
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـَبا صـَبْوَةً بَـلْ لَـجَّ وَهْـوَ لَجُوجُ
وَزالَــتْ لَــهُ بِـالْأَنْعَمَيْنِ حُـدُوجُ
كَمـا زالَ نَخْـلٌ بِـالْعِراقِ مُكَمِّـمٌ
أُمِـرَّ لَـهُ مِـنْ ذِي الْفُـراتِ خَلِيجُ
فَإِنَّــكَ عَمْــرِي أَيَّ نَظْـرَةِ عاشـِقٍ
نَظَــرْتَ وَقُــدْسٌ دُونَنــا وَدَجُـوجُ
إِلـى ظُعُـنٍ كَالـدَّوْمِ فِيها تَزايُلٌ
وَهِـــزَّةُ أَجْمــالٍ لَهُــنَّ وَســِيجُ
غَـدَوْنَ عَجـالَى وَانْتَحَتْهُـنَّ خَـزْرَجٌ
مُفَقِّئَةٌ آثــــــارَهُنَّ هَـــــدُوجُ
سـَقى أُمَّ عَمْـرٍو كُـلَّ آخِـرِ لَيْلَـةٍ
حَنــاتِمُ ســُودٌ مــاؤُهُنَّ ثَجِيــجُ
تَـرَوَّتْ بِمـاءِ الْبَحْـرِ ثُـمَّ تَنَصَّبَتْ
عَلـــى حَبَشــِيَّاتٍ لَهُــنَّ نَئِيــجُ
إِذا هَـمَّ بِـالْإِقْلاعِ هَبَّتْ لَهُ الصَّبا
فَــأَعْقَبَ نَشــْءٌ بَعْــدَها وَخُـرُوجُ
يُضــِيءُ ســَناهُ راتِــقٌ مُتَكَشــِّفٌ
أَغَــرُّ كَمِصــْباحِ الْيَهُـودِ دَلُـوجُ
كَمـا نَوَّرَ الْمِصْباحَ لِلْعُجْمِ أَمرُهُمْ
بُعَيْــدَ رُقـادِ النَّـائِمينَ عَرِيـجُ
أَرِقْــتُ لَـهُ ذاتَ الْعِشـاءِ كَـأَنَّهُ
مَخــارِيقُ يُــدْعَى تَحْتَهُـنَّ خَرِيـجُ
تُكَرْكِــــرُهُ نَجْدِيَّـــةٌ وَتَمُـــدُّهُ
مُسَفْســِفَةٌ فَــوْقَ التُّـرابِ مَعُـوجُ
لَـهُ هَيْـدَبٌ يَعْلُـو الشِّراجَ وَهَيْدَبٌ
مُســـِفٌّ بِأَذْنــابِ التِّلاعِ خَلُــوجُ
ضــَفادِعُهُ غَرْقَــى رِواءٌ كَأَنَّهــا
قِيــانُ شــُرُوبٍ رَجْعُهُــنَّ نَشــِيجُ
لِكُـلِّ مَسـِيلٍ مِـنْ تِهامَـةَ بَعْـدَما
تَقَطَّــعَ أَقْــرانُ السـَّحابِ عَجِيـجُ
كَـأَنَّ ثِقـالَ الْمُـزْنِ بَيْـنَ تُضارِعٍ
وَشــامَةَ بَـرْكٌ مِـنْ جُـذامَ لَبِيـجُ
فَــذَلِكَ سـُقْيا أُمُّ عَمْـرٍو وَإِنَّنِـي
لِمـا بَـذَلَتْ مِـنْ سـَيْبِها لَبَهِيـجُ
كَـأَنَّ ابْنَـةَ السـَّهْمِيِّ دُرَّةُ قـامِسٍ
لَهـا بَعْـدَ تَقْطيـعِ النُّبُوحِ وَهِيجُ
بِكَفَّــيْ رَقــاحِيٍّ يُحِــبُّ نَماءَهـا
فَيُبْرِزُهــا لِلْبَيْــعِ فَهْـيَ فَرِيـجُ
أَجــازَ إِلَيْهـا لُجَّـةً بَعْـدَ لُجَّـةٍ
أَزَلُّ كَغُرْنِيــقِ الضــُّحُولِ عَمُــوجُ
فَجــاءَ بِهـا بَعْـدَ الْكَلالِ كَـأَنَّهُ
مِــنَ الْأَيْـنِ مِحْـراسٌ أَقَـذُّ سـَحِيجُ
فَجـاءَ بِهـا مـا شـِئْتَ مِنْ لَطَمِيَّةٍ
