
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علـى كـلِّ حـالٍ ليـس لي عَنْك مَذْهبُ
وَمَــا لِغَرَامِـي عِنْـد غيـركَ مَطْلـبُ
وقــدْ زَعمُـوا أَنِّـي قُتِلـتُ وأَنَّنِـي
رَضـيتُ فمـا بـالُ المليحـةِ تَغْضـَبُ
ومِســْكيةِ الأَنفــاسِ نَدِّيـةِ اللَّمـى
بها الطِّيبُ يُنْسَى لاَلَها الطِّيبُ يُنْسَب
وشــاربةٍ خمــرَ الــدلالِ فـدهرها
يغنِّـي عليهـا حلُيهـا وهـي تشـرَبُ
إِذا طلعَـتْ للبـدرِ والبـدرُ طـالعٌ
تـأَخَّرَ حـتى كـادَ فـي الشَّرقِ يَغْرُب
لهــا بَشـَرٌ مثـلُ الحريـرِ وخـدُّها
يُخِّبرُنـــا أَنَّ الحريـــرَ مُـــذَهَّبُ
أُشــيرُ إِليهـا مـن بعيـدٍ بقبلـة
فأُبصـــرُها فــيِ مــائه تَتَلَهَّــبُ
أَخــوضُ دُمـوعِي وهْـي تلعـبُ غَفْلـةً
فــإِنِّي وإِيَّاهــا نَخُــوضُ ونَلْعَــبُ
وأَشـْكُو إِلـى ليـلِ الغَدائِر غدرَها
وأُمْلـي عليـه وهْـو في الأَرْضِ يَكْتُبُ
وإِنْ شَابَ رأْسي اليومَ من مُرِّ هجْرها
فإِنسـانُ عَينـي قبـلُ بالدَّمْعِ أَشْيَبُ
وشـيبُ الفَـتى عِنـد الفتاةِ يَشينه
وما الشَّينُ إِلا الشيبُ والزينُ زينَبُ
وزينــبُ كالــدُّنيا تُحَـبُّ وتُشـْتهَى
علـى غَـدْرِها فـالغِرُّ فيهـا مُجـرِّب
خليلــيَّ مُـرَّا بِـي عليهـا ونكِّبَـا
سـِواهَا فقلْـبي عَـنْ سـِواهَا مُنَكَّـبُ
وإِيَّاكُمــا أَنْ تَقربَــا أُمَّ جُنــدبٍ
فمـا هِـي إِلاَّ فـي القمـاءَةِ جُنْـدُبُ
وإِيَّاكُمـا أَنْ تصـدِفَا بي عن العُلا
فَلِـي مَـذْهَبٌ يُفْضـِي إِليهـا ومَـذْهب
وإِنــي لطمَّــاحُ المطـامِع نحوَهـا
ومــا كُـلُّ طمـاحِ المطـامع أَشـْعَبُ
وإِيَّاكُمـا أَن تَتْركـانِي على الصَّدَى
فكَـفُّ أَبِـي بكـرٍ بمـا شـئتُ تَسـْكُب
فَلِــي ثقـةُ فـي جـودِه لا تَخُـونُني
ولــي أَمــلٌ فــي فضـلِه لا يُخَّيـب
أَمنــتُ زمــانِي وارْتَقَبْـتُ نـوالَه
وبحـرَ نـوالٍ عنـده البَحْـرُ مِـذْنَبُ
وطـرَّى جفـافَ الحـالِ منِّـي بجـوُدِه
فَهَـا أَنـا أُطْـرَي بالمديـحِ وأَطْربُ
وأَنشـُرُ شـكراً ذكـرُه ليـس يُفْتَـرى
وأَنْظِــمُ مــدْحاً دُرُّه ليــس يُثقَـبُ
هـو الملـكُ المحيي المميتُ ببأْسِه
ونــائِله أَيَّــانَ يرْضــَى ويغضــَبُ
يرجِّيـــه ملآنُ الفـــؤادِ مهابــةً
لــترجيبه فهـو المرَجَّـى المرجَّـبُ
فلا يُحجَـب الراجُـون عـن بابِ رِفْدِه
وعـن بَـابِه المِلـكُ المحجَّـبُ يُحْجَبُ
علــى بــابه الأَملاكُ تَزْحَـمُ وفـدَه
وإِن قَرُبـوا بـالإِذن فالوفـدُ أَقرَبُ
يطـأْن بسـاطاً فيـه للشـَّمسِ منـزلٌ
وإِنْ كَــان فيــه للسـحائِب مَسـْحبُ
تــدينُ لـه طوعـاً وكَرْهـاً ضـَراغمٌ
تســَّهلَ منهــا كــلُّ مــا يتصـَعَّبُ
فيقْطعُهــا ماضـِي العـزائِم قـاطعٌ
ويغلبُهــا عبــلُ الضـَّراغِمِ أَغْلَـبُ
لقـد نُسـخَتْ مـن بعـدمَا مُسـِختْ له
ملـــوكٌ بــه آســادُها تَتَثَعْلــبُ
فأَعــداؤه ثـوَوْا بـع فـي بِلادِهـم
تُقيـمُ وتَمْضـِي حيـنَ يَرْضـَى ويَغْضـَبُ
ويُســخِطُه الجــانِي فيرجـعُ خُلْقُـه
إِلـى طَبْعِه في العَفْوِ والطبعُ أَغْلَبُ
وليــس القِلاعُ الشــمُّ إِلاَّ ثِيــابُه
فمـن شـاءَ يُكسـاها ومن شاءَ يُسلبُ
نصــحتُك جنِّــب بأْسـَه فهـو مُهْلِـكٌ
وإِن شـِئْتَ يمِّـم جـودَه فهـو مَطْلَـبُ
إِذا سَلَّ سيفَ الدِّين في حوْمةِ الوَغى
فقــد ســَلَّ أَدْرَى بـالقِرَاع وأَدْرَبُ
وجـرَّدَ ماضـِي الكَـفِّ والقلـبُ ثابتٌ
فمــا قلبُـه يـومَ الـوغى يتَقَلَّـبُ
وسـعتَ شـعوبَ الخلـق لمـا أَتيتَهم
بجــودٍ يعــم الخلــقَ إِذ يتشـَعَّبُ
ولـم يبـقَ صـُقْعٌ لـم يَلِجْـه نَوَالهُ
