
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَأَهْـــوَجَ مِلْجــاجٍ تَصـامَمْتُ قِيْلَـهُ
أَنِ اسْــمَعَهُ وَمـا بِسَـمْعِيَ مِـنْ باسِ
وَلَــوْ شِـئْتُ مـا أَعْرَضْتُ حَتَّى أَصَبْتُهُ
عَلَــى أَنْفِـهِ خَـدْباءَ تَعْضِـلُ بِالْآسِي
فَــإِنَّ الِلّسـانَ لَيْـسَ أَهْـوَنُ وَقْعِـهِ
بِأَصْــغَرَ آثـاراً مِنَ النَّحْتِ بِالْفاسِ
وَذِي إِحْنَــةٍ لَـمْ يُبْـدِها غَيْـرَ أَنَّهُ
كَـذِي الْخَبْلِ تَأْبَى نَفْسُهُ غَيْرَ وَسْواسِ
صَــفَحْتُ لَــهُ صَـفْحاً طَـوِيلاً كَصَـفْحِهِ
وَعَيْنــي وَلا يَـدْرِي عَلَيْـهِ وَأَحْرَاسِي
وَعِنْــدِي لَـهُ إِنْ ثـارَ فَـوَّارُ صَدْرِهِ
فَحــاً جَبَلِـيٌّ لا يَعُـودُ لَـهُ الْحاسِي
تَنَقَّيْتُـــهُ مِــنْ كُــلِّ مُـرٍّ فَمِزْتُـهُ
لِكُـــلِّ عُضـالِيٍّ مِـنَ الـدَّاءِ نَكَّـاسِ
شِــفاءً وَتَنْجِيـزاً مَـتَى يَلْتَبِـسْ بِهِ
يُعالِــجُ بَـرْءاً لا يُرِيبُـكَ أَوْ يَـاسِ
وَخَـــبٍّ لُحُـومُ النَّـاسِ أَكْثَـرُ زادِهِ
كَــثِيرِ الْخَنَـى بَعْدَ الْمَحالَةِ هَمَّاسِ
تَرَكْــتُ لَـهُ لَحْمِـي وَأَبْقَيْـتُ لَحْمَـهُ
لِمَــنْ نابَهُ مِنْ حاضِرِ الْجِنِّ والنَّاسِ
فَكَــــدَّ قَلِيلاً ثُـــمَّ صَـدَّ كَأَنَّمــا
يَعَــضُّ بِصُـمٍّ مِـنْ سَـدَى جَبَـلٍ راسِـي
ظالِمُ بن عَمْرِو بن سُفْيانَ بن جَندلٍ الدُّؤَلِيُّ الكِنانِيُّ، أبو الأسودِ، شاعرٌ أمويٌّ، تابعي، واضع علم النحو، كانَ مَعْدُوداً مِنَ الفقهاءِ والأَعْيانِ والأُمراءِ والشُّعراءِ والفُرْسانِ والحاضريِ الجواب. وقِيلَ إنَّ عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه رَسَمَ لَهُ شَيْئاً من أُصولِ النَّحْوِ، فَكَتَبَ فيهِ أَبُو الأسودِ، وقيلَ إنَّ أَبا الأسودِ وَضَعَ الحَركاتِ والتنوينِ لا غَيْرِ. سَكَنَ البصرةَ في خلافةِ عُمَرَ رضي الله عنه وَوَلِيَ إمارتَها في أيَّامِ عليٍّ رضي الله عنه. وَلَمْ يَزَلْ في الإمارةِ حتَّى قُتِلَ عليٌّ رضي الله عنه وكانَ قد شَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، وَلمَّا تَمَّ الأَمْرُ لمعاويةَ قَصَدَهُ فبالَغَ مُعاوِيَةُ في إكرامِهِ، وَهُوَ في أكثرِ الأقوالِ أَوَّلُ مَنْ نَقَّطَ المُصْحَفَ، ماتَ بالبصرةِ سنةَ 69 هـ/688م.