فَأَقْسـَمْتُ لَا أَنْسَـــى لِعَـــزَّةَ نَظْــرَةً
لَهَـا كِدْتُ أُبْدِي الوَجْدَ مِنِّي المُجَمْجَمَا
عَشــِيَّةَ أَوْمَـــتْ وَالعُيُـــونُ حَوَاضـِرٌ
إِلَــيَّ بِرَجْــعِ الكَــفِّ أَنْ لَا تَكَلَّمَــا
فَأَعْرَضْــتُ عَنْهَــا وَالفُــؤَادُ كَأَنَّمَـا
يَــرَى لَــوْ تُنَــادِيهِ بِـذَلِكَ مَغْنَمَـا
فَإِنَّــكَ عَمْــرِي هَــلْ أُرِيـكَ ظَعَائِنـاً
بِصـَحْنِ الشـَّبَا كَالدَّوْمِ مِنْ بَطْنِ تِرْيَمَا
نَظَــرْتُ إِلَيْهَـا وَهْـيَ تَنْضُـو وَتَكْتَسِـي
مِــنَ القَفْــرِ آلاً كُلَّمَـا زَالَ أَقْتَمَـا
وَقَـــدْ جَعَلَـتْ أَشْـجَانَ بِـرْكٍ يَمِينَهَـا
وَذَاتَ الشـِّمَالِ مِـــنْ مُرِيخَـةَ أَشْـأَمَا
مُوَلِّيَـــةً أَيْسَــارَهَا قَطَــنَ الحِمَــى
تَوَاعَـــدْنَ شِرْباً مِـنْ حَمَامَـةَ مُعْلَمَـا
نَظَــرْتُ إِلَيْهَــا وَهْــيَ تُحْـدَى عَشـِيَّةً
فَـأَتْبَعْتُهُمْ طَرْفَـــيَّ حَتَّـــى تَتَمَّمَــا
تَــرُوعُ بِأَكْنَــافِ الأَفَاهِيــدِ عَيْرُهَـا
نَعَامـــاً وَحُقْبــاً بِالفَدَافِــدِ صُيَّمَا
ظَعَــائِنُ يَشْـفِينَ السَّقِيمَ مِـنَ الجَـوَى
بِـــهِ وَيُخَبِّلْـــنَ الصـَّحِيحَ المُسـَلَّمَا
يُهِــنَّ المُنَقَّــى عِنْـدَهُنَّ مِـنَ القَـذَى
وَيُكْرِمْــنَ ذَا القَــاذُورَةِ المُتَكَرِّمَـا
وَكُنْـــتُ إِذَا مَا جِئْتُ أَجْلَلْـنَ مَجْلِسِـي
وَأَبْـــدَيْنَ مِنِّــي هَيْبَــةً لَا تَجَهُّمَــا
يُحَــاذِرْنَ مِنِّــي غَيْـرَةً قَـدْ عَلِمْنَهَـا
قَـــدِيماً فَمَـــا يَضْــحَكْنَ إلَّا تَبَسُّمَا
يُكَلِّلْــنَ حَـدَّ الطَّـرْفِ عَـنْ ذِي مَهَابَـةٍ
أَبَـــانَ أُولَاتِ الـــدَّلِّ لَمَّــا تَوَسَّمَا
تَرَاهُــــنَّ إِلَّا أَنْ يُـــؤَدِّينَ نَظْـــرَةً
بِمُـــؤْخِرِ عَيْـــنٍ أَوْ يُقَلِّبْــنَ مِعْصَمَا
كَــــوَاظِمَ لَا يَنْطِقْـــنَ إِلَّا مَحُـــورَةً
رَجِيعَـــةَ قَــوْلٍ بَعْــدَ أَنْ يَتَفَهَّمَــا
وَكُـــنَّ إِذَا مَـــا قُلْــنَ شَيْئاً يَسُرُّهُ
أَسـَرَّ الرِّضَـــا فِـــي نَفْسِهِ وَتَجَرَّمَـا
فَأَقْصـَرَ عَــنْ ذَاكَ الهَـوَى غَيْـرَ أَنَّـهُ
إِذَا ذُكِـــرَتْ أَسْـــمَاءُ عَــاجَ مُسَلِّمَا
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