
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتـذكُر يَـومَ كنّـا فـي أليـد
وقـد حشـدت جوارينـا صـفوفا
وكـان الريـح تطمعنـا هبوباً
كـأنّ الـوقتَ كـانَ لنا حليفا
وَرُحنـا نوسـع الأَعـداء وعـداً
إِلـى طـروادة نزجـي الصفوفا
وَقُمنــا نَملأ الـدنيا هتافـاً
كـأنّ النصـر كـان لنا أليفا
فبينـا نحـن نمرح في اِبتهاجٍ
إِذا اِنقلَب الزمانُ بنا صروفا
بَـدت أُعجوبـة في الحال فينا
فَصــدّتنا وَأَبقَتنــا وقوفــا
فَنـام الريح حتّى البحر أضحى
كـأنّ عَليـه مـن جمـد سـجوفا
فَبِتنـا لا الشـراع يفيد سيراً
ولا المجـذاف يبلـغ منه ريفا
فقلـت عسـى إلـه الحـي يضحي
إِذا قــدّمت تضــحية عطوفــا
فقمـت وقـد صـحبت معي منيلاً
ونســطوراً وعولــوس الأنوفـا
إِلـى كَلكـاي أَسـتَفتيهِ أَمـري
فَكــانَ جَـوابهُ شـيئاً مخيفـا
إِلـى طـروادة إِن كنـت تسـعى
فَلا تَنحــر لِمعبــودي قضـيفا
يُريـــد ضــحيّةً أغلــى وإلّا
بِلا جَـدوى تَسـوق لهـا الألوفا
تَكــونُ نَبيلــة مِـن آل هيلا
تريـق أمـامهُ دَمهـا الشريفا
يريــد فيجينيـا فـأَطع وإلّا
فَلسـت بِـدافعٍ عنـكَ الحتوفـا
شبلي بن إبراهيم شميل.طبيب، بحاث، كان ينحو منحى الفلاسفة في عيشته وآرائه، ولد في كفر شيما (بلبنان) وتعلم في الجامعة الأميركية ببيروت، وقضى سنة في أوربة، وسكن مصر، فأقام في الإسكندرية، ثم في طنطا، ثم في القاهرة، وتوفي فيها فجأة.أصدر مجلة (الشفاء) سنة 1886-1891م، وألف (فلسفة النشوء والارتقاء-ط)، و(مجموعة مقالات -ط) مما نشره في الجرائد والمجلات، وله رسالة (المعاطس-ط) صغيرة، على نسق رسالة الغفران للمعري، وكتب شروحاً وتعليقات على كتب طبية قديمة تولى نشرها، كفصول أبقراط، وأرجوزة ابن سينا. وكان من أكبر مزاياه التنديد بالظالمين، والمجاهرة بما يعتقده حقاً، ولو خالف فيه جميع الناس؛ قلمه ولسانه في ذلك سيان، وله نظم، وكان يجيد الفرنسية، ويعد من الكتّاب بها.