
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـــَهرٌ غَـــدا مُشــتَهِراً
بِســُعودِهِ بَيــنَ الشـُهور
وَبِيَمنِـــــهِ وَأَمــــانِهِ
وَالعَـدل وَالخَيـر الكَثير
وَبِرُشـــــدِهِ وَســــَدادِهِ
وَالنَجـح فـي كُـلِّ الأُمـور
وَبطيــب عَيــش قَـد صـَفا
كالمـاءِ هـادٍ في الغَدير
وَبِكُـــلِّ مَنزِلَــةٍ تُجَمِّــلُ
كـــل منتقِـــدٍ بَصـــير
لِفَـتى الفُتـوَّة وَالمُـروَّةِ
ذي المحـلِّ أَبـي السـُرور
لِلســـَّمحِ نجـــلُ مُحَمَّــدٍ
ذي الفَخرِ وَالقَدرِ الكَبير
حَســـَنٌ ومـــن إِحســانِهِ
لِلحامِـدِ المثنـي الشَكور
فنـــواله فيــهِ شــفاء
لِلقُلــــوبِ وَلِلصــــُّدور
مــن لَــم تَـزَل أَنـواره
تَعلــو وَتَقهـر كـل نـور
مــن قَـد سـَما بـأبٍ لَـه
قَـد كـان مَعـدومُ النَظير
مَـن كُـلِّ مـن جارَ الزَمانُ
وزرتَـــه أَضــحى بِخَيــر
فَعَليـــه عــادَ بِغبطَــةٍ
مـا فـي المُغَيَّبِ وَالحضور
وَعلــى بَنــي حسـن فَهـم
زَيـنُ المَـدائِنِ وَالثُغـور
وُهُــمُ جَمـال حيـث حَلّـوا
لِلصــــَّغير وَلِلكَــــبير
وَإِذا غــدوا فــي مَجلـسٍ
لمطــاع أَمــر أَو أَميـر
فَهُــمُ كأَمثــالِ الشـُموسِ
المشـــرقات وَكالبُــدور
يا أَيُّها المعطي العَطايا
لِلعُقــــاة بِلا مُشــــير
يــا مــن نَسـيمُ فِعـالِهِ
كَنَســيم مِســكِ أَو عَـبير
يـا مـن غَـدا كِنزُ المُقِلِّ
بأَرضــِنا وَغِنـى الفَقيـر
انصــر شــَكوراً ذاكِــراً
لَــكَ بِالجَميـلِ بِلا فُتـور
فَلَقَــد غَــدا فــي عِلَّـةٍ
صـَدَّتهُ عَـن حـالِ المَسـير
نَزَلَــت بِــهِ فــي بَيتِـهِ
مِـن طُولِهـا مِثـلُ البَعير
لا يَســتَريح إِلــى حَـديثِ
الـبيضِ في اليَومِ المَطير
فالجِســـمُ مِنــهُ مُنحَــفٌ
وَالحــالُ زائِدَةٌ القصـور
فـانعِم عَلـى رَبِّ اعتِـرافٍ
غيـــر ذي مكــرٍ كَفــور
إِمّــا بِعَيــنٍ أَو لُجَيــنٍ
أَو بِقَمــــحٍ أَو شـــَعير
لا زالَ نَجمُـــكَ طالِعـــاً
بالسـَعدِ كـالقَمَرِ المُنير
فـي حـالِ إِقبـالٍ يُقابِـلُ
فـي الـرَواحِ وَفي البُكور
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.