
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مروِّضـــتي مروضـــة الأســـودِ
وَمــدحي ذا لمـدحك مـن بعيـدِ
عَهـدت الشـبل أطلـق مـن عقابٍ
إِذا هـو فيـك فـي صَفدِ الحديدِ
إِذا أفلــتُّ مِــن وَثَبـات ظـبيٍ
فَكيـفَ أُصـانُ مـن لفتـات جيـدِ
وَإِن لــم يُـدنِني تَغريـد غـردٍ
فَهلّا أَنثَنـــي لأنيـــنِ عـــودِ
وَلِلآهــاتِ تطلــع مِــن ســحيقٍ
وَتوقــد نارهـا فَـوق الخـدودِ
إلــى ثغــرٍ ترصــَّعَ بِاِبتسـامٍ
إِلـى لَثغـات شـدوكِ إِن تُجيـدي
فَيـا نَـوح الحمـامِ علـى هديلٍ
بَكينــا مَعــه كـلّ صـدٍ شـريدِ
فَمــا أَهنـاك مِـن صـوتٍ رخيـمٍ
ومــا أصــفاه مــن خـلٍّ ودودِ
ظَننــت القلـبَ بُركانـاً تقضـّى
عَليـه العهـد مـن زمـنٍ مديـدِ
هـوَ البركـانُ والنيـرانُ فيـه
هَواجـعُ إن تَثُـر يـا أَرضُ ميدي
إِذا أَنـا صـنته مِـن كـفِّ عـادٍ
فَكيـفَ أَقيـه مـن أَلحـاظِ غيـدِ
لِحـاظٌ دونَهـا الراديـوم سـرّاً
تشــقّ قُلوبنــا قبـلَ الجلـودِ
وَتَربطهـا بِهـا مِـن غيـرِ سـلكٍ
وَتنطقهــا عَلـى رَغـمِ الجمـودِ
إِذا نَبضــت حيــاةٌ فـي فـؤادٍ
سَرَت كالبرقِ في القاصي البعيدِ
إِذا صـَبتِ النفوس إِلى التناجي
فهـل دون التنـاجي مـن حـدودِ
وَمـــا الأكـــوانُ إلّا حــاملات
حيـاةً فـي لظـىً أو فـي خمـودِ
هجـوعٌ فـي الحَيـاةِ وَليـسَ موتٌ
خلــودٌ ذا وذا ســرّ الوجــودِ
شبلي بن إبراهيم شميل.طبيب، بحاث، كان ينحو منحى الفلاسفة في عيشته وآرائه، ولد في كفر شيما (بلبنان) وتعلم في الجامعة الأميركية ببيروت، وقضى سنة في أوربة، وسكن مصر، فأقام في الإسكندرية، ثم في طنطا، ثم في القاهرة، وتوفي فيها فجأة.أصدر مجلة (الشفاء) سنة 1886-1891م، وألف (فلسفة النشوء والارتقاء-ط)، و(مجموعة مقالات -ط) مما نشره في الجرائد والمجلات، وله رسالة (المعاطس-ط) صغيرة، على نسق رسالة الغفران للمعري، وكتب شروحاً وتعليقات على كتب طبية قديمة تولى نشرها، كفصول أبقراط، وأرجوزة ابن سينا. وكان من أكبر مزاياه التنديد بالظالمين، والمجاهرة بما يعتقده حقاً، ولو خالف فيه جميع الناس؛ قلمه ولسانه في ذلك سيان، وله نظم، وكان يجيد الفرنسية، ويعد من الكتّاب بها.