
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ربـع المنـى بمنى نعمت صباحاً
وتبلجـت فيـك الوجـوه صـباحاً
وســقتك أخلاف الغمــام عشـية
دراً يــروي مـن حمـاك بطاحـاً
وعلا سـحيق المسـك نشـرك كلما
نشـر الربيـع على ثراك جناحاً
ولبسـت مـن زهـر الريـاض ملأه
وعقـدت فـوق الجيد منه وشاحاً
قد طالما سامرت في جنح الدجى
أقمـار حسـنك لا أخـاف جناحـاً
وحلبـت مـن ريـاك روح حشاشتي
وشـربت فيـك مـن المحبة راحاً
للــه أيــام مضــت محمــودة
طــابت بجــوك غـدوةً ورواحـاً
آنسـت فيهـا نـور عطـف أحبتي
ونشـقت عطـر رضـاهم النفاحـا
يا موسم الأحباب يا عيد المنى
وهلال ســعد بالبشــارة لاحــا
هـل لـي عليـك مع الأحبة وقفة
وجـه النهـار تجـدد الأفراحـا
بـالله يـا من عزمه أهدى لنا
طرفـاً إلـى نيـل العلى طماحا
فصـل السرى بعد السرى بنجائب
يطـوين أكنـاف الحجـاز مراجا
بلـغ إلـى ذات السـتور رسالة
عمـن إذا ذكـرت صـبا وارتاحا
يـا ربـة الحرم الممنع كم دمٍ
لبنـي الأمـاني دون وصلك طاحا
كيف السبيل إلى لقائك والفلا
قــد حــف دونـك ذبلا وصـفاحا
وإذا وصـلت قبـاب سـلع جادها
صــوب المـواهب هـاطلاً سـحاحا
فـاجلس بإشـراف موطن علقت به
غـرر المعـالي لا تـروم براحا
فلقـد نزلت من البسيطة منزلاً
رحـب الجـوانب للوفـود فساحا
جمــع المفـاخر كلهـا بمحمـد
أوفـى الورى حلماً وأكرم راحا
أضـحى بـه علمـاً لكـل هدايـة
ولبــاب كــل فضـيلة مفتاحـا
طـابت بأحمـد طيبـة فأريجهـا
أذكـى وأطيـب مـن عـبير فاحا
وسـمت بـه أنوارهـا فلقد غدت
لمـن استضـاء بنورهـا مصباحا
هـو سابق الأعيان إذ كتب اسمه
بــالعرش ثمـت أودع الألواحـا
وهـو الذي ختم النبوة فهي عن
اكتـافه العطـرات كـن سـراحا
ودعـا إليهـا الخلق لا يألوهم
نصـحاً وأوضـحها لهـم إيضـاحا
فمن استجاب له فقد حاز الرضا
والأمــن والتأييــد والاصـلاحا
ومـن اعتـدى ظلماً وخالف أمره
كــانت عقـوبته ظبـا ورماحـا
ماضـي الأوامـر لا مـردّ لحكمـه
فيمـا نهـى عـن فعلـه وإباحا
هـو طـاهر الأنسـاب لما يجتمع
أبـوان فـي وقـت عليـه سفاحا
مـن عهـد آدم لـم يكـن آباؤه
يرضــون إلا بــالعقود نكاحـا
أكـرم بـه بشـراً نبيـاً مرسلاً
طلـق المحيـا بالنـدى نفاحـا
ثبتـا قويـاً في الجهاد مؤيداً
ثقـة أمينـاً فـي البلاغ نصاحا
يسمو على الشمس المنيرة وجهه
والبـدر يحسـد ثغـره الوضاحا
ولبعـض معجـزه لتسـبيح الحصا
والمـاء مـن بين الأصابع ساحا
والشرح والمعراج والذكر الذي
أعيـا البـاء القلـوب فصـاحا
ولـه اللـواء وحوضـه وشـفاعة
تكفـي المرهـق جماحـاً لواحـا
ولسـوف يعطيـه الآله مقامه ال
محمــود جــل مهيمنـاً مناحـا
يـا خير من وقف المطى به ولو
جعـل الـوجى أجسـامها أشباحا
وأحـق مـن بـذل الورى في حبه
ومــزاره الأمــوال والأرواحـا
إنـي وإن بعـد المـدى اشتاقه
أهــدي السـلام عشـية وصـباحا
وأود لـو أنـي بحضـرتك الـتي
شـرفت فامنحـك السـلام كفاحـا
أعـددت مـدحك في الحوادث جُنّة
وعلـى الـذنوب الموبقات سلاحا
فـامنن علـيّ بنظـرة يحيي بها
قلـبي ويصـبح راضـياً مرتاحـا
فلأنـت ملجؤنـا الـذي مـا أمّه
منــا فــتىً إلا ونـال نجاحـا
وسـأل لـي الرحمـن ثم لعترتي
صــوناً وجاهــاً شـاملاً وفلاحـا
وســلامة طـول الحيـاة وراحـة
بعد الممات وفي المعادر باحا
واسـأل لأمتـك الحيا غدقا فقد
فقـد المـزارع ماءها السحاحا
والأمـن والعيـش الرغيد ونضرةً
كامـــاقهم ومعونــة وصــلاحا
واسـأل الهـك أن يكـون بقهره
لعـــدوهم مستأصــلا مجتاحــا
فلكـم تملـك جيشك المنصور من
ملــك وجــدك فارسـاً جحجاحـا
صـلى عليك الله ما سرت الصبا
وشـدا حمـام في الغصون وناحا
يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري أبو زكريا جمال الدين الصرصري.شاعر، من أهل صرصر (على مقربة من بغداد)، سكن بغداد وكان ضريراً.قتله التتار يوم دخلوا بغداد، قيل قتل أحدهم بعكازه ثم استشهد وحمل إلى صرصر فدفن فيها.وله قصيدة في كل بيت منها حروف الهجاء كلها أولها:أبت غير فج الدمع مقلة ذي خرت.له (ديوان شعر -خ) ومنظومات في الفقه وغيره، منها (الدرة اليتيمة والحجة المستقيمة -خ) قصيدة دالية في الفقه الحنبلي 2774 بيتاً، شرحها محمد بن أيوب التاذفي في مجلدين، و(المنتقى من مدائح الرسول- خ)، و(عقيدة- خ)، و(الوصية الصرصريةـ خ).وذكر الزركشي في عقود الجمان أن شعره يقع في ثمانية مجلدات، وكله جيد ونعته بصاحب المدائح الحنبلية السائرة في الآفاق قال: ولم يمدح سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكثر منها.