
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حـازكِ الـبين حيـنَ أَصـبَحتِ بَدراً
إِنَّ لِلبَــدرِ فــي التَنَقُـلِ عُـذرا
فـــارحَلي إِن أَردت أَو فــأقيمي
أَعظَـمَ لِلبَـدرِ فـي التَنَقُـلِ عُذرا
لا تَقــولي لِقاؤُنــا بَعــدَ عَشـرٍ
لســت مِمــن يَعيـش بَعـدَكِ عَشـرا
كُلَّمــا قُلــت قــد تَنَكَّـر قَلـبي
مِــن هَــوىً خلتــه تَعَلَّـق أخـرى
لَيـسَ يَخلـو فـي كُـل حيـنٍ وَوَقـتٍ
مِــن غَــرامٍ وَلَيـسَ يَسـمَع زَجـرا
وَهـوَ مَـع مـا بـهِ أُلـوفٌ إِذا فا
رق إِلفــاً فَلَيــسَ يَملِــك صـَبرا
هَمُّــهُ كــل غــادة تَشـبه اللـؤ
لـؤ مِنهـا لَونـاً وَلَفظـاً وَثَغـرا
ذاتَ وَجـهٍ يَجلـو لَـك الشمس وَهناً
تَحـتَ فـرع يَـدجي لَك الليل ظُهرا
قمــر فَــوقَ غُصــن بــانَ رَطيـبٍ
ســحر العـالمين بـاللفظ سـحرا
حــدر الــدمعُ كحلَهـا فَـوقَ خَـدٍ
كانَ طَرساً في الحُسنِ وَالدَمعِ سَطرا
إِنَّ يَــومَ الفِــراق غَيــر حَميـدٍ
رَدَّ جِــزعَ العُيــونِ بِالـدَمعِ دُرّا
مَنَـعَ الغَمـضَ حيـنَ أَمسـى وَأَضـحى
ســالِكاً بَيـنَ كُـلِّ جَفنيـن بَحـرا
كــل جفـن يَـرى أَخـاهُ وَلا يَسـطي
عُ خَوضـــاً وَلا يُصـــادِف عـــبرا
وَلِعَهـــدي بِعــاذِل لــيَ فيهــا
ظــلَّ يَـوم الفـراق ينشـد صـَبرا
ســائِلاً ســاءَل المَــدامِعَ لَمّــا
نهرتـه أَجـرى لَـهُ النَهـرُ نَهـرا
إِنَّ خَلــفَ الميعــادِ مِنـكَ طِبـاعٌ
فعـــدينا إِذا تَفَضـــَّلتَ هَجــرا
وَسـقام الجفـون اسـفمني فيكَ فل
يـــتَ الجفــون تــبرى فــأبرا
هَـل أَعـارَت خَيالـك الريـح ظَهراً
فَهـوَ يَغـدو شـَهراً وَيَرتـاح شَهرا
زارَنـي فـي دِمَسـقَ مِـن أَرض نَجـدٍ
لَــكَ طَيــفٌ أَســرى فَفكَّـكَ أَسـرى
زارَنــي موهِنــاً يُريــدُ وِصـالي
وَهـوَ مُـذ كـانَ بِالقَطيعَـةِ مُغـرى
وَأَتـاني وَاللَيـل كالقـار لَونـاً
فَبإِشــراقِ وَجهِــهِ عــادَ فَجــرا
فاجتَلَينـا بـدور نَجـد بِأَرض الش
امِ بَعــدَ الهُــدوِّ بَـدراً فَبَـدرا
وَأَرادَ الخيــال لَثمــي فَصــيَّرتُ
لِثـــامي دونَ المَراشــِفِ ســترا
فاصـرِفي الكـأسَ مِـن رَضـابك عَنّي
حـــاشَ لِلَّــهِ أَن أُرشــَّفَ خَمــرا
وَلَــو أَنَّ الرِضــاب غيــر مُـدامٍ
