
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ليـس لي في الشعر مطلب
إِنّمــا لـي فيـه مـذهب
تـارةً أَرغَـب فـي النـظ
مِ وطــوراً عنــه أرغـب
لَســت بالشــاعر لكــن
عــلّ حكمـي فيـه أصـوب
هـــوَ للنّفـــسِ حيــاةٌ
وَلكــن النفــس مَســرب
وَهــو إمّــا رقّ أشــجى
وَإِذا مــا اِشـتدّ أَلهـب
وَلــه الزهــرةُ تــوحي
وَبــهِ المرّيــخُ يَغضــَب
فَــإِذا الطفـلُ المفـدّى
يَنصــل الســّهمَ وَيَضـرب
وإذا فولكــــان فـــي
نيريـانِه يَطفـو وَيرسـب
وَهـو لِلشـكوى مـن الظل
مِ إذا ظلــــمٌ تغلّـــب
إِن يُصــِب منّــا قعيـداً
هــبّ كالجسـمِ المُكَهـرب
يَصــــعق الظلّام حتّـــى
لَيــــسَ لِلظلّام مَهـــرَب
يَصــِفُ البــؤسَ وَيصــمي
مَـن لِـداءِ البـؤسِ سـبّب
فَـإِذا العـاتي به كالش
شــَمعِ فــي نـارٍ وأَذوَب
إِذ يـرى رَجـع الردى مِث
ل الصــدى فيـهِ وأَجـوب
يصـــفُ الحــبّ وَيَرقــى
ذروةَ الحـــبّ المرتَّــب
يجــرُدُ الجَــوهر إمّــا
جــازَ لِلتجريــدِ مَـذهَب
يَعبُــدُ المَعنــى لـذاتٍ
لا صـــِفاتٍ فــي مشــبّب
فــإذا الكــونُ جمــالٌ
يَتقصـــــّاهُ ويَعجــــب
فـي نَـواح الـورق يَلقا
هُ وفـي الصـّخرِ المصـلّب
وَيـــراهُ فــي هيــولا
هُ كَطيـــبٍ فــي مطيّــب
وَهـو قَـد يَسـمو فَيخطـو
بَيــنَ جَــوزاءَ ومنكِــب
مِـن حَفيـفِ الشهبِ قَد يس
تَــرق الســمع ويطــرَب
يَتَجلّـــى فـــي ســماءٍ
تَخلــبُ العَقــل فيُخلَـب
تَتصـــــبّاهُ فَيَرغــــب
وَتعاصــــيهِ فَيرهَــــب
إِن تحجّبهــــا غيـــومٌ
كَهُمــومِ النّفــسِ تنشـَب
مثقلاتٌ مثلهــــا يـــج
هــدُها الحمــلُ فَتثغـب
لاحَ فيهـا الـبرقُ كـالآ
مـالِ فـي قلـبِ الموصـّب
فَهمَــت بِــالقطرِ مِـدرا
راً كَــــدمعٍ يتســــكّب
وَاِنجَلَـت عَـن صفوِها فاِب
تَســَمَ الــروضُ وأَخصــب
وَإِذا الشمسُ وَما في الش
شــَمسِ مِـن مَعنـى محجّـب
تتجلـــى فـــوق مــرجٍ
أَخضــر الوشــيِ مُــذهّب
مثـــل بحـــرٍ ذاخـــر
والمــوج فيــهِ يتقلَّـب
تَســتقي الأزهـارُ منهـا
مــاءَ حُسـنٍ ليـسَ يَنضـَب
وعليهـــــا بــــرواءٍ
وَبريّـــــا تَتســـــحّب
حبّـذا زهـر الرّبـى مـن
كـــلّ صـــافٍ وَمخضـــّب
مثـــلَ فَجــرٍ مســتطيرٍ
أَو كَــأُفقٍ قَــد تلهّــب
يَتَهـــادى فــي نســيمٍ
كَتَهــادي الطفـلِ يَلعـب
وَالنـدى مِـن فَـوقهِ حـي
رانَ كالـــدمعِ تَصـــعّب
قلـــقٌ ممّـــا يعــاني
قلــقَ القلــبِ المعـذّب
حبّـذا قَطـر النـدى مـن
فَـــوقِ زَهـــرٍ يَتصــبّب
كَحبـــاب نـــوره مــن
كأســـِهِ أَطلــعَ كَــوكَب
أَو كَموشـورٍ شـعاعُ الـش
شـــمس فيـــه يتشــذّب
أَو كَقـوس السـحبِ ترمـي
كَبـــد الجــوّ فَيُخضــب
تَنــدف النــور وتـذرو
قطنـــه نســلاً مكــوكب
يــا لقـوسٍ قَـد نراهـا
قــابَ قَوســين وأَقــرَب
كَســــــــرابٍ وردهُ أَب
عَــد مِـن عنقـاء مغـرب
أَو كَعقـدٍ فـي نظامِ الن
نــور كـالجزعِ المثقّـب
يَخــدعُ العَيــن بعيــنٍ
