
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَــــرَّت كبارِقَـــةِ الســـَّحابِ
ثُـــمَّ انْطَــوَتْ طَــيَّ الكِتَــابِ
أَيَّــــامُ وصــــْلٍ كالشــــَّبا
بِ مَضـــَتْ بأَيَّـــامِ الشـــَّبَابِ
أَغْفَلْــــتُ وَجْــــهَ شـــَبيبَتي
حتَّــــى تَنَقَّــــبَ بِالنِّقَـــابِ
وذَهَلْـــت عــن شــَمْس الصــبا
حتَّــــى تَـــوارَتْ بِالحِجَـــابِ
أَيــــامَ أَغْنــــانِي صــــِبا
يَ عَـــن التَّعَـــرُّضِ للتَّصــَابِي
للـــــه أَيـــــامٌ مضـــــَتْ
بيـــنَ الحبـــائِبِ والحَبَــابِ
ومَليحــــــةٍ كالبـــــدْر دَمْ
عــي بَعْــدها مثــلُ الســَّحابِ
أَدْعـــــو الوِصــــَال فلا أَرَى
غيــرَ الجــوى بِـي مـن جَـوابِ
مـــا كُنْـــتُ أَحْســِب عِنْــدها
أَنِّــي أُنَــاقَشُ فِــي الحِســابِ
يــــا عــــاذلين كَشــــَفْتُم
غَيِّــــي وأَخْفَيْتُـــم صـــَوابِي
زدتُــــم غَرامــــي لا نَقَـــص
حيـــن زدتـــم فــي عتــابي
هــي قــد كفتكــم مــا أراد
تُـــم بالصـــُّدودِ والاجْتِنَــابِ
دعْهـــا كمـــا شــاءَت تُمــا
طِـــل بالرِّضــَا أَو بالرُّضــَاب
فَلَمَـــدْح مَـــوْلى الخلــقِ أَحْ
لَــى مِــنْ ثَنَايَاهــا العِـذابِ
مَلِــــكٌ لــــه الأَمْلاكُ تــــد
خُــل ســُجَّداً مِــنْ كُــلِّ بَــاب
تــــأْتيه خاشـــعةَ الوُجـــو
ه لَـــديهِ خاضـــِعَةَ الرِّقَــابِ
مَلــــكُ الأَنَــــامِ ولا أُحـــا
شـــِي والمُلـــوكِ ولا أُحَــابي
إِنْ أَظْلَـــمَ الخَطْـــبُ المُلِــمُّ
فرأْيُــــه مثــــلُ الشـــِّهابِ
أَوْ خَاطَبتْـــــك النَّائِبـــــا
تُ فعِنـــده فصـــْلُ الخِطـــابِ
يشــــفِي الصـــُّدورَ بِفعلِـــه
يـــومَ النَّــوالِ أَوِ الضــِّرَابِ
فَلِقَــــاؤه يــــومَ الـــوعي
د وَجُـــــودُه قبـــــلَ الطِّلابِ
مـــن بَأْســـِه غــابَ الغَضــَنْ
فــر خَائِفــاً فــي كُــلِّ غَـابِ
ولِبَطْشــــه خبَّــــا المهـــنَّ
دُ شـــَفْرَتَيهِ فـــي القِـــرَاب
يأَيُّهــــا الملِــــكُ الَّـــذي
يُعطِـــي الكـــثيرَ بلا حِســاب
أُنْهــــي إِليــــكَ وأَشـــْتكِي
فَقْـــرِي وضـــُرِّي واكْتِئابـــي
ولقـــد عَجَـــزْتُ لفــرط فَــقْ
رِي عـــن طَعــامِي أَو شــَرَابِي
ولقـــد كُســـيتُ مــن النُّــح
