
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا خائفـاً غَضـب اللّطيفِ وَعفوهُ
لَـم يُبـقِ شـبراً خاليـاً للنـارِ
ممّـا تَخـاف ومـا يصدّ عنِ المنى
أَفمــا وَثِقــت بِرحمـةِ الجبّـارِ
هـل مِثلُ رَحمتهِ الّتي تَسع الورى
ممّـــا يضــيق بــأَعظَمِ الأوزارِ
يا مُؤمنينَ ثِقوا فَتلك براءة ال
غفّــارِ تَحميكــم مــن القهّـارِ
مـا دامَ هـذا زَعمكـم في دينكم
مـــا رادع الأديــان للأشــرارِ
أفَمـا رَأيتم كيف باِسمِ اللَّه قد
نَـزَل الفَسـادُ بأهـل هذي الدارِ
وَكـمِ اِسـتَغَبتم ربّكـم فـي سرّكم
يــا نــاعتيه بعـالم الأسـرارِ
أَصــنعتموهُ كـذا لنيـلِ رغـائب
منّــا بـداراً وهـو ليـس بـدارِ
وَخَلقتمـوهُ لَنـا لِتَنتَجعـوا بـه
ضــيقَ العقـول وغفلـة الأفكـارِ
لـو صـحّ قـولكم الجـزاء مؤجّـلٌ
بــاتَت خرابــاً جنَّــةُ الأبـرارِ
فكـأنّ هَـذا الـدّين شِركة طامعي
ن كَســائرِ الشــركاتِ للإِتجــارِ
قَد أبصروا العَمل المثفّن مشفياً
فَاِسـتَمطَروا الأوهـامَ غيـث نضارِ
وَاِستَكثروا الحَمقى لِيرجح وَزنهم
وَعيــارهم عَــدداً بغيـر عيـارِ
فـي الأَرضِ لَو تَدري الجزاء معجّل
وَبــهِ تُصـان بِصـونِ حـقّ الجـارِ
مـا لَيسَ يُصلحهُ القَضا من بَينكم
بِـالعلم لا يرجـى بخـوف الباري
شبلي بن إبراهيم شميل.طبيب، بحاث، كان ينحو منحى الفلاسفة في عيشته وآرائه، ولد في كفر شيما (بلبنان) وتعلم في الجامعة الأميركية ببيروت، وقضى سنة في أوربة، وسكن مصر، فأقام في الإسكندرية، ثم في طنطا، ثم في القاهرة، وتوفي فيها فجأة.أصدر مجلة (الشفاء) سنة 1886-1891م، وألف (فلسفة النشوء والارتقاء-ط)، و(مجموعة مقالات -ط) مما نشره في الجرائد والمجلات، وله رسالة (المعاطس-ط) صغيرة، على نسق رسالة الغفران للمعري، وكتب شروحاً وتعليقات على كتب طبية قديمة تولى نشرها، كفصول أبقراط، وأرجوزة ابن سينا. وكان من أكبر مزاياه التنديد بالظالمين، والمجاهرة بما يعتقده حقاً، ولو خالف فيه جميع الناس؛ قلمه ولسانه في ذلك سيان، وله نظم، وكان يجيد الفرنسية، ويعد من الكتّاب بها.