
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَقى دَمعـي الأحبَة حَيثُ ساروا
فَمـا ترويهِـمُ الـدِيمُ الغزارُ
تَـوَلَّت ظعنُهُـم وَالمَـرءُ تنبـو
بِـهِ الأَحـوال لا تَنبـو الدِيارُ
لَهُـنَّ مِـن الحَيا نَحوي ابتِدارُ
كَما ابتَدَرت مِنَ الزَندِ الشَرارُ
فأَصـمين الفـؤاد فَقلـت واهاً
أَتَرمـي قَلـب صـائِدها الصَوارُ
أَقيــدوني حــآذركم فَقـالوا
جِراحــة كــل عَجمــاء جَبـارُ
وَطاعنــة بِرُمــحٍ مِــن نُهـودٍ
أَسـِنة مِثلهـا الحَلـمُ الصِغار
زَرعــتُ بِخَـدِّها رَوضـاً بلثمـي
فَفــي وَجناتـا مِنـهُ اخضـرارُ
كــأَنَّ مَواقِـع التَقبيـل فيـهِ
رَمــاد جامِــدٌ وَالخَــدِّ نـارُ
لَيعينِـكِ وخـزة فـي كُـلِّ قَلـبٍ
أَأَشــفارٌ جفونــك أَم شــفارُ
عَـذَرتُكِ إِذ حجبـتُ وَأَنـتِ بَـدرُ
لَــهُ فــي كُـلِّ أَوقـاتِ سـِرارُ
وَخوَّلَــكِ النِفــارُ وأي ريــمٍ
يُـرى أَبَـداً وَلَيـسَ لَـهُ نِفـارُ
تُجَــرِّد منــيَ الأَيّــامُ نصـلاً
لَــهُ فــي كُـلِّ ناحيَـةٍ غِـرارُ
يَظُــنُّ أَنــاتيَ الجُهَلاءُ وَقـراً
وَهَــذا اللَـوم أَكـثره وِقـارُ
وَلَـو سـادَ الصـَبور بِغَيرِ حلم
إِذاً لاقتــادَ قـائِدَه الحِمـارُ
أَطـاعَ النـاسُ أَرادهـم وَهَـذا
عَلـى الإِسـلامِ وَالعُلمـاءِ عـارُ
لِكُــلِّ بينهــم هِمَــمٌ وَقَــدرٌ
لِعجــلِ الســامِريِّ لـه خُـوارُ
فَـذرني وَالطُغـاة فـبين رُمحي
وَبيــنَ قُلـوبِ أَكـثرهم سـِرارُ
إِذا مــا عَـرَّس الخِطـيُّ فيهـم
فَــإِنَّ رؤوســهم فيهـا نِثـارُ
كــأَنَّ رؤوســهم حَصـَباتُ حَـذفٍ
تَسـاقَط وَالفَضـاء لَهـا جِمـارُ
حَلَفــتُ لأَنهَضــَنَّ لَهُــم بِأُسـدٍ
لهـم بِشـعار ديـنِ اللَـهِ زارُ
إِذا عَمِـدوا ظَلامَ الشـِركِ يَوماً
أَزالـــوهُ كَـــأَنَّهم نَهـــارُ
يـؤدون النُفـوسَ إِلى المَنايا
كَــأَنَّ النَفــسَ عِــلٌ مُسـتَعارُ
إِذ بلـغ الفَـتى عِشـرينَ عاماً
وَأعــوزه العلاءُ فَــذاكَ عـارُ
إِذا مــا أَوَّل الخِطِّــيِّ أَخطـا
فَمــا يُرجـى بـأخره انتِصـارُ
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.