
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــلِ الـدَّهْرُ إِلَّا لَيْلَـةٌ وَنَهَارُهـا
وَإِلَّا طُلُــوعُ الشـَّمْسِ ثُـمَّ غِيارُهـا
أَبَـى الْقَلْـبُ إِلَّا أُمَّ عَمْرٍو وَأَصْبَحَتْ
تُحَــرَّقُ نَـارِي بِالشـَّكَاةِ وَنارُهـا
وَعَيَّرَهــا الْوَاشـُونَ أَنِّـي أُحِبُّهـا
وَتِلْـكَ شـَكَاةٌ ظَـاهِرٌ عَنْـكَ عَارُهـا
فَلَا يَهْنَـأِ الْوَاشـِينَ أَنِّـي هَجَرْتُها
وَأَظْلَــمَ دُونِـي لَيْلُهـا وَنَهارُهـا
فَـإِنْ أَعْتَـذِرْ مِنْهـا فَـإِنِّي مُكَـذَّبٌ
وَإِنْ تَعْتَذِرْ يُرْدَدْ عَلَيْها اعْتِذارُها
فَمَــا أُمُّ خِشــْفٍ بِالْعَلَايَـةِ شـادِنٍ
تَنُـوشُ الْبَرِيرَ حَيْثُ نَالَ اهْتِصارُها
مُوَلَّعَــةٌ بِــالطُّرَّتَيْنِ دَنــا لَهـا
جَنَـى أَيْكَـةٍ يَضـْفُو عَلَيْها قِصَارُها
بِهَـا أَبَلَـتْ شـَهْرَيْ رَبِيـعٍ كِلَيْهِما
فَقَـدْ مارَ فِيها نَسْؤُها وَاقْتِرارُها
وَسـَوَّدَ مَـاءُ الْمُـرْدِ فَاهـا فَلَوْنُهُ
كَلَـوْنِ النَّـؤُورِ فَهْيَ أَدْماءُ سَارُها
بِأَحْسـَنَ مِنْهـا يَـوْمَ قَامَتْ فَأَعْرَضَتْ
تُـوَارِي الدُّمُوعَ حِينَ جَدَّ انْحِدَارُها
وَمَــا حَــاوَلَتْ إلَّا لِتَعْنِــتَ لُبَّـهُ
غَـداةَ الظِّبـاءِ أَوْ لِيُعْـذَرَ جارُها
كَـأَنَّ عَلَـى فِيهـا عُقَـاراً مُدَامَـةً
ســـُلَافَةَ رَاحٍ عَتَّقَتْهــا تِجَارُهــا
مُعَتَّقَـةً مِـنْ أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بِها الرْ
رِكَـابُ وَعَنَّتْهـا الزِّقَـاقُ وَقَارُهـا
فَلَا تُشــْتَرَى إِلَّا بِرِبْــحٍ ســِباؤُها
بَنـاتُ الْمَخـاضِ شـُومُها وَحِضـَارُها
تَـرَى شـَرْبَها حُمْـرَ الْحِدَاقِ كَأَنَّهُمْ
أَسـَاوَى إِذا مَا سَارَ فِيهِمْ سُوَارُها
أَلِلْحَيْـنِ قـامَتْ هاهُنـا أَمْ تَعَرَّضَتْ
فُطَيْمَـةُ أَمْ كَيْمـا يَبَـرَّ اعْتِذارُها
فَإِنَّــكَ مِنْهــا وَالتَّعَـذُّرَ بَعْـدَما
لَجِجْـتَ وَشـَطَّتْ مِـنْ فُطَيْمَـةَ دَارُهـا
كَنَعْـتِ الَّـتي ظَلَّـتْ تُسـَبِّعُ سـُؤْرَها
وَقَــالَتْ حَـرَامٌ أَنْ يُرَجَّـلَ جَارُهـا
تَبَــرَّأُ مِــنْ دَمِّ الْقَتِيــلِ وَبَـزِّهِ
وَقَـدْ عَلِقَـتْ دَمَّ الْقَتِيـلِ إِزَارُهـا
فَإِنَّـكِ لَـوْ سـَاءَلْتِ عَنَّـا فَتُخْبَـرِي
إِذَا الْبُـزْلُ رَاحَـتْ لَا تَدُرُّ عِشَارُها
لَأُنْبِئْتِ أَنّـا نَجْتَـدِي الْفَضـْلَ إِنَّما
نُكَلَّفُــهُ مِــنَ النُّفُــوسِ خِيَارُهـا
لَنـا صـِرَمٌ يُنْحَـرْنَ فـي كُـلِّ شَتْوَةٍ
إِذَا مَـا سـَمَاءُ النَّاسِ قَلَّ قِطَارُها
وَسـُودٌ مِـنَ الصـَّيْدَانِ فِيها مَذَانِبٌ
نُضـَارٌ إِذَا لَـمْ نَسـْتَفِدْها نُعَارُها
لَهُــنَّ نَشــِيجٌ بِالنَّشــِيلِ كَأَنَّهـا
ضــَرَائِرُ حِرْمِــيٍّ تَفَــاحَشَ غَارُهـا
إِذَا اسـْتُعْجِلَتْ بَعْدَ الْخُبُوِّ تَرَازَمَتْ
