
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِن كُنـتَ تَصـدُقُ فـي اِدِّعاء وِدادِهِ
فـافكِكهُ مِـن أَسرِ الهَوى أَو فادِهِ
لا تَمــحِ بِـالهُجران نـور وَصـالَه
فَصــَميم حبّـك فـي صـَميم فُـؤادِهِ
أَأَمَتَّــهُ بِــالهجرِ قَبــلَ مَمـاتِهِ
فاعِـده فـي الأَسـعافِ قَبـلَ مَعادِهِ
رِفقـاً بِـهِ فَهـوَ الجموح إِذا أَبى
شــَيئاً فَلا يغــررك ليـن قِيـادِهِ
زَوِّدهُ مِـن نظـرٍ فـأقنَع مـن تَـرى
مَـن كـانَ لحـظ العين أَكبَر زادِهِ
لا أَنــتَ عِنـدَ اليُسـرِ مِـن زُوّارِهِ
يَومـاً وَلا فـي العُسـرِ مِـن عُوّادِهِ
أَرَأَيـت سـَيفاً غَيـرَ لَحظِـكَ صارِماً
يَفـري رِقـاب القَـومِ فـي أَغمادِهِ
أَمضــى اللحــاظ أَكلهُـنَّ وَكُلَّمـا
أَكللــت لحظـك زدت فـي إِحـدادِهِ
إِنَّ الهَــوى ضــِدَ العقــول لأَنَّـهُ
ضـــربت جــآذِرَهُ عَلــى آســادِهِ
وَآفــى إِلــيَّ كِتـابه عَـن نُبـوَةٍ
كــانَت بِعــاداً مردفـاً لِبعـادِهِ
أَفـدي الكِتـابَ بِنـاظِري فَبَياضـِهِ
بِبَياضـــِهِ وَســـَوادِهِ بِســـَوادِهِ
يـا عـاذِلَ المُشـتاقِ دَعـهُ بَغيّـهِ
إِن أَنـتَ لَـم تقـدر عَلـى إِسعادِهِ
أَرواكَ فقــدان الهَــوى وَبِقَلبِـهِ
ضـَمأ إِلـى عـذب الرِضـابِ بَـرادِهِ
وَأَظُـن عيـن سـعاد قَـد قلبـت لَهُ
هـــاء فَكُــل ســهادِهِ بِســعادِهِ
يَخفـي ضـِراماً مـن هَواهـا مِثلَما
يَخفـي ضـرام النـار عـود زِنادِهِ
فَتُهــاجِرُ الأَجفــان آخِــر عَهـدِهِ
يَــوم الفِـراق بِظَعنهـم وَرِقـادِهِ
تَسـعى صـروف الـدَهر فـي إِصـلاحِهِ
يَومـاً وَطـول الـدَهر فـي إِفسادِهِ
أَبَـداً يَجيـل الطَـرف فـي أَمثالِهِ
صـُوراً وَفـي الأَفعـال مِـن أَضدادِهِ
وَإِذا جَفاكَ الدَهر وَهوَ أَبو الوَرى
طـــراً فَلا تَعتَـــب عَلــى أَولادِهِ
فَلأَنهَضــــَنَّ بِجَحفَـــل فُرســـانِهِ
مِــن ســمرة وَنَحافَــة كَصــعادِهِ
وَلأَقضــينَّ الــدَهرَ غيــرُ مُقَصــِّرٍ
مـا كـانَ أَسـلَفَنيه مِـن أَحقـادِهِ
بَل كَيفَ تخطيني العلى وَأَنا امرؤ
أَرتــادُ عــاريهن مِــن مِرتـادِهِ
يـا صـاح إِنَّ الـدَهرَ قَدَّم بِالغِنى
وَعـداً فَهـا أنـذاكَ مِـن ميعـادِهِ
هَــذي طَرابلـس وَمـا دونَ الغِنـى
إِلّا نِـــداؤُكَ بِالحُســَينِ فَنــادِهِ
شـفع ابـن حيـدرة عَلى ثانيه في
هَـذا الزَمـان وَكـانَ مِـن أَفرادِهِ
بِـأَبي مُحَمَـدٍ الَّـذي يـأوي العُلى
