
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رأَتْ مِنـكَ رائِيَّـتي مـا تُحـبْ
وبُشـرى لَهـا أَنَّهـا لَـمْ تَحِبْ
وكيــف تَخيــبُ وقـد أَمَّلَتْـك
وهَــلْ خَـابَ آَمِلُـك المُرْتَقِـبْ
تقـدَّم قـولي بهـذا القُـدوم
وحوشـيتُ مِـن أَنْ أَقولَ الكَذِب
ترفَّــع قــوليَ عـن أَن يُقـا
لَ فيــه يَجــوزُ ولكـن يَجِـب
وفيـك تَعَّلمـتُ صـِدقَ المقـالِ
ومِنْــكَ تعلَّمــتُ حُســنَ الأَدَب
وفيـــك تملَّكْـــتُ دُرَّ الكَلامِ
وأَبْقَيْــتُ لِلْعَـالَم المُخْشـلَب
ومنـك اجتنيـتُ ومنك اقتنيتُ
فــأَحقَرُ شــَيءٍ لـديَّ الـذَّهبْ
وإِنَّــــك أَهَّلْتَنــــي لِلعُلا
وكـم لِـي إِلى نَيْلها مِن سَبَب
ورائِيَّـــتي خَجِلـــتْ مـــدَّةً
ولكنَّـــه خجــلٌ قــد ذَهَــب
ومـا زالـت الـراءُ مبذولـةً
ومنســوبةً عنــدهم بـاللَّقَبْ
وعاقبهــا واصــلٌ بالجَفَــا
وأَخْرَجَهــا مِــن كَلاَمِ العَـرَبْ
فأَســـْعَدها واصــِلٌ لا نَــأَى
وأَصـــْعَدها طــالعٌ لا غَــرَبْ
طلعْـتَ علينـا طُلـوعَ الشموس
وجئتَ إِلينــا مَجيـءَ السـُّحب
أَتيـتَ فجلَّيـتَ عنَّـا الهمـومَ
وجئتَ فَفَرَّجْــتَ عَنَّــا الكُـرَب
علـى أَننَّـا لـم نزل مُبْصرِيك
وإِنْ كـان شَخْصـُك عنَّـا احْتَجب
ومـا زال مَـنْ فَضـْلُه لا يزول
ومـا غـابَ مَـنْ جُودُه لَمْ يَغِبْ
بكـت مصـرُ بالنِّيـل حتَّى طغى
قـديماً وغَـرَّق أَعْلَـى الكُتُـب
وتَفْنَـى الـدُّموعُ لطول البكا
ءِ فالنِّيـلُ في عَامِنا قَدْ نَضَب
وأَصــــبحت الأَرضُ مُحَمــــرَّةً
وعَـن مائِهـا بُـدِّلَت بـاللَّهَبْ
وقـد قُتِـل الخِصـْبُ في تُربِها
فمحمــرُّه بالــدِّماءِ اخْتَضـَبْ
وخـافَ البريّـةُ مـوتَ الصـَّدى
وأَلاَّ يقيمــوا بِمـوتِ السـَّغَب
فمـذ عـادَ عادَ وأَرْوى البلادَ
وأَعْتَـب بـالرِّي مـن قـد عَتب
فأَنقـذَنا اللـه بَعْـد الرَّدى
وسـَلَّمنا اللـه بعـدَ العَطَـبْ
ولـم يَبق في مصرَ من لا أَتَاك
إِلـى الشـَّامِ مِنْ طَرَبٍ أَو طَلَبْ
تُســابق أَبصــارُهم خيلَهــم
فهــذا يَطيــرُ وهَــذَا يَثِـب
أَتَــوْكَ فضــيَّفْتَهم بــالغِنَى
وعَــادُوا فزَوَّدتَهــم بـالأَرَبْ
فهُـم مـعَ مـولاَهُمُ أَيْـن كـان
مـن الأَرْضِ والمرءُ مَعْ مَنْ أَحَبْ
فكـلُّ امـرئٍ جـاءَ منهمْ إِليْك
فبِالشــَّوق تَقْريبُـه والخَبَـب
وقاعُـــدهم أَنْــتَ أَقْعــدتَه
لأَنَّـــك أَنْشـــَبْتَه بالنَّشــَب
يَؤُمُّــون أَرْفَــع مــولىً عَلا