تَــدُومُ الْبِحـارُ فَوْقَهـا وَتَمُـوجُ
عَشــِيِّةَ قـامَتْ بِالْفِنـاءِ كَأَنَّهـا
عَقِيلَــةُ نَهْــبٍ تُصــْطَفى وَتَغُـوجُ
وَصـُبَّ عَلَيْهـا الطِّيـبُ حَتَّى كَأَنَّها
أَســِيٌّ عَلــى أُمِّ الـدِّماغِ حَجِيـجُ
كَــأَنَّ عَلَيْهــا بالَــةً لَطَمِيَّــةً
لَهـا مِـنْ خِلالِ الـدَّأْيَتَيْنِ أَرِيـجُ
كَـأَنَّ ابْنَـةَ السَّهْمِيِّ يَوْمَ لَقِيتُها
مُوَشـــَّحَةٌ بِـــالطُّرَّتَيْنِ هَمِيـــجُ
بِأَسـْفَلِ ذاتِ الـدَّبْرِ أُفْرِدَ خِشْفُها
فَقَـدْ وَلِهَـتْ يَـوْمَيْنِ فَهْـيَ خَلُـوجُ
فَقُلْـتُ لِعَبْـدِ اللـهِ إِيـمٌ مُسـَيَّبٌ
بِنَخْلَــةَ يُســْقَى صـادِياً ويَعِيـجُ
فَـإِنْ تُعْرِضـِي عَنِّـي وَإِنْ تَتَبَـدَّلِي
خَلِيلاً وَمِنْهُـــمْ صــالِحٌ وَســَمِيجُ
فَإِنِّي صَبَرْتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابْنِ عَنْبَسٍ
وَقَـدْ لَـجَّ مِـنْ ماءِ الشُّؤُونِ لَجُوجُ
لِأُحْســَبَ جَلْـداً أَوْ لِيُخْبَـرَ شـامِتٌ
وَلِلشــَّرِّ بَعْـدَ الْقارِعـاتِ فُـرُوجُ
وَذَلِـكَ أَعْلـى مِنْـكِ فَقْـداً رُزِئْتُهُ
كَرِيمــاً وَبَطْنِـي لِلْكِـرامِ بَعِيـجُ
وَذَلِـكَ مَشـْبُوحُ الـذِّراعَيْنِ خَلْجَـمٌ
خَشــُوفٌ بِـأَعْراضِ الـدِّيارِ دَلُـوجُ
ضـَرُوبٌ لِهامـاتِ الرِّجـالِ بِسـَيْفِهِ
إِذا حَــنَّ نَبْــعٌ بَيْنَهُـمْ وَشـَرِيجُ
يُقَرِّبُــهُ لِلْمُسْتِضــِيفِ إِذا دَعــا
جِــراءٌ وَشــَدٌّ كَــالْحَرِيقِ ضـَرِيجُ
خُوَيْلِدُ بْنُ خالِد بنِ مُحَرِّث، مِنْ قَبِيلَةِ هُذَيل، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلامُهُ، وَقَدْ وَصَلَ المَدِينَةَ حِينَ وَفاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدَ دَفْنَهُ، وَهُوَ شاعِرٌ فَحَلٌّ جَعَلَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّالِثَةِ، اشْتُهِرَ بِقَصِيدَتِهِ العَيْنِيَّةِ الَّتِي مَطْلَعُها (أَمِنَ المَنَوِّنِ وَرَيْبِها تَتَوَجَّعُ /وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ) قالَها فِي رِثاءِ أَبْنائِهِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ ماتُوا بِالطاعُونِ فِي عامٍ واحِدٍ، تُوُفِّيَ فِي إِفْرِيقِيَّة وَقِيلَ بِمِصْرَ فِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ إِلَى المَدِينَةِ بَعْدَ فَتْحٍ إِفْرِيقِيَّةٍ نَحْوَ سَنَةِ 27ه.