كَهَـزْمِ الظُّـؤَارِ جُـرَّ عَنْها حُوارُها
إِذا حُـبَّ تَرْوِيـجُ الْقُـدُورِ فَإِنَّنـا
نُرَوِّحُهــا سـُفْعاً حَمِيـداً قُتَارُهـا
فَـإِنْ تَصـْرِمِي حَبْلِـي وَإِنْ تَتَبَـدَّلِي
خَلِيلاً وَإِحْــدَاكُنَّ ســُوءٌ قُصــَارُها
فَــإِنِّي إِذَا مـا خُلَّـةٌ رَثَّ وَصـْلُها
وَجَــدَّتْ بِصــُرْمٍ وَاسـْتَمَرَّ عِـذَارُها
وَحَـالَتْ كَحَـوْلِ الْقَـوْسِ طُلَّتْ وَعُطِّلَتْ
ثَلَاثــاً فَــزَاغَ عَجْسـُها وَظُهارُهـا
فَــإِنِّي جَــدِيرٌ أَنْ أُوَدِّعَ عَهْــدَها
بِحَمْـدٍ وَلَـمْ يُرْفَـعْ لَدَيْنا شَنَارُها
وَإِنِّـي صَبَرْتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابْنِ عَنْبَسٍ
نُشـَيْبَةَ وَالْهَلْكَـى يَهِيـجُ ادِّكَارُها
وَذلِــكَ مَشـْبُوحُ الـذِّرَاعَيْنِ خَلْجَـمٌ
خَشـُوفٌ إِذَا مَا الْحَرْبُ طَالَ مِرَارُها
إِذا مَـا الْخَلَاجِيمُ الْعَلاجِيمُ نُكَّلُوا
وَطَــالَ عَلَيْهِـمْ ضَرْسـُها وَسـُعارُها
ضــَرُوبٌ لِهَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِسـَيْفِهِ
إِذَا عُجِمَـتْ وَسـْطَ الشـُّؤُونِ شِفارُها
بِضــَرْبٍ يَقُـضُّ الْبَيْـضَ شـِدَّةُ وَقْعِـهِ
وَطَعْـنٍ كَرَكْـضِ الْخَيْلِ تُفْلَى مِهارُها
وَطَعْنَــةِ خَلْــسٍ قَـدْ طَعَنْـتَ مُرِشـَّةٍ
كَعَــطِّ الــرِّدَاءِ لَا يُشـَكُّ طَوَارُهـا
مُسَحْسـِحَةٍ تَنْفِـي الْحَصَى عَنْ طَرِيقِها
يُطَيِّـرُ أَحْشـاءَ الرَّعِيـبِ انْثِرَارُها
وَمُــدَّعَسٍ فِيــهِ الْأَنِيـضُ اخْتَفَيْتَـهُ
بِجَـرْدَاءَ يَنْتَـابُ الثَّمِيـلَ حِمَارُها
وَعَادِيَــةٍ تُلْقِـي الثِّيَـابَ كَأَنَّهـا
تُيُـوسُ ظِبَـاءٍ مَحْصـُها وَانْبِتَارُهـا
سـَبَقْتَ إِذَا ما الشَّمْسُ كانَتْ كَأَنَّها
صــَلَاءَةُ طِيـبٍ لِيطُهـا وَاصـْفِرَارُها
إِذَا مَا سِرَاعُ الْقَوْمِ كَانُوا كَأَنَّهُمْ
قَوَافِـلُ خَيْـلٍ جَرْيُهـا وَاقْوِرارُهـا
خُوَيْلِدُ بْنُ خالِد بنِ مُحَرِّث، مِنْ قَبِيلَةِ هُذَيل، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ، وَقَدْ وَصَلَ المَدِينَةَ حِينَ وَفاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدَ دَفْنَهُ، وَهُوَ شاعِرٌ فَحَلٌّ جَعَلَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّالِثَةِ، اشْتُهِرَ بِقَصِيدَتِهِ العَيْنِيَّةِ الَّتِي مَطْلَعُها (أَمِنَ المَنَوِّنِ وَرَيْبِها تَتَوَجَّعُ /وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ) قالَها فِي رِثاءِ أَبْنائِهِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ ماتُوا بِالطاعُونِ فِي عامٍ واحِدٍ، تُوُفِّيَ فِي إِفْرِيقِيَّة وَقِيلَ بِمِصْرَ فِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ إِلَى المَدِينَةِ بَعْدَ فَتْحٍ إِفْرِيقِيَّةٍ نَحْوَ سَنَةِ 27ه.