
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا أَبْلِغـا عَنِّـي زِيـاداً مآلِكـاً
رَسـولاً إِلَيْهِ حَيْثُ ما كانَ مِنْ أَرْضِ
فَمـا لَكَ مَسْهُوماً إِذا ما لَقِيتَني
تُقَطِّـعُ دُونِي طَرْفَ عَيْنَيْكَ كَالْمُغْضِي
وَمالي إِذا ما أَخْلَقَ الْوُدُّ بَيْنَنا
أُمِرُّ الْقُوَى مِنْهُ وَتَعْمَلُ في النَّقْضِ
أَلَـمْ تَـرَ أَنِّـي لا أُلَـوِّنُ شِـيمَتي
تَلَوُّنَ غُولِ اللَّيْلِ بِالْبَلَدِ الْمُفْضِي
وَلَكِنَّنــي أَرْمِـي الْعَـدُوَّ بِصَـيْلَمٍ
تَصَدَّعُ مِنْها الْأَرْضُ بِالطُّولِ والْعَرْضِ
وَلَسْــتُ بِنــاموسٍ سَـبَوْتٍ دَلَهْمَـسٍ
كَحُمَّــى هُلاعٍ لا تَبُــوخُ وَلا يَقَضْـي
وَلَسْــتُ بِرَشَّــاشٍ رَشِــيقٍ مُلَهْـوَقٍ
جَـوادٍ بِمَكْـذُوبِ الْمَواعِدِ وَالْقَرْضِ
وَلَسْـتُ كَمـاءِ الْقـاعِ يُحْسَـبَ رَيَّةً
وَيُـدْرَكُ ضَـحْلاً بَعْـدَ مَظْمَأِهِ الدَّحْضِ
فَسَـلْ بـي وَلا تَسْـتَحي مِنِّـي فَإِنَّهُ
كَـذَلِكَ بَعْـضُ النَّاسِ يَسْأَلُ عَنْ بَعْضِ
ظالِمُ بن عَمْرِو بن سُفْيانَ بن جَندلٍ الدُّؤَلِيُّ الكِنانِيُّ، أبو الأسودِ، شاعرٌ أمويٌّ، تابعي، واضع علم النحو، كانَ مَعْدُوداً مِنَ الفقهاءِ والأَعْيانِ والأُمراءِ والشُّعراءِ والفُرْسانِ والحاضريِ الجواب. وقِيلَ إنَّ عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه رَسَمَ لَهُ شَيْئاً من أُصولِ النَّحْوِ، فَكَتَبَ فيهِ أَبُو الأسودِ، وقيلَ إنَّ أَبا الأسودِ وَضَعَ الحَركاتِ والتنوينِ لا غَيْرِ. سَكَنَ البصرةَ في خلافةِ عُمَرَ رضي الله عنه وَوَلِيَ إمارتَها في أيَّامِ عليٍّ رضي الله عنه. وَلَمْ يَزَلْ في الإمارةِ حتَّى قُتِلَ عليٌّ رضي الله عنه وكانَ قد شَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، وَلمَّا تَمَّ الأَمْرُ لمعاويةَ قَصَدَهُ فبالَغَ مُعاوِيَةُ في إكرامِهِ، وَهُوَ في أكثرِ الأقوالِ أَوَّلُ مَنْ نَقَّطَ المُصْحَفَ، ماتَ بالبصرةِ سنةَ 69 هـ/688م.