
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعَمْـري لَقَـدْ أَفْشَيْتُ يَوْماً فَخانَنِي
إِلـى بَعْـضِ مَنْ لَمْ أَخْشَ سِرّاً مُمَنَّعا
فَمَزَّقَـهُ مَـزْقَ العَمَـى وَهْـوَ غافِـلٌ
وَنـادَى بِمـا أَخْفَيْـتُ مِنْهُ فَأَسْمَعا
فَقُلْـتُ وَلَـمْ أَفْحَـشْ لَعاً لَكَ عالِياً
وَقَدْ يَعْثُرُ السَّاعِي إِذا كانَ مُسْرِعاً
فَلَسْــتُ بِجازِيــكَ الْمَلامَـةَ إِنَّنـي
أَرَى الْعَفْـوَ أَدْنَى لِلسَّدادِ وَأَوْسَعا
وَلَكِـنْ تَعَلَّـمْ إِنَّهـا عَهْـدُ بَيْنِنـا
فَبِـنْ غَيْـرَ مَـذْمُومٍ وَلَكِـْن مُوَدَّعـا
حَـدِيثاً أَضَـعْناهُ كِلانـا فَلَـنْ أُرى
وَأَنْـتَ نَجَيّـاً آخِـرَ الـدَّهْرِ أَجْمَعا
وَكُنْـتَ إِذا ضَـيَّعْتَ سِـرَّكَ لَـمْ تَجِـدْ
سِــوَاكَ لَـــهُ إِلَّا أَشَـتَّ وَأَضْــيَعا
ظالِمُ بن عَمْرِو بن سُفْيانَ بن جَندلٍ الدُّؤَلِيُّ الكِنانِيُّ، أبو الأسودِ، شاعرٌ أمويٌّ، تابعي، واضع علم النحو، كانَ مَعْدُوداً مِنَ الفقهاءِ والأَعْيانِ والأُمراءِ والشُّعراءِ والفُرْسانِ والحاضريِ الجواب. وقِيلَ إنَّ عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه رَسَمَ لَهُ شَيْئاً من أُصولِ النَّحْوِ، فَكَتَبَ فيهِ أَبُو الأسودِ، وقيلَ إنَّ أَبا الأسودِ وَضَعَ الحَركاتِ والتنوينِ لا غَيْرِ. سَكَنَ البصرةَ في خلافةِ عُمَرَ رضي الله عنه وَوَلِيَ إمارتَها في أيَّامِ عليٍّ رضي الله عنه. وَلَمْ يَزَلْ في الإمارةِ حتَّى قُتِلَ عليٌّ رضي الله عنه وكانَ قد شَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، وَلمَّا تَمَّ الأَمْرُ لمعاويةَ قَصَدَهُ فبالَغَ مُعاوِيَةُ في إكرامِهِ، وَهُوَ في أكثرِ الأقوالِ أَوَّلُ مَنْ نَقَّطَ المُصْحَفَ، ماتَ بالبصرةِ سنةَ 69 هـ/688م.