
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هُمّـو عَلَّمـوا عَينـي سُؤال المَعالِمِ
بِنَــوَعَينِ هَطّــالٍ عَلَيهــا وَسـاجِمِ
أَبـوا ضـِنَّة بـي أَن أَرى غَيرَ مُغرَمٍ
فَهَمّـوا بِقَلـبي أَن يُـرى غَير هائِمِ
كَـأَنَّهُم إِذا أَزمَعـوا سَلَبوا الكرى
جُفــوني فَمـا أَحظـى بِلَـذَّة نـائِمِ
وَهَبـتُ نَصـيبي مـن سـُلوّي لِعـاذِلي
وَصـارَمت حَبلـي مـن حَـبيب مَصـارِمِ
وَصـاحبت هَـذا الحـب طِفلاً وَيافِعـاً
فَلَــم أَرَ أَضـنى مِـن مُحـبٍ مَكـاتِمِ
وَما بُحتُ حَتّى اِستَنطَقَ الشَوق أَدمُعي
وَذَكَّرَنــي عَهـدُ الحِمـى المُتَقـادِمِ
فَسـرت أَشـيم الجـود فـي كُلِّ مَعدَنٍ
وَأَنتَقِـدُ النـاس اِنتِقـادَ الدَراهِمِ
فَلَــم أَرَ مِثـلَ اليُمـنِ رَب إِمـارَةٍ
حُميـد بـن مَحمـود حَليـف المَكارِمِ
هـوَ الجَبَـل العـالي الَّذي شُرُفاته
تَعَلّـى عَلـى أُسِّ النُجـومِ النَـواجِمِ
فَـإِن قـالَ قَـوم إِنَّـهُ مِثـلَ حـاتِم
فَفـي كُـلِّ عُضـوٍ مِنـهُ أَمثـال حاتِمِ
فَيـا طيئاً طَـيَّ الأَميـر وَمـن غَـدا
لَـهُ شـرف عـالي الـذُرى وَالدَعائِمِ
بَقيــتَ لِيَومَيــكَ اللَـذينَ عُلاهُمـا
مصــنَّفة فــي عُربهــا وَلأ اعـاجِمِ
فَيَــومُ وَغـىً يَسـطو بِقَسـوَةٍ جـابِرٍ
وَيَــوم رضـىً يَحنـو بِعطفـة راحِـمِ
وَلَمّـا رأى اللَـهَ النَدى في عِبادِهِ
مَقامـاً وَرُكـن الجـودِ لَيـسَ بِقائِمِ
حَبـاكَ بِبَحـرٍ مـن نَـوالٍ إِذا طَمـا
ثَـوى البَحـرِ فـي تَيـارِهِ المُتَلاطِمِ
لَئِن ســَلَّمت طَيــيٌّ إِلَيـك عنانهـا
فَأَصــبَحت أَسـنى ذَخرهـا لِلعَظـائِمِ
وَعـدَّل فيهـا عـدَّة الدَولَـة الَّـذي
يُشــارُ إِلَيـهِ فـي كِتـابِ المَلاحِـمِ
فَمـا عـدم التَوفيـق عَـن مُسـتَحَقِّهِ
وَلَيسَ الخَوافي في الوَرى كالقَوادِمِ
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.