
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا قلـبُ ويْحـك إِنَّ ظبيـكَ قـد سنَح
فتنــحَّ جُهــدك عــن مَراتِعـه تَنَـحْ
فــأَرَدْتُ أًعْقِلَــه ففـرَّ مـن الحَشـَا
طربــاً وأَحبسـُه فطـار مـن الفَـرحْ
وأَتَــى فظَــل صـريعَ هَـذاك اللَّمـى
عَطَشـاً وعـاد قتيـلَ هاتيـك المُلَـحْ
جَنـــح الغـــزالُ إِلــى جَــوانِحي
فَغــدوتُ أَجْنَـحُ مِنـه لمَّـا أَنْ جَنَـحْ
ومــن العَجــائبِ أَنــه لمَّـا رَمـى
بســهامِه قتـلَ الفُـؤادَ ومَـا جَـرَحْ
ولَمــىً صــقيل فــي مَراشـِف شـادنٍ
لــو شــئتُ أَمسـحُه بلثمـي لانْمَسـَحْ
كاللَّيْـــلِ إِلاَّ أَنَّـــه لمــا دَجــا
كالمســـكِ إِلاَّ أَنَّـــه لمّــا نَفَــح
قبَّلتُـــه وقَبِلْــتُ أَمــرَ صــبَابَتِي
ونصـحتُ نفسـي فـي قطيعـةِ مـن نَصَح
ورشــَفْتُ ريقَتَــه علـى رَغْـم الطِّلا
مـن كـأْسِ مَرْشـَفه علـى غيْـظ القَدَحْ
ورقيقــةِ الخَصــرين كــلُّ منهمــا
بســَقامِه لا بِالوِشــَاحِ قَــد اتَّشـَح
مـن لحظِهـا السِّحرُ الحلالُ قد اسْتَحى
وبخـدِّها الـوردُ الجنـيُّ قـد انْفَتَح
عضـــَّتْ أَنامِلَهـــا علــيَّ تَــدلُّلاً
فـأَرَتْ رضـيعَ الطَّلـعِ مَعْ طَفْلِ البلَح
ثغــرُ يُريــك الأَقحــوانَ بـه شـفى
وقـتَ الظهيـرةِ أَو يُريـك بـه قَلَـح
لِــي سـُبْحَةٌ مـن جَـوهَر فـي ثَغْرهـا
فَفَضــَلتُ سـائرَ مـن يُسـَبِّح بالسـُّبَح
لِــمَ لا تُصــالحِ قُبْلَـتي يـا خـدَّها
والمـاءُ فيـكَ مع اللَّهيبِ قَد اصْطَلح
كــم يَعــذِلون ولسـتُ أَسـمعُ منهـمُ
فأَنـا وهـم مثـلُ الأَصـَمِّ مـع الأَبَـحْ
ليـسَ العـذولُ عليـكَ إِنسـاناً هَـذَى
إِنَّ العــذولُ عليـكَ كلـبٌ قـد نَبَـح
ولقــد ســأَلتُ القلـبَ بعـدَ تَصـَبُّرٍ
يَســخُو علــيَّ بـه فشـحَّ ومـا رَشـح
لــم يُعْــدِه بالبُخْـل مـن أَخْلاقِهـا
فَلَطالَمــا سـَمَحت وقَلْـبي مَـا سـَمَح
بَعُــدت علــيَّ فضـَاق صـَدْري بَعْـدها
وذكَــرْتُ عَــوْد أَبـي عَلِـيٍّ فانْشـَرح
عـادت إِلى الخلقِ الحياةُ مع الحيا
وإِلـى قلـوبِهُم السـُّكونُ مـع المَرحْ
إِنَّ الرحيــمَ بعبــدهِ رَحِـم الـوَرى
فأَتَي كَما اقْتَرحوا وجَاءَ كَما اقْتَرَح
وافـى يُشـيِّد مـا عَفـا وغَـدا ينبِّه
مـا غَفَـا وأَقَـام يأْسـُو مـا انْجَرح
صــحَّتْ بــه الأَيــامُ وهْــي عَليلَـةٌ
حـتى النَّسـيمُ فلـو سـأَلتَ لقيلَ صَح
والبــدرُ لــو داواه قـربُ رِكـابه
لَشـفاهُ مـن كَلَـفٍ يَشـينُ وَمِـنْ وَضـَح
جـاءَ الرَّبيـعُ مـع الشـِّتاءِ فلا تَسَلْ