وَهـيَ مثـل الـبرق خلّـب
درّة فــــي تـــاجه ذا
هبّــة والتــاج يــذهَب
دولـة الأزهـار مـا عـا
شــَت فَصــبحٌ ثـمّ مغـرب
حـاديَ العيـسِ كَمـا فـي
عَهــدِ قيــسٍ والمهلّــب
تَتغنّـــــى بِســــليمى
وعلـــى الأطلال تنحـــب
تتبـــــاهى بعظــــامٍ
ليـس فيهـا اليوم مسحب
تتلهّـــــى بعلـــــومٍ
تَئدُ العقـــل فيشـــحب
مـا رَكبـتَ القاطرات ال
جائبـــات الأَرض تَنهــب
مـا رأيـت السابحات ال
جــاعلات الريــح مركـب
مـا قصـدت العامرات ال
ممرعــات الجـدب تخضـب
مـا علـوت الراسيات ال
راميــات الجهـل تحصـب
مــدنيات الزهـر ترقـب
ســابرات الغـور تنقـب
تتغنّـــــى بعمـــــارٍ
يفتــن اللــبّ وَيســلب
وَتـــراه فـــي ديــارٍ
تَتحــــدّاها وَتــــدأب
تَضـربُ الـوهمَ بسـيفٍ ال
حــقّ إنّ الحــقّ أَغلــب
يـا لوهمٍ كَم لَه في الن
نَفـــسِ أَعــراقٌ تشــعّب
كلّمـــا قلّمـــت منــه
مِخلبــاً أَنشــَب مِخلــب
وَبمــاءِ الجهــلِ يُسـقى
وبنــار الخلــف يثقـب
أيـن هـذا العلـم ينضو
ســيفه العَضـب المشـطّب
يخــذلُ الجهــل ويخـزي
أَهلــه مِــن كـلّ مشـرب
بئسَ علــــمٌ نَصــــبوه
فـي حِمانـا خيـر منصـَب
وَهــو لَـو تَـدري لَـديه
يُحمــد الجهـلُ المجـرّب
لَيـس كـلّ العلـم علمـاً
إِنَّمــا العلـم المجـرّب
وَهــو قــلّ فــي قـديمٍ
كالرّقـاع الثـوبَ تَـرأَب
وَمصـاب النـاسِ حتّـى ال
يـوم مِـن هَـذا التذبذب
عـــاذِلي عُــذركَ بــادٍ
فيــك مــن مـاضٍ تسـرّب
إِن تخطّئنــــي فَهـــذا
أَو تســئ فَهمـي فـأعجب
فيــكَ حسـبي لـو ولكـن
ريثمــا قــوليَ يَلــزب
شـاعر الزّلفى أَضعت الش
شــعر فـي زيـدٍ وزينـب
تَقـفُ العمـر كـأنّ الـش
شـــِعر مـــدحٌ وتشــبّب
وَجـــبينٌ فـــي تــرابٍ
وَفـــؤادٌ فـــي تلهّــب
وَمقـــالٌ حســـنهُ مــا
كـان فيـهِ القـول أَغرب
بِئسـَما الشـّعرُ غـدا أع
ذَبــهُ مــا كـانَ أَكـذب
مـا تـرى الجهل وما نل
قـى مـنَ الجهـلِ المركّب
مـا تـرى الظلـمَ وفينا
دولُ الظلــــمِ تقلّـــب
مـا تـرى في ما ترى كم
صــاحب البــؤسِ يعــذّب
مـا تـرى فـي ما حوالي
ك مــنَ الحسـنِ المحبّـب
دولــةٌ دالَـت فَقـم فـي
دَولــةِ الشـعرِ المهـذّب
شبلي بن إبراهيم شميل.طبيب، بحاث، كان ينحو منحى الفلاسفة في عيشته وآرائه، ولد في كفر شيما (بلبنان) وتعلم في الجامعة الأميركية ببيروت، وقضى سنة في أوربة، وسكن مصر، فأقام في الإسكندرية، ثم في طنطا، ثم في القاهرة، وتوفي فيها فجأة.أصدر مجلة (الشفاء) سنة 1886-1891م، وألف (فلسفة النشوء والارتقاء-ط)، و(مجموعة مقالات -ط) مما نشره في الجرائد والمجلات، وله رسالة (المعاطس-ط) صغيرة، على نسق رسالة الغفران للمعري، وكتب شروحاً وتعليقات على كتب طبية قديمة تولى نشرها، كفصول أبقراط، وأرجوزة ابن سينا. وكان من أكبر مزاياه التنديد بالظالمين، والمجاهرة بما يعتقده حقاً، ولو خالف فيه جميع الناس؛ قلمه ولسانه في ذلك سيان، وله نظم، وكان يجيد الفرنسية، ويعد من الكتّاب بها.