
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا عَلـى الـدَّهْر بعد رُؤياك عَتْبُ
مــالَهُ بَعْــد أَن رأَيتُــك ذَنْــبُ
هـذه النَّظـرةُ الـتي كنـت أَشـتا
قُ إِليهــا طـولَ الزَّمـانِ وأَصـْبُو
قـد رأَى كُـلُّ مـا يُوالي المُوالِي
أَو دَرَى كُــلُّ مَــا يُحِــبُّ المحِـبُّ
شــَمِلتْني كُــلُّ المَســَراتِ حتَّــى
كـلُّ عضـو مـن جُملـتي فيـه قَلْـبُ
أَقبـل البـدرُ طالعـاً بعد أَنْ كا
نَ لـه حيـن غَـاب فـي الشَّرق غَرْبُ
أَقبـلَ الغَوثُ أَسبلَ الغيثُ جاءَ ال
لَّيـثُ وافـى الـوَزيرُ عـاد الخِصْبُ
لا تَقُــل إِنَّ قبلَـه الخِصـبَ وَافـى
كُــلُّ خِصـْبٍ مِـن قبلِـه فَهْـو جَـدْبُ
قمـــرٌ يُجْتَلَـــى وبِــرٌّ يُــوَاَلى
وغَمَـــامٌ يَهمِـــي وبَحْــر يَعُــبُّ
وعُلاً فـــوقَ الَّســـمواتِ يَســـْتع
لِــي ونـارٌ فـوقَ الـدَّرارِي تُشـَبُّ
وصــباحٌ مــن المكــارمِ يبْــدُو
ونســــيمٌ للمــــأْثُرات يَهُـــبُّ
سـارَ مستصـحِبَ النجـومِ كذا البد
رُ إِذا ســارَ فــالنُّجومُ الصــَّحْبُ
خُــــدِمَتْ طُرْفُــــه بكنـــسٍ ورَشٍّ
رَمَثَتهـــا لَـــه رِيــاحٌ وســُحْبُ
لبــسَ الأُفْـقُ حُلَّـة السـُّحبِ للـزّيِ
نــةِ حَتَّـى لهـا علـى الأَرْض سـَحْبُ
وكــذا نَوبَـةُ البشـائِر فـي الأُف
ق ســُروراً لهــا عَــروضٌ وضــَرْب
زعْفـرانُ الخَلـوق فـي الأُفـق برقٌ
وثنايــــاهُ بِالتَّبَســـُّم شـــُهبُ
وكــأَنَّ الرُّعــودَ يُقــرأُ منهــا
للتَّهـــاني ولِلبشـــائِر كُتْـــبُ
أَخَــذَتْ مصــرُ حقَّهــا مِـن دِمَشـقٍ
بَعْـد مـا طَـالَ مِـنْ دِمَشـْقَ الغَصْبُ
ليـس مِصـْرُ مِصـْراً وقَـدْ غابَ عَنْها
لا ولا طعــمُ نيلِهـا العَـذْبِ عـذبُ
ولَعَمْـرِي مـا غَـابَ مُـذْ غـاب عَنَّا
لَــمْ يَغِــبْ مَــنْ نَـوالُه لاَ يغِـبُّ
إِنَّ مِصــْراً إِذ أَنشـأَتْه اسـْتَطالَت
وازْدَهاهــا بِــه اختيـالٌ وعُجْـب
أَنْشـَأَتْ مِنـه مـن يَطُوفُ به الوفْدُ
ويَحْــدو بِالمــدحِ فِيــه الرَّكْـبُ
أَنْشـَأَتْ منـه مـن يـدورُ عليه ال
مُلــكُ دَوْرَ الأَفْلاكِ وهْــوَ الْقُطْــبُ
أَنْشـأَتْ مِنْـه مـن يُـراعُ بهِ الدهْ
رُ وَمَــنْ يَســتجِيرُ مِنْــهُ الخَطْـبُ
وإِذا مــا أُزيــل عَنْــه حِجَــابٌ
فَعليـــه مِــنَ المهابَــةِ حُجْــبُ
مـذ رأَيْنَـا مَضـَاءَ أَقْلامِـهِ الـرُّقْ
شِ عَلِمْنَـــا أَنَّ المناصــِلَ قُــربُ
كــلُّ خَلْـقٍ فـي قَلْبِـه مـن سـُطاهُ
ونَـــدى رَاحَـــتيه حُــبٌّ ورُعْــبُ
أَيُّهــا الطــالِبون لـن تَلْحقُـوه
إِنَّ مَـــا تطلبُـــونَ لا يَســـتَتِبُّ
فـدعُوا جَهْـدَكم فمـا الَّسـعدُ جِنْسٌ
يُشــتَرى نَــوعُه ولاَ الحَــظُّ كَسـْبُ
فالمُعــادِي لــه يُهــان ويَهـوِي
وعلـــى وجْهِـــه يُكَــبُّ ويَكْبُــو
مــن يُعـادِي أَيَّـامَه ليـس يَعـدو
ه ســريعاً نفــيٌ وقَتْــلٌ وصــَلْبُ
أَيهـا الصـَّاحِبُ الَّـذي أَمرُه الجِدُّ
وأَمْـــرُ الأَنـــام لَهْــو ولِعْــبُ
عشــتُ حــتى رأَيـتُ مـا أَرتجيـه
واشـْتفي لِـي مـن البُعـادِ الْقُربُ
ورأَيـتُ الـوجْهَ الـذي مُـذْ تَجلَّـى
ســُرَّ قلــبٌ منِّــي وســُرِّيَ كــربُ
عَرَّقَتْنــي الأَيــام بَعْـدَكَ واجتـا
حَــت وللــدَّهْر فــيَّ أَكْـلٌ وشـُربُ
