
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذعـرَ النّـاس أَنّهـم مائِتونـا
جهـلَ النّـاسُ أَنّهـم ذاهلونـا
إِنّ مَوتـــاً ليفضــلنّ حيــاةً
كـلّ يَـومٍ نذوقُ فيها المنونا
خلـقَ المـرءُ للشّقا ليسَ يَلقى
فـي سـِوى المَوتِ راحةً وَسُكونا
حيـرةُ المَرء في الوجودِ حياةٌ
كـلّ يـومٍ تريـك منهـا شؤونا
منّـة لـو منّـت بِغيرِ المَنايا
وَبغيـرِ الـدموعِ منّـا عُيونـا
خاضـَت النّاس في الظنونِ ولَكن
ما دَرى النّاس سرّها المكنونا
قـالَ قـومُ أَعياننـا باقيـات
قـالَ قـومٌ بـل إِنّنـا فانونا
إِن أَركاننــا تَــدوم وتبقـى
تلـكَ أَعياننـا تَعيـش سـنينا
إنّ آثارنـــا لأثبـــت منّــا
تِلــكَ آثارنـا تـدوم قرونـا
قَسـم النّـاس بَيـنَ خلقٍ يجازى
ثــمّ قــوم بعـدَ ذاكَ مجونـا
بَيـن خلـقٍ نعدّ ذا السعدَ فيه
وَنعــدّ المَـألوم والمسـكينا
هَـل دَريتُـم بما جَنَيتم فَمَظلو
مـونَ أَنتـم وأَنتمُ الظالمونا
لـم يَمـت عـائش بآثـار فضـلٍ
هَـل يمـوتُ المَجد كالخاملينا
هَـل أَمات الزمان سُقراط قبلاً
هَـل أَمـات الزمـانُ أَفلاطونـا
أَنـتَ حـيّ آثـاركُ الغـرّ تبقى
أَبـدَ الـدّهرِ ترشدُ العالَمينا
شبلي بن إبراهيم شميل.طبيب، بحاث، كان ينحو منحى الفلاسفة في عيشته وآرائه، ولد في كفر شيما (بلبنان) وتعلم في الجامعة الأميركية ببيروت، وقضى سنة في أوربة، وسكن مصر، فأقام في الإسكندرية، ثم في طنطا، ثم في القاهرة، وتوفي فيها فجأة.أصدر مجلة (الشفاء) سنة 1886-1891م، وألف (فلسفة النشوء والارتقاء-ط)، و(مجموعة مقالات -ط) مما نشره في الجرائد والمجلات، وله رسالة (المعاطس-ط) صغيرة، على نسق رسالة الغفران للمعري، وكتب شروحاً وتعليقات على كتب طبية قديمة تولى نشرها، كفصول أبقراط، وأرجوزة ابن سينا. وكان من أكبر مزاياه التنديد بالظالمين، والمجاهرة بما يعتقده حقاً، ولو خالف فيه جميع الناس؛ قلمه ولسانه في ذلك سيان، وله نظم، وكان يجيد الفرنسية، ويعد من الكتّاب بها.