
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَلَمّا طَواكَ البين واجتاحَكَ الرَدى
بَكَينـاكَ مـا لَـم نَبكِ قَطُّ عَلى قِطِّ
لَقَد كُنتَ أُنسي في الفِراشِ لِوحدَتي
إِذا بعـدت ذاتَ الوشاحَينِ وَالقُرطِ
وَقَـد كُنـتَ تَحمي ما يَدبُّ مِن الأَذى
إِلـيَّ بـدانٍ مِنـكَ أَو كانَ في شَحطِ
وَتَحرُســُني كـاللَيثِ يَحـرسُ شـَبلَهُ
وَيَقتـل من ناواه بِاللَطمِ وَالخَبطِ
وَلَـو كُنـتُ أَدري أَن بِئراً يَغولني
بِمَهـواك مِنـهُ لاحتبسـتك بِـالرَبطِ
وَلَكِــنَّ أَيـدي الحادِثـاتِ مُصـيبَة
إِذا أَرسـلت سـهم المَنيَّةِ لا تُخطي
فَماذا الَّذي أَنعاه مِنكَ وَما الَّذي
أَعـدده مـن كَفِّـكَ البـاطِشِ السَبطِ
وَمِـن حُسـنِ لَـونٍ في قَميصِكَ بَعدَما
رأيتُـكَ تَزجـي لـي وَتَحكم بِالقِسطِ
وَهَـل نـافِعي أَنّـي أَرثيـك بَعدَما
رأَيتُـكَ تَزجـي لـي وَتحكم بِالقِسطِ
وَمـا أَنـتَ إِلّا مثل حَظّي الَّذي نأى
وَتصـحيفه يـا مَـن يُصـَوِّر بِـالخَطِّ
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.