لَـم تَكـوني في حالة الصَحوِ سَكرى
قَــد كَفانــا الخيــال وَلَـو زُر
تِ لأَصــبَحتِ مِثــلَ طَيفِــكِ ذِكــرى
يـا ابنَـةَ العـامريّ كُفّـي فَـإِنّي
لا أُرى خاضــِعاً وَلَــو مُـتُّ قَهـرا
قَـد جَـذعت الزَمـان عَومـاً وَخوضاً
وَجرعــت الخُطــوبَ حُلــواً وَمُـرّاً
وَبلــوت الزَمــان حَتّــى لـو ار
تــابَ بِـأَمرٍ شـَفيته مِنـهُ خُـبرا
فَـإِذا العَيـشُ في الغِنى فَإِذا فا
تَـكَ فـالحَظ بِعَينِـكَ العيـش شَزرا
عَــدَّ ذا الفَقــرِ ميتــاً وَكَسـاهُ
كَفنــاً باليــاً وَمــأواهُ قَـبرا
وَإِذا شــِئتَ مَعــدِناً مِــن نُضـارٍ
فاشـهَرِ البُترَ إِنَّ في البُترِ تِبرا
واجنُــبِ الخَيـلَ فَـوقَ كُـلِّ نجـاةٍ
تَكتَســي بِالسـَرابِ طـوراً وَتعـرى
كُلَّمـــا مَــرَّتِ الرِكــابُ بِــأَرضٍ
كتبــت أَسـطُراً مِـن الـدَمِ حَمـرا
ثُــمَّ أتبعتهــا الحَـوافِر نقطـاً
فَغَــدَت تنقـري لِمَـن لَيـسَ يقـرا
تَتَبـــارى بكـــل خَبــتٍ رَحيــبٍ
يَشـبَه ابـن الحسـين خلقاً وَصَدرا
لـــو تكلَّفنـــه خَيـــالات حُــبٍّ
أَصــبَحَت دونَــهُ لَــواغِب حَســرى
فــإِذا قــابلت محمــداً العيـسُ
فَقَبِّــل مَناســِم العيــس شــُكرا
إِنَّ أَمــراً حَــدا إِلَيــهِ رِكـابي
هــوَ بـي مُحسـِنٌ وَلَـو كـانَ شـَرّا
مَــن إِذا شـِمتُ وَجهَـهُ بَعـدَ عُسـرٍ
قلــب اللَـه ذَلِـكَ العُسـرَ يُسـرا
وَإِذا قَــلَّ نَيلُــهُ كــانَ بَحــراً
وَإِذا ضــاقَ صــَدره كــانَ بَــرّا
وَإِذا فــاضَ فــي نَــوالٍ وَبَــأسٍ
غَــرَّقَ الخــافِقينَ نَفعــاً وَضـرا
بـأسُ مـن يـأمَن المَنيَّة في الحَر
ب وَجَـدوى مَـن لَيـسَ يَحـذَرُ فَقـرا
ملـــكِ بِشـــرُه يبشــِّر راجيــهِ
وَلِلغَيـــث قَبــلَ يمطــر بُشــرى
يخـبرُ البِشـرُ مِنـهُ عَـن عتق أَصلٍ
إِنَّ فــي الصـارِمِ العتَيـق لأَثَـرا
صــــحة مــــن ولادة عنـــونته
بحـــروفٍ مــن النُبــوَّة تُقــرا
وَلَـــهُ رؤيَـــة تَقـــود إِلَيــهِ
طاعَــةَ العـالَمينَ طوعـاً وَقَسـرا
هـوَ بَعـض النَـبيِّ وَاللَـه قَـد صا
غَ جَميــع النَـبيِّ وَالبَعـض ظُهـرا
وابـن بنـت النَـبيِّ مشـبهه عِلماً
وَحِلمــاً واســِماً وَســِرّاً وَجَهـرا
نســـب لَيـــسَ فيـــهِ إِلّا نــبيٌّ
