
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بدولــة التُّـركِ عـزَّت ملَّـةُ العـربِ
وبــابن أَيّـوبَ ذلَّـت شـيعةُ الصـُّلب
وفـي زمـانِ ابـن أَيـوبٍ غَـدتْ حلـبٌ
مـن أَرض مصـرَ وعـادت مصـرُ من حلبِ
ولابــن أَيّــوبٍ دانــت كُـلُّ مملكـةٍ
بالصـَّفْح والصُّلحِ أَو بالْحربِ والحَرَبِ
مظفَّـــرُ النَّصــرِ منعــوتٌ بهمتــه
إلـى العـزائِم مـدلولٌ علـى الغلَبِ
والـدَّهرُ بالقَـدرِ المحتـومِ يَخْـدُمُه
والأَرضُ بـــالخلقِِ والأَفلاكُ بالشــُّهب
ويَجتلـي الخلـقُ مـن رايـاتهِ أَبداً
مبيضـةَ النَّصـرِ مـن مصـفَّرة العَـذَب
إِنَّ العواصـــمَ كــانت أيّ عاصــمةٍ
معصــومةً بتعاليهــا عــن الرُّتَـبِ
مــا دارَ قــطُّ عليهــا دورُ دائرةٍ
كلاَّ وَلاَ وَاصـــَلَتْها نوبــةُ النُّــوبِ
لـو رامَهـا الدَّهرُ لم يظفَرْ بِبُغْيَتهِ
ولَـوْ رماهَـا بِقـوسِ الأُفْـقِِ لـم يصُب
ولــوْ أَتَـى أَسـدُ الأَبْـراجِ مُنْتَصـراً
خَــارتْ قــوائمهُ عنهـا ولـم يَثِـبِ
جَليسـةُ النَّجْـمِ فـي أَعْلَـى منـازِله
وطَالمـا غَـابَ عنْهـا وهْـي لَـمْ تَغِبِ
تُلقِــي إذا عطشـت والـبرقُ أَرشـيةٌ
كـواكبَ الـدَّلو فـي بئرٍ مـن السُّحب
كُـلُّ القلاعِ تـرومُ السـُّحبَ فـي صـَعَدٍ
إِلاَّ العواصـمَ تَبْغِـي السـُّحبَ في صَبَب
حتَّـى أَتَـى مَـنْ مَنـالُ النَّجْمِ مَطْلبُه
يا طالبَ النَّجم قَدْ أَوْغَلْتَ في الطَّلَب
مَـنْ لـو أَبـى الفلكُ الدَّوارُ طاعتَه
لصــيَّر الـرأْسَ منـه موضـعَ الـذَّنَب
أَتَـى إِليهـا يقـودُ البحـرَ مُلتَطِماً
والبِيـضُ كـالمَوْجِ والبَيْضَاتُ كالْحبَبِ
تبـدو الفـوارسُ منـه فـي سَوابِغِها
بيـن النقيضـين مـن مـاءٍ ومن لهبِ
مُســْتَلْئِمين ولــولا أَنَّهــم حَفِظُـوا
عـوائدَ الحْـربِ لاسـْتَغْنَوا عن اليَلَبِ
جِمَـالُهم مـن مَغـازيهم إِذا قَفَلـوا
حَمَّالــةُ الســَّبْيِ لا حمُّالـةُ الحَطـبِ
فطـــافَ منهــا بركــنٍ لا يقبِّلــهُ
إِلا أَســنَّةُ أَطــرافِ القَنـا السـُّلُبِ
وحـلَّ مـن حولِهـا الأَقْصـى علـى فلكٍ
ودَارَ مـن بُرجِهـا الأَعلـى علـى قُطُبِ
وَمَــــانَعَتْه كمعشــــوقٍ تمنُّعُـــه
أَحلـى من الشَّهدِ أَو أَحْلَى من الضَّرَبِ
فمـــرَّ عنهــا بلا غيــظٍ ولا حَنَــقٍ
وســار عنهــا بلا حِقْــدٍ ولا غَضــَب
تطــوى البلادَ وأَهليهــا كتــائبُه
طيَّــاً كمــا طَـوتِ الكتَّـابُ للكُتُـبِ
وافـى الفـراتَ فـأَلفى فيه ذا لَجَبٍ
يظــلُّ يهــزأُ مِــنْ تَيَّـارِه اللَّجِـبِ
رمَـت بـه الجُرْدُ في التَّيارِ أَنْفسَها
فعومهــا فيـه كـالتقريب والخبـب
لـم تـرضَ بالسُّفنِ أَن تَغْدو حواملَها