ونعــم كُنـتُ أَبيـضَ الحـالِ لكـن
ســوَّدتْه تِلــكَ الســنونَ الشـَّهبُ
آهِ ممـــا لاقيــتُ بعــدَكَ مِمَّــا
مِــنْ أَقــلَّ منــه يُهــدُّ الهُضـبُ
لا حـــبيبٌ لا مُســـِعدٌ لا مُـــواسٍ
لا أَنيــــسٌ لا صـــاحبٌ لا تِـــرْبُ
ولعمــرِي مـذ عُـدْتَ أَيقنـتُ أَنِّـي
ســــأَرى مــــا أَودُّه وأُحِــــبُّ
وتحقَّقْـــتُ مـــن إِيابِــك هــذا
أَنَّ صــَدْرِي رحْــبٌ وعيشــي رَطْــبُ
وسـيأَتي مـا كنـتُ أَعهـدُ مـن عي
شـي قـديماً لا بـلْ يزيـدُ ويَربُـو
وسـيعْدو لِطـائر القلـبِ مِـنْ جـو
دِك عِنـــدي عُــشٌّ وعَيْــشٌ وعُشــْبُ
أَنا أَرجو نصري على الدّهر إِذ جئ
تَ وبَيْنـــــي دَهْــــرِيَ حَــــرْبُ
بـك يعلـو الـوليُّ يُسْتَنْزَلُ النصرُ
يُنــالُ المُنــى يَهــونُ الصــَّعْب
أَوَمَـا أَنْـت خيـرُ مـن وطِـئَ التُّر
بَ ومَــنْ قُبِّلــت لــديه التُّــربُ
كُـلُّ نجـم فـي نُـور نَجمِـك يَخْفَـى
كـلُّ نـارٍ فـي ضـوءِ نَـارِكَ تَحْبُـو
هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي أبو القاسم القاضي السعيد.شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيهله (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.وترجم له الصفدي في الوافي قال:قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":تــأَمَّلتُ تَصــنيفَ هــذا السـعيد وإنـــــي لأمثـــــالِهِ ناقــــدُفكــم ضــَمَّ بيــتَ نُهـىً سـائراً وصــــِيدَ بـــه مَثَـــلٌ شـــارِدُوفــي عَجَــب البحـر قـولٌ يطـول وأعجبَـــــه ضــــفدعٌ صــــائدُوفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:قالوا السعيد تعاطى بَغلَه نَزِقاً فــزلّ عنــه وأهـلٌ ذاك لِلزلَـلفقُــل لـه لا أقـالَ اللـهُ عَـثرَتهُ ولا سـَقَته بَنـانُ العـارضِ الهَطِـلأَبغَضـت بـالطَّبع أُمَّ المؤمنين ولم تُجِيـب أباهـا فهـذي وقعةُ الجملوهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمدسناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:فلا يعجــبِ الصــبحُ مــن نــوره فـــوجهُ الرشــيدِ أبــى أنْــورُواخبـــارُ ســؤدده مــن ســناه أبهـــى ومـــن حســـنه أبهــرهــو الســيد المشـتري للثنـاءِ وقــد عجــز القـومُ أن يشـترواوراحتــــهُ قبلــــةُ الآمليـــنَ علـــى أنهـــا ديمـــةٌ تمطــرفللجــــود باطنهــــا مَشـــْرَعٌ وَلِلَّثْــــمِ ظاهرهــــا مَشــــْعَرُفــإن شــئتَ قــل إِنــه جنـةُ النعيــــمِ وراحتُــــهُ الكـــوثرتُقَصـــِّرُ إِنْ ســابقَتْهُ الريــاحُ وتوجـــدُ فـــي إِثـــره تَعْثُــرومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراريوفيه قوله:لا شــــمسَ إلا مــــن مــــدامْ ذاتِ وقـــــــــــــــــــــودِتجلــــــو بتمزيـــــقِ الظلامْ وجــــــــــهَ الرشـــــــــيدنفــــسُ العلا معنـــى الأنـــامْ ســـــــــــرُّ الوجــــــــــودوهــــو إِذا عُــــدَّ الأنــــام بيــــــــــتُ القصـــــــــيدِثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:يـا مَـا عَـرَا قلـبي ومـا دهـاهْ مضـــــــــــى نُهَـــــــــــاهْوكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها:خـانت جفـوني لمـا لـم تفـض بدملكـن وفـىَ الجسم لما فاض بالسقم