بنــاءٌ مَشــيدٌ أَو خِبــاءٌ مُطَنَّــب
تَعُــدُّ مَعَــدُّ مــا تولَّيتَهــا بـه
ويُعـرِبُ شـكراً عـن أَيادِيـكَ يَعْـرُب
وَمَــا فيهمــا مُحـصٍ ولكـن مُقَصـِّرٌ
ومعــترفٌ أَن ليــسَ يُحســِنُ مُحسـِب
وإِنـيَ عبـدٌ لـم أَزَلْ فيـكَ قائمـاً
بمَــدْحِكَ أَشــْدُو أَو بحمْـدكَ أَخْطُـب
نظمـتُ مـديحي فيـك والسـِّنُّ يـافِعٌ
وهـذا مَـدِيحي فيـكَ والـرَّأْسُ أَشْيَبُ
وغنَّــى بشــِعْري فيــك كـلُّ مغـرد
ونــالَ الغِنَـى مِنْـه مُغَـنٍّ وَمُطْـربُ
وكــلُّ قصــيدٍ قلتُهـا فيـكَ إِنَّهـا
بلا مِرْيَـةٍ فـي الحسنِ والسِّيرِ كَوْكَبُ
فلا مَنْطِـــقٌ إِلاَّ لِقَـــوْلِي مَشـــْرقٌ
ولا مِســـْمَعٌ إِلاَّ لِقـــوليَ مَغْـــرب
أَعــدْتَ لأَهــلِ النِّيــل رِيَّ بِلاَدِهـم
بـأَبحُرِ نيـل عنْـدَهَا النِّيـلُ مِذْنب
هنيئا لمصـــرٍ وصـــْلُه ووصــولُه
فقـدْ كَـانَ يُـؤْذِي مصرَ مِنْه التَّجَنُّبُّ
أخــذتَ لمصــرٍ مـن دمشـقَ بحَقِّهـا
فمصـرُ بمـا أَوليْـتَ تُطـري وتَطـرب
ومَـا بَـرِح الفُسـْطاطُ مُذْ كَانَ طيِّباً
عَلــى غيـرِه لكنَّـه اليـوم أَطْيَـبُ
فلا موضـعٌ قـد كـانَ بـالأَمسِ مُجْدباً
بنأْيِـك إِلاَّ وهْـو فـي اليـومِ مُخْصب
تَغَـــايَرت الآفَــاقُ فيــكَ محبَّــةً
ومــنْ ذا الـذِي يحبـو ولا يتحبَّـب
هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي أبو القاسم القاضي السعيد.شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيهله (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.وترجم له الصفدي في الوافي قال:قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":تــأَمَّلتُ تَصــنيفَ هــذا السـعيد وإنـــــي لأمثـــــالِهِ ناقــــدُفكــم ضــَمَّ بيــتَ نُهـىً سـائراً وصــــِيدَ بـــه مَثَـــلٌ شـــارِدُوفــي عَجَــب البحـر قـولٌ يطـول وأعجبَـــــه ضــــفدعٌ صــــائدُوفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:قالوا السعيد تعاطى بَغلَه نَزِقاً فــزلّ عنــه وأهـلٌ ذاك لِلزلَـلفقُــل لـه لا أقـالَ اللـهُ عَـثرَتهُ ولا سـَقَته بَنـانُ العـارضِ الهَطِـلأَبغَضـت بـالطَّبع أُمَّ المؤمنين ولم تُجِيـب أباهـا فهـذي وقعةُ الجملوهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمدسناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:فلا يعجــبِ الصــبحُ مــن نــوره فـــوجهُ الرشــيدِ أبــى أنْــورُواخبـــارُ ســؤدده مــن ســناه أبهـــى ومـــن حســـنه أبهــرهــو الســيد المشـتري للثنـاءِ وقــد عجــز القـومُ أن يشـترواوراحتــــهُ قبلــــةُ الآمليـــنَ علـــى أنهـــا ديمـــةٌ تمطــرفللجــــود باطنهــــا مَشـــْرَعٌ وَلِلَّثْــــمِ ظاهرهــــا مَشــــْعَرُفــإن شــئتَ قــل إِنــه جنـةُ النعيــــمِ وراحتُــــهُ الكـــوثرتُقَصـــِّرُ إِنْ ســابقَتْهُ الريــاحُ وتوجـــدُ فـــي إِثـــره تَعْثُــرومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراريوفيه قوله:لا شــــمسَ إلا مــــن مــــدامْ ذاتِ وقـــــــــــــــــــــودِتجلــــــو بتمزيـــــقِ الظلامْ وجــــــــــهَ الرشـــــــــيدنفــــسُ العلا معنـــى الأنـــامْ ســـــــــــرُّ الوجــــــــــودوهــــو إِذا عُــــدَّ الأنــــام بيــــــــــتُ القصـــــــــيدِثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:يـا مَـا عَـرَا قلـبي ومـا دهـاهْ مضـــــــــــى نُهَـــــــــــاهْوكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها:خـانت جفـوني لمـا لـم تفـض بدملكـن وفـىَ الجسم لما فاض بالسقم