
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـبح لربـك فـي الظلام الـداجي
واذكــره ذكــر مــواظب لهـاج
سـبحان مـن رفع السموات العلى
ســبعا وزان الســقف بـالأبراج
وأطـاح بـالقمر المنيـر ظلامها
وأضــاءها بســراجها الوهــاج
وأحلهــا زمــر الملائك خضــعاً
لجلالــه مــن ســاجد ومنــاجي
والأرض مهـدّها وأرسـى فوقها ال
اطــواد تمنعهــا مـن الإزعـاج
فتــذللت ســُبُلاً فجاجــا منــةً
منــه علـى السـّلاك بيـن فجـاج
وبـدت شـواهد صـنعة فيهـا بما
أبــداه مــن مستحســن الأزواج
والبحــر ســخره ولــولا لطفـه
لطغــا بفــرط تلاطــم الأمـواج
وبـأمره البحـران يلتقيـان لا
يبغــي علـى عـذب مـرور أجـاج
والفلـك سـخرها لمنفعـة الورى
فجريــن فـوق المُزبـد العجـاج
والليل يخلفه النهار ويخلف ال
ليــل النهــار بغيهـب متـداج
ويطــول هــذا ثـم يقصـر ضـده
متعــــاقبين بحكمــــة الإيلاج
فهمـا وتصريف الرياح ومنشأ ال
ســحب الثقــال أدلـةٌ لمنـاجي
أعظـم بهـا آيـاتٌ انقطعـت بها
أســباب كــل معانــد محجــاج
واللـه أحيـا الأرض بعد مماتها
بجــدوبها بالوابــل الثجــاج
فـاهتز هامـدها فـأخرجت الـذي
قـد أودعـت مـن نبتهـا البهّاج
فكسـا الربيـع بقاعها من نشره
حللا تفـــوق ملابــس الــديباج
مــن أحمـر قـانٍ وأصـفر فـاقعٍ
نضــرٍ وأبيــض ناصــع كالعـاج
فتبـارك الله المهيمن مخرج ال
أمــوات منهــا أحسـن الإخـراج
واختـار آدم مـن تـراب بـارئاً
أولاده مـــن نطفـــة أمشـــاج
ثـم اصـطفى منهـم عبـاداً خصّهم
بنبـــوة هـــي عصــمة للآجــي
واختـار منهـم أجمعيـن محمـداً
لظهــور ديــن واضـح المنهـاج
وكــأن كــل الأنبيــان لســره
تـــاجٌ وأحمـــد درة للتـــاج
وهـو المسـمى في القرآن بشاهدٍ
وبمنــــذر ومبشـــر وســـراج
أسـرى من البيت الحرام به إلى
أقصــى مســاجده بليــل ســاج
فعلا علـى ظهـر الـبراق معظمـاً
ورأى عجــائب ليلــة المعـراج
كشـف الحجـاب لـه وكلمـه فمـا
اشــقى معــارض فضــله بحجـاج
لا زال ممتــد المزيـد مواصـلاً
بصـــلاته صــلة بغيــر خــداج
فلقد شفا سقم الصدور وعالج ال
ادواء بـــالتبليغ خيـــر علاج
واختــار أمتــه وفضـلها علـى
ماضـي القـرون وسـالف الأفـواج
واختــار منهــا آلـه وصـحابه
للنصــر عنــد كريهــة وهيـاج
واختــار أربعــة هـم خلفـاؤه
فحمـــوا شــريعته مــن الأعلاج
منهـم أبـو بكـر عـتيق سيد ال
أصــحاب أفضــل مخبــت نشــاج
صـديقه الأتقى الوقور ومنفق ال
مـال الجزيـل عليـه عند الحاج
واختـار عائشـة الطهـور لوصله
بكـراً سـمت شـرفاً علـى الأزواج
وأنيسـه في الغار عند تتبع ال
أعــداء بالطلبــات والإرهــاج
وأقـام فـي يـوم اليمامة دينه
بقواضـــب وبعامـــل وزجـــاج
وخليفـة الصـدق الإمام المرتضى
عمــر المفتـح قفـل كـل رتـاج
جمّـــاع كــل خليقــةٍ مرضــيه
قمــاع كــل مجــاهر ومــداجي
ولطالمـا نـزل الكتاب بوفق ما
يقضــيه فيمــا يعـتر ويفـاجى
وبحفصـة اختـص النـبي المصطفى
صــــوامة قوامــــة بـــدياج
والـبر عثمـان الـذي فـي ركعة
للــه بــالقرآن كــان ينـاجي
لصـابر الثبت الشهيد قتيل أهل
البغــي فـي الإلجـام والإسـراج
هجمـوا عليه وما رعوا في قتله
الآفاصـــــيح شــــاخب الأوداج
ولقـــد رآه لابنـــتيه محمــد
كفـؤاً حليمـاً لـم يعـب بلجـاج
ثـم الإمـام علـي العلـم الرضا
حلال مشـــكل كـــل أمـــر داج
كشـــاف كــل ملمــة بحســامه
أكــرم بــه مــن كاشـف فـرّاج
وسـقته كـفّ وداده كـأس العلـى
بإخــائه صــرفاً بغيــر مـزاج
وحبـاه بـالطهر البتـول فزاده
شــرفاً علــى شـرف بخيـر زواج
وكفـاه بالحسـنين فخراً لم يخب
راجيهمـا ولنعـم ذخـر الراجـي
ومـن الصـحابة سـتة لـم تعترض
شــبه الشــكوك مقــامهم بخلاج
سـعد وطلحة والزبير وباذل الب
كـــرات بالأحمـــال والأحــداج
وأبـو عبيـدة وابن زيد واعتقد
فضـل ابـن صـخر واعص ذا ارهاج
ولأهـل بـدر والحديبيـة أعـترف
بالفضـل واحذر من يسيء ويداجي
والفضـل في كل الصحابة فاعتقد
فلأنــت إن أضــمرت ذلـك نـاجي
ثـم الذي اعتقد ابن حنبل اتبع
تـأمن غـداً من الحشر من إزعاج
حـبرٌ تمسـك بالحـديث فلـم يزغ
عنـه إلـى مـن عـاج شـر معـاج
واستخرج الأخبار في السنن التي
ثبتــت وصــحت أحسـن اسـتخراج
نصـر الآلـه به القرآن فلم يكن
فــي نصــره بالعـاجز اللجـاج
هـو في الحياة وسيلتي وذخيرتي
لهجــوم مــوت للأنــام مفـاجي
يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري أبو زكريا جمال الدين الصرصري.شاعر، من أهل صرصر (على مقربة من بغداد)، سكن بغداد وكان ضريراً.قتله التتار يوم دخلوا بغداد، قيل قتل أحدهم بعكازه ثم استشهد وحمل إلى صرصر فدفن فيها.وله قصيدة في كل بيت منها حروف الهجاء كلها أولها:أبت غير فج الدمع مقلة ذي خرت.له (ديوان شعر -خ) ومنظومات في الفقه وغيره، منها (الدرة اليتيمة والحجة المستقيمة -خ) قصيدة دالية في الفقه الحنبلي 2774 بيتاً، شرحها محمد بن أيوب التاذفي في مجلدين، و(المنتقى من مدائح الرسول- خ)، و(عقيدة- خ)، و(الوصية الصرصريةـ خ).وذكر الزركشي في عقود الجمان أن شعره يقع في ثمانية مجلدات، وكله جيد ونعته بصاحب المدائح الحنبلية السائرة في الآفاق قال: ولم يمدح سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكثر منها.