
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَسـَدُوا الْفَتى إِذْ لَم يَنالُوا سَعْيَهُ
فَـــالْقَوْمُ أَعْــداءٌ لَــهُ وَخُصــومُ
كَضــَرائِرِ الْحَسْـناءِ قُلْـنَ لِوَجْهِهـا
حَسَــــداً وَبَغْيــاً إِنَّــهُ لَــدَمِيمُ
وَالْــوَجْهُ يُشْـرِقُ فـي الظَّلامِ كَـأَنَّهُ
بَـــدْرٌ مُنيــرٌ وَالنِّســاءُ نُجــومُ
وَتَــرى اللَّـبِيبَ مُحَسَّـداً لَمْ يَجْتَرِمْ
شَـــتْمَ الرِّجـــالِ وَعِرْضُـهُ مَشْـتومُ
وَكَـــذاكَ مَـنْ عَظُمَـتْ عَلَيْـهِ نِعْمَـةٌ
حُسَّـــادُهُ سَـــيْفٌ عَلَيْـــهِ صَــرُومُ
فــَاتْرُكْ مُحـاوَرةَ السَّـفِيهِ فَإِنَّهـا
نَــــدَمٌ وَغِــبٌّ بَعْــدَ ذاكَ وَخِيــمُ
وَإِذا جَرَيْــتَ مَـعَ السَّفِيهِ كَما جَرى
فَكِلاكُمــــا فــي جَرْيِــهِ مَــذْمومُ
وَإِذا عَتِبْــتَ عَلـى السَّـفِيهِ وَلُمْتَهُ
فــي مِثْـلِ مـا تَـأْتِي فَـأَنْتَ ظَلومُ
لا تَنْـــهَ عَـنْ خُلُـقٍ وَتَـأْتِيَ مِثْلَـهُ
عـــارٌ عَلَيْــكَ إِذا فَعَلْــتَ عَظِيـمُ
ابْـدَأْ بِنَفْسِـكَ وَانْهَهـا عَـنْ غِيِّهـا
فَــإِذا انْتَهَـتْ عَنْـهُ فَـأَنْتَ حَكيـمُ
فَهُنــاكَ يُقْبَـلُ مـا وَعَظْـتَ وَيُقْتَدى
بِـــالْعِلْمِ مِنْـكَ وَيَنْفَـعُ التَّعلِيـمُ
وَيْـــلُ الْخَلِـيِّ مِـنَ الشَّـجِيِّ فَـإِنَّهُ
نَصِــبُ الْفُـــؤادِ بِشَــجْوِهِ مَغْمُـومُ
وَتَــرى الْخَلِـيَّ قَرِيـرَ عَيْـنٍ لاهِيـاً
وَعَلَـــى الشَّــجِيِّ كَآبَــةٌ وَهُمُــومُ
وَتَقـــولُ مالَـكَ لا تَقـولُ مَقـالَتِي
وَلِســــانُ ذا طَلْــقٌ وَذا مَكْظــومُ
لا تَكْلَمَــنْ عِـرْضَ ابـْنِ عَمِّـكَ ظالِماً
فَـــإِذا فَعَلْــتَ فَعِرْضُـكَ الْمَكْلُـومُ
وَحَرِيمُـــهُ أَيْضــاً حَرِيمُـكَ فَـاحْمِهِ
كَـــيْ لا يُبـاعُ لَـدَيْكَ مِنْـهُ حَرِيـمُ
وَإِذا اقْتَصَصْــتَ مِـنِ ابْنِ عَمِّكَ كَلْمَةً
فَكُلُـــومُهُ لَــكَ إِنْ عَقِلْــتَ كُلُـومُ
وَإِذا طَلَبْـــتَ إِلــى كَريـمٍ حاجَـةً
فَلِقــــاؤُهُ يَكْفِيـــكَ وَالتَّسْــليمُ
فَـــإِذا رَآكَ مُسَــلِّماً ذَكَـرَ الَّـذي
كَلَّمْتَـــــهُ فَكَــــأَنَّهُ مَلْــــزُومُ