ويــأْتُون أَكْـرَم مـولىً وَهَـب
جـــواهِرُ أَفْعــالِه تُجْتَنَــى
وأَعْــراضُ أَمْــوالِه تُنْتَهَــب
إِذا أَكْرَمُ النَّاسِ هابَ النَّوالَ
فنــائِلُه لـم يَهَـبْ أَن يُهَـب
يَهُــبُّ كَمـا أَنَّـه قـد يَنـامُ
فبِـالحِلْمِ نـامَ ولِلجُـود هَـبْ
وزيـرٌ تجيـءُ إِليـه الملـوكُ
وَأَولادُهــا عُصــُباً فـي عُصـُب
فتسـمعُ مـن رأْيِـه مـا تُحِـبُّ
وتُبْصـِرُ مِـن شَخْصـِه مَـنْ يُحَـب
فـأَقلامُه وهـي سـودُ الـرءُوسِ
كـأَعلامِهم وهْـي صـُفْر العَـذَب
أَصـابَ بـك الشـَّامُ مـا شَاءَه
ولَـوْ لَـمْ تَكُن حاضِراً لَمْ يُصِبْ
رميْـتَ عِـداهُ بحـربِ الـدُّعاءِ
فأَسـمَعْت منهـم دُعـاءَ الحَرَبْ
ومـا زلـتَ حتَّى محوتَ الدِّماءَ
ومـا زلـتَ حتَّـى كسرْتَ الصُّلُب
بميمـونِ رأْيـكَ كـان الفتوحُ
ومنصـورِ عَزْمِـك كـانَ الغَلَـب
لـك الجِـدُّ والسـَّعدُ مُستَخْدَماً
فــذا لا يغيــبُ وذا لا يَغِـبْ
وتهـوَى ولكـنْ وِصـالَ الصـَّلاةِ
ويَهْـوَى سـِواكَ اللَّمَى والشَّنب
وأَنَّــك مُغْـرىً بِحُـبِّ الحيـاءِ
وغيــرُكَ مُغـرىً بِحُـبِّ الحَبـبْ
وكـم بَيْـن مَـنْ لَيْلُـه قـائِمٌ
إِلـى مَـنْ علـى جنبِه قَدْ وَجَب
تَغُــضُّ لـديك عيـونُ الشـُّموسِ
وتَنْحَـطُّ دونَـك أَعْلـى الرُّتَـب
منـزِلُ فـوق السـُّها تَسـتَطيرُ
ونـارُك فـوقَ الـدَّراري تُشـَب
إِذا مـا رَضـِيتَ فَـأَيْن المحلّ
وإِمَّــا غضـبتَ فكيْـفَ الهَـربْ
زمانُــك يطلُـب منـك الأَمـانَ
ودهــرُك يأْخـذُ منـكَ الحَسـَبْ
وقَــالَ العــدوُّ ولكـن عَـدَا
وزادَ الحســودُ ولكــن كَـذَب
يـرومُ أَعاديـكَ مـا لا يكـونُ
فلا يســــتقيمُ ولا يَســـْتَتِبْ
ومــا ناصـَبُوك علَـى زعمِهـم
ولكنهـــم نُصــِّبوا للنَّصــَب
ومـا الجِدُّ من جنس ما يُشتَرى
ولا السـَّعد من نوع ما يُكْتَسب
يخيــبُ الحريـضُ وكـم راقـدٍ
يُســاق إِلــى حَظِّـه بالسـَّلب
ويحسـِبُ أَشـياءَ ليسـت تكـونُ
وتـأْتيه أَشـْياءُ لَـمْ تُحتَسـب
وذو الجِـــدِّ يهجــره جَــدُّه
ويــأْتي إِلـى آخـر بـاللَّعِب
وكــمْ مُتَمــنٍّ لمــا غَيْــره
لـه كـارِهٌ يـا لَهـذَا العَجب
وشـكُّ الفَـتى فـي قضـاءِ الإِل
هِ في الرِّزق أَوْقَعه في التَّعب
وملتــذُّ دُنْيــاه فـي خَجْلـةٍ
كــأَجْرَبَ يلتــذُّ حَـكَّ الْجَـرَب
فيـا أَكْرمَ الناسِ يومَ الرِّضا
ويـا أَحْلَم الخلق يَوْمَ الغَضَب
تَشــرَّفَ يَعْـرُبُ لمـا انتسـبتَ
إِليـــه وعظَّمْتَــه بالنَّســب
وإِن نَســـبُوك إِلــى يعــربٍ