مــا بَيـنَ قـائِم سـَيفِهِ وَنَجـادِهِ
بِمُهَــذَّبٍ صــَعب الآبــاء حرونــه
فــي حَقِّـهِ سـلس النَـدى منقـادِهِ
متجلِلاً ثَــوب الرِئاســَة معلمــاً
بِبَهـــائِهِ وَوَفـــائِهِ وَســـَدادِهِ
سـالَمَهُ مـا كـانَت حَياتـك مغنماً
فَـإِذا مللـت مِـنَ الحَيـاة فَعادِهِ
حـــازَ العَلاءَ بِجَـــدِّهِ وَبِجِـــدِّهِ
فاختـــال بَيــنَ طَريفِــهِ وَتِلادِهِ
لَـــم يَجعَــل الآبــاء مُتَّكلاً وَلا
آبــاؤُهُ اتَّكَلــوا عَلـى أَجـدادِهِ
خــرق يعـد الجـودَ بيـت قَصـيدَة
وَالمطــل مِثــلَ زِحـافِهِ وَسـِنادِهِ
يَثنـي النَـوال إِذا أَتـاهُ بِمِثلِهِ
إِنَّ النَــوال يَلــذ فـي تِـردادِهِ
مــا العُــرفُ إِلّا جَـوهَرٌ فجمعتـه
فـي العقـد مَعنىً لَيسَ في أَفرادِهِ
مـا إِن حسـبت الخيل تألف ضَيغماً
حَتّــى تبــدى فَـوقَ ظَهـرِ جَـوادِهِ
يَكســو المُدَجَّـجُ مجسـداً بِـدمائِهِ
فَيَعـودَ بَعـدَ النقـع لـون حِدادِهِ
وَالـبيض مِـن تَحـتِ الغُبارِ كَأَنَّها
جَمــرٌ تَــأَلَّق فــي خِلالِ رَمــادِهِ
وَالمَجـدِ تَحـتَ ظَبي السُيوف يَجوزه
مَـــن كـــانَ وقــع جِلادِهِ كَجِلادِهِ
كَـم جَحفَـل غـادَرَت فيـهِ وَدائِعـاً
قَضــباً مِـن الخَطـيِّ فـي أَجسـادِهِ
صـدرت صـدور قنـاك تَشـكُر رِيّهـا
مِنـهُ وَكـانَ الـوَرد فـي إِيـرادِهِ
أَمّـا الإِمـام فَشـاكِر لَـكَ أَنعُمـاً
عَمَّـــت جَميـــعَ عِبـــادِهِ وَبِلادِهِ
وَأَنَــرتَ مــا سـدت أَكـفَّ جِيـادِهِ
وَهتكــت مــا نسـجَت يَـدا زِرادِهِ
كَـم طـرزت أَرض العَـدوِّ دَمـاً إِذا
طــرزَت طرســك نَحــوَهُم بِمـدادِهِ
خَفَّقَــت بِــالأَقلامِ عَــن أَرمــاحِهِ
وَبمحكـــم الآراءِ عَــن أَجنــادِهِ
يـا ذا الَّذي يُعدي اليَراعَ بِفعلِهِ
وَبِفَضــــلِهِ وَبِبأســـِهِ وَبـــآدِهِ
كـذب المَبخَـل لِلزَّمـانِ وَأَنـتَ مِن
جَــدوى أَنــامِلُهُ وَمِــن أَرفـادِهِ
أَبداك فَرداً وابتَغى لَكَ في الوَرى
مَثلاً فَلَــم يَقــدِر عَلـى إِيجـادِهِ
لَمّـا علـوت النـاس جـدت عَلَيهـم
وَالطــود يَقــذِف مـاءه لوهـادِهِ
تَبغـي صـِيانة مـا حـويت بِبَـذلِهِ
فــي خُفيَــةٍ وَبَقــاؤُهُ بِنَفــادِهِ
تَخفـي نَـداكَ وَلَيـسَ يَخفى وَالنَدى
كَالمِســكِ يَهتِــفُ ريحُـهُ بِزِيـادِهِ
حَيّـاك مِـن ذي سـؤدد وَرَعـاكَ مَـن
أَحيــاكَ وَاسـتَرعاكَ أَمـر عِبـادِهِ
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.