أَو إِمــام مِــنَ العُيــوبِ مُعَـرّى
ضــمنت راحَتــاهُ جــوداً معينـاً
فَهــوَ يَـزداد حيـنَ يَنـزَح غـزرا
وَلَــدَيهِ دنيــاً لِمَـن رام دنيـا
وَلَــدَيهِ أُخــرىً لِمَـن رامَ أخـرى
قســـمت بــاعه العلــى فَغَــدى
لِليُمــنِ يَمنــىً وَلِليُســرِ يُسـرى
أَقفَــلَ الحُلـمُ سـَمعَهُ عَـن قَبيـحٍ
إِنَّ فــي أَكثَــر الوِقـار لـوقرا
مُســـتَمِداً إِذا اســـتَمَدَّ بِعَــزمٍ
يَــترك اللَيــلَ بالإِضـاءَةِ فَجـرا
وَإِذا راش بِالأَنامِـــــلِ مِنــــهُ
قلمـــاً واســتَمَدَّ ســاءَ وَضــَرّا
قلمـــاً دَبَّــرَ الأَقــاليم حَتّــى
قـالَ فيـهِ أَهـل التَناسـُخِ إِمـرا
يَتبَــع الرُمــح أَمــرَهُ إِنَّ عِشـر
نَ ذِراعــاً بِـالرأي تَخـدِمُ شـبرا
مَـدَّتِ العُمـرَ مَـدَّةٌ مِنهُ في السِلمِ
وَأُخـرى فـي الحَـربِ تَبـترُ عُمـرا
وَتَـرى فـي شـباته الـرُزء وَالـرِ
زقُ وَفيهـا البـوارُ وَالبِـرُّ مجرى
ظَفِــراً فـي يَـدِ الأَمـانيَ تَلقـاهُ
وَتَلقــــاهُ لِلمَنِيَّــــةِ ظُفـــرا
لا تقيــم الأَمــوال عِنـدَكَ يَومـاً
فَــإِلى كَــم يَكـون مالِـك سـفرا
أَنصـِفِ المـال مِـن نوالـك يا مَن
بيــديه أَمــرُ المَظــالِمِ طُــرّا
جُــرتَ فـي بَـذلِهِ واحكامـك الـع
دلَ فَـإِن كـانَ قَـد أَسـاءَ فَغُفـرا
تَرتَقـي الدَسـت وَالمَنـابِر وَالـخَ
يــل فَتَختــال كُلَّهـا بِـكَ كِـبرا
لَـو جَـرى في المَنابِرِ الروحُ ظَلَّت
مِــن ســواكُم عيــدانها تتـبرّا
مُرتَقـــىً ســَنَّهُ جُــدودَكَ للِنّــا
سِ فَـــأَنتُم بِــهِ أَحَــقُّ وَأَحــرى
كُلَّمــا اعتـاق همـتي بحـر يـأسٍ
مَــدَّ مِــن فَــوقِهِ رَجـاؤُكَ جِسـرا
وَالتَقـى بـي فـي كـل أَرضٍ ثَنـاء
لــك أَهـدي مِـنَ النُجـومِ وَأَسـرى
وَعَجيــبٌ أَنــي اعتَمَــدت بنظمـي
أَحســَن العـالَمين نظمـاً وَنَـثرا
فَكَـــأنّي حبـــوت داود دَرعـــاً
بَعــدَما لَيَّــن الحَديــد وَأَجـرى
وَمِـنَ الشـعر فـي الحَضـيض حضـيض
وَمِـنَ الشـعر فـي الكَـواكِبِ شِعرى
وادِّعــائي لِلنَّقــدِ عنــدك لغـو
أَنــتَ أَهــدى لمـا يُقـال وَأَدرى
أَنـتَ بحـر النَـدى فَلا زلـت مـداً
لا رَأَينــا بِســاحِلٍ لَــكَ جَــزرا
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.