ولِ كمَــا عَرِيــتُ مـن الثِّيـابِ
فــــاغْنَم ثَـــوابِي لا شـــغِل
تَ ولا فَرَغْـــتَ مـــن الثَّــوابِ
آذَنَتْنَـا يـومَ اللـوى بـالحَرْب
أَسـْهُمُ التُّـركِ فـي عُيونِ العُرْبِ
ورمَـتْ كُـلَّ مـن رَآهـا سـِوى قل
بِـي فـإِنِّي أَرْمِـي إِليهَـا قَلْبِي
وغَـدت سـالباتٍ عقلـي ولـم تَقْ
تُـلْ وقَتْلـي أَسـَرُّ لـي مِنْ سلبي
وَوَراءَ الســــُّجوفِ محتجبـــاتٌ
تَهْتَـــزُّ أَنوارُهـــا بــالْحُجْبِ
لُثِّمــتْ فــوق نَقْبِهــا فَهنِيئاً
ولا غَــرْوَ فالهَنـا فـي النَّقْـبِ
وتبــدَّت مليحــةً قــد تبــدَّت
تسـْكُنُ الشـِّعب مـع ظِباءِ الشِّعب
لـو نـأَتْ عـن فَلاتِهـا لأَحسَّ السِّ
رْبُ إِذ فــارقَتْه نَقْــصَ السـِّرب
ترتعـي بالصـُّدودِ أَخضـرَ عَيْشـِي
أَتُراهــا ظَنَّتْــه بَعْـضَ العُشـْب
فغـدا كُلُّ قاصِر الطَّرفِ في المُدْ
نِ بـل القَصـْرِ كاعِبـاً فـي كَعْبِ
أَلِفَـتْ نَوْمَهـا علـى الكُثْب حتَّى
حَمَلـت فـي الإِزَارِ بَعْـضَ الكُثْـبِ
يَفْضـَحُ المسـكَ مـا يُرى بِيدَيْها
مِــنْ بَقايـا طِلاءِ بَعْـضِ الجُـرْب
وهي ممَّن تُبدِي الصُّدود لِبنْت ال
كَــرْمِ وصــْلاً لــدَرِّ أُمِّ السـَّقْب
لا تُحِـبُّ المُـدامَ في الكأْس لكن
لبَـنَ البَخـتِ فـي خَلَنـجِ القُعْبِ
وتَعُـدُّ الهبيـدَ قوتـاً ومن لِلصَّ
بِّ لــو تشــتهيه مثــلُ الضـَّبِّ
أَخصـبَ الـوجهُ بالجمالِ وخصَّ ال
خَصــْرُ فــي فَلاَتِهــا بالجَــدْب
عَـذَّبَتْني بِحُبِّهـا وهـو عَذْب الط
عـمِ وَيْلِـي مـن الأُجَـاج العَـذْبِ
رُبَّ ليـلٍ واصـلْتُها فِيـه والشُّه
بُ تَرانِـي وَاصـَلْتُ بعـضَ الشـُّهْب
والثَّنايَـا نُقْلَى وقد كادَ يُفْنَى
مـاءُ أَطرافِهـا بلَثْمـي وشـُربي
آهِ واحســـرتي لـــدهرٍ أَغــرَّ
وزمـــانٍ غـــضٍّ وعيــشٍ رطْــب
ذاك عَيْـشٌ يا قبحَ يا لؤمَ فِعْلي
حيـنَ لـم أَقْـضِ إِذْ تَقَضـَّى نَحْبي
ليـسَ إِلاَّ دَمْعِي الَّذي منْ رَأَى جف
نِــي رَآه كــأَنَّ دَمْعِــيَ هُـدْبي
أَنجـم الـدَّمع لا تغيـبُ شـروقاً
مَـع أَنِّـي رأَيْتُهـا فـي الْغَـرْب
أَنا أَبكي لِما مَضى لاَ لِما يأِْتِي
فيـا عَيْـنُ لا تَنـي فـي السـَّكب
أَمرضـَتْني خطـوبُ ذا الدهرِ لكن
عِنْـد عبـدِ الرَّحيـمِ مِنْهـا طِبِّي
الأَجَـلُّ المـوقِّي النكبـاتِ الـر