عَنْــه ولا عــن عيشـِه كَيْـفَ افْتَضـَح
مـا زال يَفْضـَحُه فَكـمْ قـال الـوَرى
مَنـعَ الغمـامُ فقلـتُ والقاضـي مَنَح
زَهَــت الــوَزَارَةُ باســْمه وتَوشـَّحت
مِنْــه بمَـنْ لبـس الفضـائِلَ واتَّشـح
جَــاءَتْه خاطبــةً فكــان المُصـْطفى
وســعى سـِواهُ لَهـا وَكـان المُطَّـرَح
وتَطــارحَتْ شـغفاً ولـم يَلْمَـح لهـا
وجهــاً فكيــف تَظُنُّهــا لمَّـا لَمـح
صـــَلُحت لمولانـــا الأَجـــلِّ وَزارةٌ
هــو عنـدها ِلأَجـلَّ منهـا قَـد صـَلَح
وتحيَّـــرت مُـــدّاحُه فـــي وصــْفِه
فكــأَنَّ مــادِحَه المجـوِّدَ مَـا مَـدَح
ولأنَّهــم قَــدْ أَذْنَبُــوا إِذ قصـَّروا
أَضـْحى إِذا قَبِـل المـدَائِح قـد صَفَح
صــفحاً فقــد قصــّرتُ إِنِّــي مِنْهُـم
مِنْ ذا يُطاول ذَا النَّوالَ بِذي المِدَح
فلِئن ســكتُّ فـوجْهُ عـذريَ قـد بَـدا
ولِئن نطقْـتُ فـوجْهُ عُـذرِيَ قـد وضـَح
أَنْطَقْتَنِــي بــالجودِ بـل أَفْحمْتنـي
فـأَرى مَقَـالَي قـد أَطـال وقَـد جَمح
أَنـت الَّـذِي سـَفَلَ الأَنَـامُ وقـد عَلا
أَنـت الَّـذِي نَقـص الأَنـامُ وقـد رَجَح
أَنـت الَّـذِي لـم يَقْـدَحُوا فـي جُوده
أَنَّــى وَجــودُ يَـديْك أَوْرَى إِذْ قَـدح
طــوَّقْتَهم مثــلَ الحمَــام بــأَنْعُمٍ
فهــمُ بمــدحِكَ كالحَمـامِ إِذَا صـَدَح
فســوى مَــديحِك مِنهـمُ لَـمْ يُسـتَمَع
وســوى نوالِــك فيهـمُ لَـمْ يُسـتَمَحْ
أَنـت الَّـذِي مَلـكَ المكـارِمَ واحْتَوى
وأَنـا الَّذي اغْتَبق المكارِهَ واصْطَبح
أَشـْكُو الخمـولَ ولسـتُ أَشـْكُرُ مِنحـةً
إِلاَّ النباهــةَ فهْــي سـَيِّدةُ المِنَـح
وَأَرى التَّجلُّـــد للعـــدوِّ إِذا عَلا
دُنــي وأبْســِم للزَّمَـان وَقَـدْ كَلَـح
وأُضــاحِكُ المكـروهَ حيـن يَجـدُّ بـي
فكــأَنَّه محبــوبُ قَلــبي إِذْ مَــزَح
وإِذَا ضـحِكْتُ فلـو بَـدا لـكَ بَـاطِني
ويُعيـذُكَ الرحمـنُ كُنـتَ تـرى التَّرح
كَـمْ حاجـةٍ نفسـي إِليهـا قـد سـَمت
وعظيمــةٍ طَرْفِــي إِليهـا قـد طَمَـح
واللــهُ قَــدْ فَتَــح المُـرادُ لأَنَّـه
بقــدومِ مَوْكِبـك المُظَفَّـرِ قـد فَتَـح
أَدْنيـتُ مـن قلـبي المُنـىَ لَمَّا دَنَا
وكَــذا نزحــتُ مـدامِعي لمَّـا نَـزَح
ولقـد قَـدمتَ فسـوفَ أَغفِـرُ مَـا جَنى
دَهْـرِي علـيَّ وسـَوْفَ آسـُو مـا اجْتَرَح
فتَهــنَّ صـوماً بَعـد عيـدٍ قـد أَتَـى
فـالعِزُّ يـأْتِي فـي زَمَانِـك والمُلَـح
ونظمتُهــا والــوزنُ منهــا فـاتِرٌ
فـأَتَتْ كـأَنَّ الجمـرَ منهـا قَـدْ لَفَح
ضـــَاقَتْ قَوافِيهــا وصــدْرِي ضــَيِّقٌ
