
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـم فبـادر قبيـل رفـع النعوش
حلبــة الســبق ذا إزار كميـش
وتــدبر خلــق السـماء ففيهـا
عـــبرٌ جمــةً لــذي التفــتيش
كيــف قــامت بلا عمــاد وفكـر
فـي معـاني ديباجهـا المنقـوش
زُينــت بــالنجوم تزهـر فيهـا
كالقناديـــل أو كخــط رقيــش
جــل مـن شـادهن سـبعاً طباقـاً
ليــس فــي خلقهـن مـن تشـويش
جعــل النيريــن فيهـا سـراجاً
وحماهــا مـن الرجيـم الغشـيش
وتفكــر فـي خلقـه الأرض تنظـر
عجبــاً فــي مهادهـا المفـروش
بـث فيهـا مـن كل زوج من النا
س ومــا طـار مـن ذوات الريـش
وصــنوف الأنعــام مـن رائحـات
ســـارحات ونــافرات الوحــوش
وضـروب الـزروع والنخل والأعنا
ب مـــن مهمــل ومــن معــروش
ثـم أرسـا الجبال فيها إلى يو
م تراهـــا كعهنــك المنفــوش
وهــو المرسـل اللواقـح بشـرىً
بســحاب بــادي الـوميض خشـيش
وكســا الأرض بعـد محـل بـروداً
مـــن أزاهيــر غضــةٍ وحشــيش
وأعــدّ الفلـك المـواخر تجـري
ن بنــا فــوق زاخــر مسـتجيش
وهـدانا بعـد العمـي فانتعشنا
بـــالنبي المبجــل المنعــوش
والمصـفى مـن الخليـل ومن سام
بــن نــوح وقينــن بـن أنـوش
وهـو عنـد الطوفـان صـاحب نوح
والخليـل الرضـا بنـار بن كوش
ولـه فـي المعاد رفع لواء الح
مــد إذ أنــه زعيــم الجيـوش
وهــو للأمـة المجيـز علـى مـت
ن الصـــراط مزلــة المخــدوش
كــل مـن لـم تنشـه ثـم يـداه
زل فـي النـار وهـو غيـر منوش
وهـو الشـافع المنجي ذوي العص
يــان مــن قعـر جـاحم مخشـوش
أحمـد الهاشـمي أفضـل خلق الل
ه عبــد صــفا مــن التغشــيش
جـامع المنقبات ذو الخلق المح
مـود مـن بعضـه حـديث الجيـوش
فاتــح الخيـر والمؤيـد بـالأم
لاك وهـو العزيـز فـوق العريـش
جاهـد الجاحـدين حـتى أنـابوا
واســتكانوا كــالأنف المخشـوش
فاسـتنب الإسلام في الشرق والغر
ب إلـــى أن علا جبــال شــريش
يا غياث الملهوف يا كاشف الكر
ب ويـا مرشـد البليـد الـدهيش
قيــدتني فــأوثقتني الخطايـا
ورمــاني الهــوى بسـهم مريـش
حصــر الكاتبـان قـولي وفعلـي
فـــي كتـــاب محبّــر مرقــوش
ثــم مــالي وجـه إليـك سـواه
فـاجعلن التقـوى لباسـي وريشي
وارزقنـي الإخلاص فـي ساعة المو
ت وأنسـاً فـي لحـد قـبر نـبيش
يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري أبو زكريا جمال الدين الصرصري.شاعر، من أهل صرصر (على مقربة من بغداد)، سكن بغداد وكان ضريراً.قتله التتار يوم دخلوا بغداد، قيل قتل أحدهم بعكازه ثم استشهد وحمل إلى صرصر فدفن فيها.وله قصيدة في كل بيت منها حروف الهجاء كلها أولها:أبت غير فج الدمع مقلة ذي خرت.له (ديوان شعر -خ) ومنظومات في الفقه وغيره، منها (الدرة اليتيمة والحجة المستقيمة -خ) قصيدة دالية في الفقه الحنبلي 2774 بيتاً، شرحها محمد بن أيوب التاذفي في مجلدين، و(المنتقى من مدائح الرسول- خ)، و(عقيدة- خ)، و(الوصية الصرصريةـ خ).وذكر الزركشي في عقود الجمان أن شعره يقع في ثمانية مجلدات، وكله جيد ونعته بصاحب المدائح الحنبلية السائرة في الآفاق قال: ولم يمدح سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكثر منها.