وَرَأَى عَـــواقِبَ حَمْــدِ ذاكَ وَذَمِّــهِ
لِلْمَـــرْءِ تَبْقَــى وَالْعِظـامُ رَميـمُ
فــارْجُ الْكَرِيـمَ وَإِنْ رَأَيْـتَ جَفاءَهُ
فـــالْعَتْبُ مِنْــهُ والْكِـرامِ كَريـمُ
إِنْ كُنْــــتَ مُضْــطَرّاً وَإِلَّا فاِتَّخِــذْ
نَفَقــــاً كَأَنَّــكَ خــائِفٌ مَهْــزُومُ
وَاتْرُكْــهُ واحْـذَرْ أَنْ تَمُـرَّ بِبـابِهِ
دَهْـــراً وَعِرْضـُكَ إِنْ فَعَلْــتَ سَـلِيمُ
فَالنَّــاسُ قَـدْ صـاروا بَهائِمَ كُلُّهُمْ
وَمِـــنَ الْبَهــائِمَ قــائِدٌ وَزَعيـمُ
عُمْـــيٌ وَبُكْـمٌ لَيْـسَ يُرْجَـى نَفْعُهُـمْ
وَزَعيمُهُـــمْ فـي النَّائِبـاتِ مُلِيـمُ
وَإِذا طَلَبْـــتَ إِلــى لَئِيـمٍ حاجَـةً
فَأَلِـــحَّ فــي رِفْــقٍ وَأَنْـتَ مُـديمُ
وَاسْـــكُنْ قِبالَــةَ بَيْتِـهِ وَفِنـائِهِ
بِأَشَــدِّ مــا لَـزِمَ الْغَريـمَ غَريـمُ
وَعَجِبْـــتُ للـدُّنْيا وَرَغْبَـةِ أَهْلِهـا
وَالـــرِّزْقُ فيمــا بَيْنَهُـمْ مَقْسُـومُ
وَالْأَحْمَــقُ الْمَـرْزُوقُ أَعْجَـبُ مَنْ أَرَى
مِـــنْ أَهْلِهـا وَالْعاقِـلُ الْمَحْـرُومُ
ثُـــمَّ انْقَضَـى عَجَـبِي لِعِلْمِـيَ أَنَّـهُ
رِزْقٌ مُـــــوافٍ وَقْتُـــهُ مَعْلُـــومُ
ظالِمُ بن عَمْرِو بن سُفْيانَ بن جَندلٍ الدُّؤَلِيُّ الكِنانِيُّ، أبو الأسودِ، شاعرٌ أمويٌّ، تابعي، واضع علم النحو، كانَ مَعْدُوداً مِنَ الفقهاءِ والأَعْيانِ والأُمراءِ والشُّعراءِ والفُرْسانِ والحاضريِ الجواب. وقِيلَ إنَّ عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه رَسَمَ لَهُ شَيْئاً من أُصولِ النَّحْوِ، فَكَتَبَ فيهِ أَبُو الأسودِ، وقيلَ إنَّ أَبا الأسودِ وَضَعَ الحَركاتِ والتنوينِ لا غَيْرِ. سَكَنَ البصرةَ في خلافةِ عُمَرَ رضي الله عنه وَوَلِيَ إمارتَها في أيَّامِ عليٍّ رضي الله عنه. وَلَمْ يَزَلْ في الإمارةِ حتَّى قُتِلَ عليٌّ رضي الله عنه وكانَ قد شَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، وَلمَّا تَمَّ الأَمْرُ لمعاويةَ قَصَدَهُ فبالَغَ مُعاوِيَةُ في إكرامِهِ، وَهُوَ في أكثرِ الأقوالِ أَوَّلُ مَنْ نَقَّطَ المُصْحَفَ، ماتَ بالبصرةِ سنةَ 69 هـ/688م.