فمــا هـو إِلاَّ إِليـكَ انْتَسـب
رفَعـتَ العِمـادَ لأَهـلِ العمودِ
وأَطلعْـتَ مـن سـَعدِهم ما غَربْ
وأَصــْلهُم أَنــتَ يـا فرعَهـم
فلا قطـع اللـهُ أَصـل العَـرب
هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي أبو القاسم القاضي السعيد.شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيهله (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.وترجم له الصفدي في الوافي قال:قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":تــأَمَّلتُ تَصــنيفَ هــذا السـعيد وإنـــــي لأمثـــــالِهِ ناقــــدُفكــم ضــَمَّ بيــتَ نُهـىً سـائراً وصــــِيدَ بـــه مَثَـــلٌ شـــارِدُوفــي عَجَــب البحـر قـولٌ يطـول وأعجبَـــــه ضــــفدعٌ صــــائدُوفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:قالوا السعيد تعاطى بَغلَه نَزِقاً فــزلّ عنــه وأهـلٌ ذاك لِلزلَـلفقُــل لـه لا أقـالَ اللـهُ عَـثرَتهُ ولا سـَقَته بَنـانُ العـارضِ الهَطِـلأَبغَضـت بـالطَّبع أُمَّ المؤمنين ولم تُجِيـب أباهـا فهـذي وقعةُ الجملوهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمدسناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:فلا يعجــبِ الصــبحُ مــن نــوره فـــوجهُ الرشــيدِ أبــى أنْــورُواخبـــارُ ســؤدده مــن ســناه أبهـــى ومـــن حســـنه أبهــرهــو الســيد المشـتري للثنـاءِ وقــد عجــز القـومُ أن يشـترواوراحتــــهُ قبلــــةُ الآمليـــنَ علـــى أنهـــا ديمـــةٌ تمطــرفللجــــود باطنهــــا مَشـــْرَعٌ وَلِلَّثْــــمِ ظاهرهــــا مَشــــْعَرُفــإن شــئتَ قــل إِنــه جنـةُ النعيــــمِ وراحتُــــهُ الكـــوثرتُقَصـــِّرُ إِنْ ســابقَتْهُ الريــاحُ وتوجـــدُ فـــي إِثـــره تَعْثُــرومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراريوفيه قوله:لا شــــمسَ إلا مــــن مــــدامْ ذاتِ وقـــــــــــــــــــــودِتجلــــــو بتمزيـــــقِ الظلامْ وجــــــــــهَ الرشـــــــــيدنفــــسُ العلا معنـــى الأنـــامْ ســـــــــــرُّ الوجــــــــــودوهــــو إِذا عُــــدَّ الأنــــام بيــــــــــتُ القصـــــــــيدِثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:يـا مَـا عَـرَا قلـبي ومـا دهـاهْ مضـــــــــــى نُهَـــــــــــاهْوكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها:خـانت جفـوني لمـا لـم تفـض بدملكـن وفـىَ الجسم لما فاض بالسقم