فعزُّهــا ليــس يَرْضـى ذِلَّـة الخَشـب
وكــان علَّمهــا قطـعَ الفـراتِ بـه
تعلُّـمُ العـومِ فـي بحر الدَّم السَّرب
وجــاوزتْه وأَبْقَــى مــن فــواقِعه
درّاً ترصــَّعَ فــوق العُـرف واللَّبَـبِ
إِلــى بلادٍ أَجــابت قبلمــا دُعيـت
للخـاطبين ولـولا الخـوفُ لـم تُجـب
لـو لـم تُجِـب يُوسفاً من قبلِ دعْوَتَه
لَعــادَ عامِرُهــا كالجوسـق الخَـرِبِ
خَـافَتْ وخـافَ وفـرَّ المـالكون لَهـا
فالْمُـدْنُ فـي رَهَـب والقـومُ في هَرب
ثــم اســتجابَتْ فلا حصــنٌ بممتنـعٍ
مِنْهــا عليــهِ ولا مُلْــك بِمُحتَجِــبِ
وأَصــبَحوا مِنْــه فـي هَـمٍّ وصـبَّحهم
وهُـمْ سـُكَارَى بكـأْسِ اللَّهـوِ والطَّربِ
تفرَّغُـوا لنعيـم العيـشِ واشـْتغلوا
عـن الثُّغـورِ بلثـمِ الثَّغْـرِ والشَّنَبِ
أَرضُ الجزيـرةِ لـم تظفَـرْ ممالِكُهـا
بمالــــكٍ فطِـــنٍ أَو ســـَائِسٍ دَرِبِ
ممالـــكٌ لــم يُــدَبِّرها مــدبرها
إِلا بــرأْي خَصــِيٍّ أَو بعَقــلِ صــَبِي
حتَّـى أَتاهـا صـلاحُ الـدِّينِ فانْصَلَحَتْ
مـن الفسـادِ كَمـا صـحَّتْ مِـنَ الوَصَبِ
واسـتعملَ الجِـدَّ فيهـا غيـرَ مكترثٍ
بالجَــدِّ حـتى كـأَنَّ الجِـدَّ كـاللَّعِب
وقــد حَواهـا وأَعْطـى بعضـَها هِبـةً
فهـوَ الَّـذِي يَهَـبُ الـدُّنْيَا ولم يَهَب
يُعطــيِ الـذي أُخِـذت منـه ممـالكُه
وقـد يَمُـنُّ علـى المسـلوبِ بالسـَّلب
ويمنـحُ المـدنَ فـي الجَدْوى لسائِله
كمَـا ترفَّـعَ فـي الجـدْوى عن الذَّهب
ومــذ رأَتْ صــدَّه عـن رَبْعهـا حلـبٌ
ووصــــلَه ببلادِ حُلْـــوةِ الحَلَـــب
غــارَتْ عليــه ومــدَّتْ كـفَّ مفْتقِـر
مِنْهــا إِليــه وأَبْـدَت وجـهَ مُكْتَئِب
واســـتعطفَتْه فَوافَتْهــا عــواطفُه
وأَكثـبَ الصـُّلْحَ إِذ نـادَتْه عـن كَثبِ
وحــلَّ مِنْهــا بــأُفْقٍ غيـرِ منخفـضٍ
للصــَّاعدين وبُــرجٍ غيــرِ مُنقلِــب
فتــحُ الفتــوحِ بلا مَيْــنٍ وصـاحبُه
مَلْــكُ الملــوكِ ومَوْلاهــا بِلا كَـذِبِ
ومعجــزٍ كَــمْ أَتانـا منـه مُشـْبِهُه
فصــارَ لا عجبـاً مـن فَضـْلهِ العَجَـبِ
تَهـنَّ بالفتـحِ يـا أَوْلَـى الأَنامِ به
فالفتـحُ إِرْثُـك عَـنْ آبـائِك النُّجُـبِ
وافخَــرْ فَفَتْحُــك ذا فخـرٌ لمفتخـرٍ
ذُخْـــرٌ لمـــدَّخِرٍ كســـبٌ لمكتَســبِ
بــكَ العواصـمُ طَبَـت بعـدما خَبُثَـتْ
بِمَالِكِيهــا ولــولاَ أَنْـتَ لـم تَطِـبِ
فليـــت كـــلَّ صــباح ذرَّ شــَارقُه
فـداءُ ليـلِ فَتَـى الفتيـانِ في حَلَبِ
إنِّــي أُحِــبُّ بِلاداً أَنــت ســاكنُها
وسـاكنِيها وليسـُوا مِـنْ ذَوِي نَسـَبي
إِلاَّ لأَنَّـــكَ قــد أَصــبحتَ مالكَهــا
