
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبِالصـُّرْمِ مِـنْ أَسـْماءَ حَـدَّثَكَ الَّذِي
جَـرى بَيْنَنـا يَـوْمَ اسْتَقَلَّتْ رِكابُها
زَجَـرْتَ لَهـا طَيْـرَ الشِّمالِ فَإِنْ تَكُنْ
هَـواكَ الَّـذِي تَهْوَى يُصِبْكَ اجْتِنابُها
وَقَـدْ طُفْـتُ مِـنْ أَحْوالِهـا وَأَرَدْتُها
ســِنِينَ فَأَخْشــى بَعْلَهـا وَأَهابُهـا
ثَلاثَـــةَ أَحْــوالٍ فَلَمَّــا تَجَرَّمَــتْ
عَلَيْنــا بِهُـونٍ وَاسـْتَحارَ شـَبابُها
عَصـانِي إِلَيْهـا الْقَلْـبُ إِنِّـي لِأَمْرِهِ
ســَمِيعٌ فَمــا أَدْرِي أَرُشـْدٌ طِلابُهـا
فَقُلْـتُ لِقَلْبِـي يـا لَكَ الْخَيْرُ إِنَّما
يُــدَلِّيكَ لِلْمَـوْتِ الْجَدِيـدِ حِبابُهـا
فَأُقْســِمُ مــا إِنْ بالَــةٌ لَطْمِيَّــةٌ
يَفُــوحُ بِبـابِ الفارِسـِيِّينَ بابُهـا
وَلا الـرَّاحُ راحُ الشـَّامِ جاءَتْ سَبِيَّةً
لَهـا غايَـةٌ تَهْـدِي الْكِرانَ عُقابُها
عُقَـارٌ كَمـاءِ النِّيْـءِ لَيْسـَتْ بِخَمْطَةٍ
وَلا خَلَّــةٍ يَكْـوِي الشـُّرُوبَ شـِهابُها
تَوَصـَّلُ بِالرُّكْبـانِ حِيناً وَتُؤْلِفُ الـْ
جِــوارَ وَيُغْشـِيها الْأَمـانَ رِبابُهـا
فَمـا بَرِحَـتْ فِـي النَّاسِ حَتَّى تَبَيَّنَتْ
ثَقِيفــاً بِزِيـزاءِ الْأَشـاءِ قِبابُهـا
فَطــافَ بِهــا أَبْنــاءُ آلِ مُعَتِّــبٍ
وَعَــزَّ عَلَيْهِـمْ بَيْعُهـا وَاغْتِصـابُها
فَلَمَّـا رَأَوْا أَنْ أَحْكَمَتْهُـمْ وَلَمْ يَكُنْ
يَحِــلُّ لَهُــمْ إِكْراهُهــا وَغِلابُهــا
أَتَوْهــا بِرِبْــحٍ حـاوَلَتْهُ فَأًصـْبَحَتْ
تُكَفَّــتُ قَــدْ حَلَّـتْ وَسـاغَ شـَرابُها
بِـأَرْيِ الَّتِـي تَـأْرِي لَـدى كُلِّ مَغْرِبٍ
إِذا اصْفَرَّ لِيطُ الشَّمْسِ حانَ انْقِلابُها
بِـأَرْيِ الَّتِي تَأْرِيِ الْيَعاسِيبُ أَصْبَحَتْ
إِلـى شـاهِقٍ دُونَ السـَّماءِ ذُؤابُهـا
جَوارِسـُها تَـأْرِيِ الشـُّعُوفَ دَوائِبـاً
وَتَنْصــَبُّ أَلْهابـاً مَصـِيفاً كِرابُهـا
إِذا نَهَضــَتْ فِيــهِ تَصــَعَّدَ نَفْرَهـا
كَقِتْــرِ الْغِلاءِ مُســْتَدِرّاً صــِيابُها
يَظَـلُّ عَلـى الثَّمْـراءِ مِنْهـا جَوارِسٌ
مَراضـِيعُ صـُهْبُ الرِّيـشِ زُغْبٌ رِقابُها
فَلَمَّــا رَآهــا الْخالِــدِيُّ كَأَنَّهـا
حَصـى الْخَـذْفِ تَكْبُـو مُسْتَقِلّاً إِيابُها
أَجَــدَّ بِهــا أَمْــراً وَأَيْقَـنَ أَنَّـهُ
لَهـا أَوْ لِأُخْـرى كَـالطَّحِينِ تُرابُهـا
فَقِيــلَ تَجَنَّبْهــا حَــرامُ وَراقَــهُ
ذُراهـا مُبِينـاً عُرْضـُها وَانْتِصابُها
فَــأَعْلَقَ أَسـْبابَ الْمَنِيَّـةِ وَارْتَضـى
ثُقـوفَتَهُ إِنْ لَـمْ يَخُنْـهُ انْقِضـابُها
تَــدَلَّى عَلَيْهــا بَيْـنَ سـِبٍّ وَخَيْطَـةٍ
بِجَـرْداءَ مِثْـلِ الْوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها
فَلَمَّــا اجْتَلاهــا بِالْإِيـامِ تَحَيَّـرَتْ
ثُبــاتٍ عَلَيْهـا ذُلُّهـا وَاكْتِئابُهـا
فَـأَطْيِبْ بِـراحِ الشـَّأْمِ صـِرْفاً وَهَذِهِ
مُعَتَّقَــةً صــَهْباءَ وَهْــيَ شــِيابُها
فَمـا إِنْ هُمـا فِـي صـَحْفَةٍ بارِقِيَّـةٍ
جَدِيــدٍ حَـدِيثٍ نَحْتُهـا وَاقْتِضـابُها
بِـأَطْيَبَ مِـنْ فِيهـا إِذا جِئْتُ طارِقاً
مِـنَ اللَّيْـلِ وَالْتَفَّـتْ عَلَـيَّ ثِيابُها
رَأَتْنِـي صـَرِيعَ الْخَمْرِ يَوْماً فَسُؤْتُها
بِقُــرَّانَ إِنَّ الْخَمْـرَ شـُعْثٌ صـِحابُها
وَلَـوْ عَثَـرَتْ عِنْـدِي إِذاً ما لَحَيْتُها
بِعَثْرَتِهـــا وَلا أُســـِيءَ جَوابُهــا
وَلا هَرَّهــا كَلْبِــي لِيَبْعُـدَ نَفْرُهـا
وَلَــوْ نَبَحَتْنِــي بِالشـَّكاةِ كِلابُهـا
خُوَيْلِدُ بْنُ خالِد بنِ مُحَرِّث، مِنْ قَبِيلَةِ هُذَيل، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ، وَقَدْ وَصَلَ المَدِينَةَ حِينَ وَفاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدَ دَفْنَهُ، وَهُوَ شاعِرٌ فَحَلٌّ جَعَلَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّالِثَةِ، اشْتُهِرَ بِقَصِيدَتِهِ العَيْنِيَّةِ الَّتِي مَطْلَعُها (أَمِنَ المَنَوِّنِ وَرَيْبِها تَتَوَجَّعُ /وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ) قالَها فِي رِثاءِ أَبْنائِهِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ ماتُوا بِالطاعُونِ فِي عامٍ واحِدٍ، تُوُفِّيَ فِي إِفْرِيقِيَّة وَقِيلَ بِمِصْرَ فِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ إِلَى المَدِينَةِ بَعْدَ فَتْحٍ إِفْرِيقِيَّةٍ نَحْوَ سَنَةِ 27ه.