
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِعْنـي نُسَـيْبُ وَلا تَهَـبْ لِي إِنَّنِي
لا أَسْـتَثِيبُ وَلا أُثِيـبُ الْواهِبـا
إِنَّ الْعَطِيَّـةَ خَيْـرُ مـا وَجَّهْتَهـا
وَحَسِـبْتَها حَمْـداً وَأَجْـراً واجِبا
وَمِـنَ الْعَطِيَّـةِ مـا يَعُودُ غَرامَةً
وَمَلامَــةً تَبْقَــى وَمَنّـاً كاذِبـا
وَبَلَـوْتُ أَخْلاقَ الرِّجـالِ وَفِعْلَهُـمْ
فَشَـبِعْتُ عِلْمـاً مِنْهُـمُ وَتَجارِبـا
فَأَخَـذْتُ مِنْهـا مـا رَضِيتُ بِأَخْذِهِ
وَتَرَكْـتُ أَكْثَـرَ ما هُنالِكَ جانِبا
فَـإِذا وَعَـدْتُ الْوَعْدَ كُنْتُ كَغارِمٍ
دَيْنـاً أَقَـرَّ بِـهِ وَأَحْضَـرَ كاتِبا
حَتَّــى أُنَفِّــذَهُ كَمــا وَجَّهْتُــهُ
وَكَفَـى عَلَـيَّ لَـهُ بِنَفْسـي طالِبا
وَإِذا فَعَلْـتُ فَعَلْـتُ غَيْـرَ مُحاسَبٍ
وَكَفَـى بِرَبِّـكَ جازِيـاً وَمُحاسـِبا
وَإِذا مَنَعْـتُ مَنَعْـتُ مَنْعـاً بَيِّناً
وَأَرَحْتُ مِنْ طُولِ الْعَناءِ الرَّاغِبا
لا أَشْـتَري الْحَمْدَ الْقَلِيلَ بَقاؤُهُ
يَوْمـاً بِـذَمِّ الدَّهْرِ أَجْمَعَ واصِبا
ظالِمُ بن عَمْرِو بن سُفْيانَ بن جَندلٍ الدُّؤَلِيُّ الكِنانِيُّ، أبو الأسودِ، شاعرٌ أمويٌّ، تابعي، واضع علم النحو، كانَ مَعْدُوداً مِنَ الفقهاءِ والأَعْيانِ والأُمراءِ والشُّعراءِ والفُرْسانِ والحاضريِ الجواب. وقِيلَ إنَّ عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه رَسَمَ لَهُ شَيْئاً من أُصولِ النَّحْوِ، فَكَتَبَ فيهِ أَبُو الأسودِ، وقيلَ إنَّ أَبا الأسودِ وَضَعَ الحَركاتِ والتنوينِ لا غَيْرِ. سَكَنَ البصرةَ في خلافةِ عُمَرَ رضي الله عنه وَوَلِيَ إمارتَها في أيَّامِ عليٍّ رضي الله عنه. وَلَمْ يَزَلْ في الإمارةِ حتَّى قُتِلَ عليٌّ رضي الله عنه وكانَ قد شَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، وَلمَّا تَمَّ الأَمْرُ لمعاويةَ قَصَدَهُ فبالَغَ مُعاوِيَةُ في إكرامِهِ، وَهُوَ في أكثرِ الأقوالِ أَوَّلُ مَنْ نَقَّطَ المُصْحَفَ، ماتَ بالبصرةِ سنةَ 69 هـ/688م.