دون الأَنــامِ وهــل حُــبٌّ بلا ســَبَب
فجــود كفِّـكَ ذُخْـرٌ فـي يَـدِي ويـدي
وحُـبُّ بيتـكِ إِرْثِـي عـن أَبِـي فَـأَبِي
ألهــى مــديحُك شـِعْري عـن تَغَزُّلِـه
فجــاءَ مقتضــَباً فـي إِثـرِ مُقْتَضـَبِ
فلـم أَقُـلْ فيـه لاَ أَنَّ الصـبابةَ لِي
يـومَ الرَّحيـلِ ولا أَنَّ المليحـةَ بِـي
هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي أبو القاسم القاضي السعيد.شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيهله (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.وترجم له الصفدي في الوافي قال:قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":تــأَمَّلتُ تَصــنيفَ هــذا السـعيد وإنـــــي لأمثـــــالِهِ ناقــــدُفكــم ضــَمَّ بيــتَ نُهـىً سـائراً وصــــِيدَ بـــه مَثَـــلٌ شـــارِدُوفــي عَجَــب البحـر قـولٌ يطـول وأعجبَـــــه ضــــفدعٌ صــــائدُوفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:قالوا السعيد تعاطى بَغلَه نَزِقاً فــزلّ عنــه وأهـلٌ ذاك لِلزلَـلفقُــل لـه لا أقـالَ اللـهُ عَـثرَتهُ ولا سـَقَته بَنـانُ العـارضِ الهَطِـلأَبغَضـت بـالطَّبع أُمَّ المؤمنين ولم تُجِيـب أباهـا فهـذي وقعةُ الجملوهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمدسناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:فلا يعجــبِ الصــبحُ مــن نــوره فـــوجهُ الرشــيدِ أبــى أنْــورُواخبـــارُ ســؤدده مــن ســناه أبهـــى ومـــن حســـنه أبهــرهــو الســيد المشـتري للثنـاءِ وقــد عجــز القـومُ أن يشـترواوراحتــــهُ قبلــــةُ الآمليـــنَ علـــى أنهـــا ديمـــةٌ تمطــرفللجــــود باطنهــــا مَشـــْرَعٌ وَلِلَّثْــــمِ ظاهرهــــا مَشــــْعَرُفــإن شــئتَ قــل إِنــه جنـةُ النعيــــمِ وراحتُــــهُ الكـــوثرتُقَصـــِّرُ إِنْ ســابقَتْهُ الريــاحُ وتوجـــدُ فـــي إِثـــره تَعْثُــرومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراريوفيه قوله:لا شــــمسَ إلا مــــن مــــدامْ ذاتِ وقـــــــــــــــــــــودِتجلــــــو بتمزيـــــقِ الظلامْ وجــــــــــهَ الرشـــــــــيدنفــــسُ العلا معنـــى الأنـــامْ ســـــــــــرُّ الوجــــــــــودوهــــو إِذا عُــــدَّ الأنــــام بيــــــــــتُ القصـــــــــيدِثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:يـا مَـا عَـرَا قلـبي ومـا دهـاهْ مضـــــــــــى نُهَـــــــــــاهْوكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها:خـانت جفـوني لمـا لـم تفـض بدملكـن وفـىَ الجسم لما فاض بالسقم