فَلَـو أنَّهـا انْفَسـَحت كَجـودِك لانْفَسح
أَضــْحَتْ علـى مِهيـارَ قبلـي ناشـِزاً
إِنْ قَــال عـن محبـوبِه فيهـا شـَطَحْ
وتَتَـــابَعتَ فَتَحاتُهـــا فَتَنَزَّهـــت
عـن قـول عبـدِ اللـه حتَّـى نَصـْطَلح
هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي أبو القاسم القاضي السعيد.شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيهله (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.وترجم له الصفدي في الوافي قال:قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":تــأَمَّلتُ تَصــنيفَ هــذا السـعيد وإنـــــي لأمثـــــالِهِ ناقــــدُفكــم ضــَمَّ بيــتَ نُهـىً سـائراً وصــــِيدَ بـــه مَثَـــلٌ شـــارِدُوفــي عَجَــب البحـر قـولٌ يطـول وأعجبَـــــه ضــــفدعٌ صــــائدُوفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:قالوا السعيد تعاطى بَغلَه نَزِقاً فــزلّ عنــه وأهـلٌ ذاك لِلزلَـلفقُــل لـه لا أقـالَ اللـهُ عَـثرَتهُ ولا سـَقَته بَنـانُ العـارضِ الهَطِـلأَبغَضـت بـالطَّبع أُمَّ المؤمنين ولم تُجِيـب أباهـا فهـذي وقعةُ الجملوهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمدسناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:فلا يعجــبِ الصــبحُ مــن نــوره فـــوجهُ الرشــيدِ أبــى أنْــورُواخبـــارُ ســؤدده مــن ســناه أبهـــى ومـــن حســـنه أبهــرهــو الســيد المشـتري للثنـاءِ وقــد عجــز القـومُ أن يشـترواوراحتــــهُ قبلــــةُ الآمليـــنَ علـــى أنهـــا ديمـــةٌ تمطــرفللجــــود باطنهــــا مَشـــْرَعٌ وَلِلَّثْــــمِ ظاهرهــــا مَشــــْعَرُفــإن شــئتَ قــل إِنــه جنـةُ النعيــــمِ وراحتُــــهُ الكـــوثرتُقَصـــِّرُ إِنْ ســابقَتْهُ الريــاحُ وتوجـــدُ فـــي إِثـــره تَعْثُــرومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراريوفيه قوله:لا شــــمسَ إلا مــــن مــــدامْ ذاتِ وقـــــــــــــــــــــودِتجلــــــو بتمزيـــــقِ الظلامْ وجــــــــــهَ الرشـــــــــيدنفــــسُ العلا معنـــى الأنـــامْ ســـــــــــرُّ الوجــــــــــودوهــــو إِذا عُــــدَّ الأنــــام بيــــــــــتُ القصـــــــــيدِثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:يـا مَـا عَـرَا قلـبي ومـا دهـاهْ مضـــــــــــى نُهَـــــــــــاهْوكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها:خـانت جفـوني لمـا لـم تفـض بدملكـن وفـىَ الجسم لما فاض بالسقم