
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا يصــلح الإنسـان مجتمعـاً
مـا دامَ فيه الدّين والوطنُ
وَلـم يـزل مِـن علمـهِ خطـلٌ
يَضـيعُ فيـه العقـل والزمنُ
محلّقـاً فـي الغيـبِ مختبَلاً
كأَنّمــا الغيــب لـه عَطـنُ
وَيهمــلُ الأرضَ ومــا كنـزت
وَإِنّمـــا الأرض لــه ســكنُ
وَعِلمــه إِن لَـم يكـن عملاً
يَرتـاض فيـهِ العقلُ والبدنُ
يَسـتَخرج الأَسـرار مـا خفيت
وَتصــدق العيـن بهـا الأذنُ
وَشـَرعهُ إِن لَـم يكـن شـرعاً
وســنّةُ الكــونِ لــه سـننُ
يَقتَســِمُ الأَعمــالَ مُشـتركاً
لا واســـنٌ فيــهِ ولا وســنُ
وَليــسَ فيــه مرهِــقٌ نهـمٌ
وليــس فيــه مرهَــقٌ يهـنُ
مــوطنهُ العــالمُ أَجمعــهُ
وَدينــهُ الســلامُ لا الفتـنُ
لكنّمـا القـوم الأُلى ظعنوا
لِغيبِهـم هـمُ الأُلـى ضـَغنوا
حَبــائلُ الـدّين لَهـم شـَركٌ
لِصـيد قـومٍ دونَهـم غبنـوا
إِن لَـم يكونـوا مركباً لهم
أخنـى علـى أيـديهم الثفنُ
ظلــمٌ عليهـم منهـمُ وَبهـم
مِـن جَهلهِـم فـي رَأسهم رسنُ
وَالمرءُ إِن ما اِعتاد مَتربة
فَــإِن تَصــنه فهـو يَمتهـنُ
شبلي بن إبراهيم شميل.طبيب، بحاث، كان ينحو منحى الفلاسفة في عيشته وآرائه، ولد في كفر شيما (بلبنان) وتعلم في الجامعة الأميركية ببيروت، وقضى سنة في أوربة، وسكن مصر، فأقام في الإسكندرية، ثم في طنطا، ثم في القاهرة، وتوفي فيها فجأة.أصدر مجلة (الشفاء) سنة 1886-1891م، وألف (فلسفة النشوء والارتقاء-ط)، و(مجموعة مقالات -ط) مما نشره في الجرائد والمجلات، وله رسالة (المعاطس-ط) صغيرة، على نسق رسالة الغفران للمعري، وكتب شروحاً وتعليقات على كتب طبية قديمة تولى نشرها، كفصول أبقراط، وأرجوزة ابن سينا. وكان من أكبر مزاياه التنديد بالظالمين، والمجاهرة بما يعتقده حقاً، ولو خالف فيه جميع الناس؛ قلمه ولسانه في ذلك سيان، وله نظم، وكان يجيد الفرنسية، ويعد من الكتّاب بها.