عـنَ إِذ رُعـن بالرِّيـاح النُّكْـبِ
مَـن مَـدارُ الدُّنيا عليه فَلا تَع
جَـبْ إِذا كـان ثَابِتـاً كـالقُطْب
ولـه الرِّيُّ في القلوبِ الصَّوادِي
ولـه الغُـلُّ فـي الرقاب الْغُلْبِ
كُــلُّ وجــهٍ لــه يُعَفَّــر إِمَّـا
بســـجودٍ لطاعـــةٍ أَو ســـَحْبِ
هَيبـةٌ أَرْغَبـت صـروفَ اللَّيـالِي
فَهِــي منهـا مَنصـورةٌ بـالرُّعب
ومَعــالٍ تجِــلُّ قـدراً عـن الأَو
صــافِ إِلا عـن وصـفها بالسـَّلْبِ
كــلُّ مـن ضـيَّق الزَّمـانُ عليـه
نـازِلٌ منـه فـي الفِناءِ الرَّحْب
وهْـوَ فَـكُّ الأَسير مُحْيي رَميمَ ال
مجـدِ قـوتُ الثاوين زادُ الرَّكب
غَلِطُـوا مَـا هيَ الأساريرُ في كف
يــه بــل تلـك مِسـحبٌ للسـُّحب
شـاع مثـلَ الشـُّعاع جـودُ يديه
ورَســَا حِلْمُــه كمِثْــلِ الهُضـْبِ
أَبداً قَصْدُه عَن الخلْق صَرْف الصَّر
فِ مــن بينهــم وخَطْـمُ الخَطْـبِ
ظَفِـرَ النَّـاسُ بالقشورِ من السَّعْ
دِ وحَــازَ الأَجَــلُّ جُــلَّ اللُّــبِّ
وهْـو فـي كُـلِّ روضـةٍ لِلْمعـالي
فـي اقتطـافٍ وغيـرُه فـي حَطْـبِ
أَنْحلَتْــه عبــادةٌ هــو فيهـا
مــن مَضــاءٍ ورِقَّــةٍ كالعَضــْبِ
هُـو صـبٌّ بهـا فلا غَـرْو أَن يـن
حَــل إِنَّ النُّحــولَ حَلْـيُ الصـَّبِّ
ورأَت حبَّـه الملـوكُ مـن الفـر
ضِ ولا فــرضَ مثــلُ حُـبُّ النَّـدب
وجميــعُ التِّيجـان إِن عصـبُوها
فهـو قـد صـار مثلَهـم بالعَصْب
غَنيــت بـالآراءِ مِنْـه وبالسـع
دِ عـن الطَّعْن في الوَغَى والضَّرْبِ
كُتــبٌ تَضـْرِب الرِّقَـاب ولـم أَدْ
رِ بــأَنَّ السـيوفَ بعـضُ الكُتْـب
معجـزُ القـولِ منه قد طَبَّق الآ
فــاق بالسـِّير تَـارَةً والـوَثْبِ
فهـو لـو سَار مَشْرِقاً هو والشم
سُ لــوافى مِـنْ قبلهـا لِلْغَـرْب
أَنـا أشْكو إليكَ ما لم يَدُرْ لي
فــي حِسـابٍ وأَنْـتَ مِنْـه حَسـْبي
قَـلَّ قـدرِي عـن العِتـابِ ولكـن
أَنــا أُنْهِــي تَظَلُّمـي لا عتـبي
أَنـا فيمـا يُعيـذُك اللـهُ منه
فـي هُمـومٍ عَـن سُوءِ حَالِيَ تُنْبِي
واهتضــامٍ لِجَـانِبي ولَكـمْ مُـدْ
يــة صــدٍّ يُحَــزُّ منهـا جَنْـبي
لا مُعينــي لا ناصـِري لا حَميمـي
لا حَبيــبي لا أُســرتي لا صـَحْبي
قَـدْ تبَـرَّا بعضي عن البَعضِ حتَّى
كَبِــدي قـدْ تَبَـرَّأَتْ مِـنْ قَلْـبي
وَحْــدَةٌ واســتكانةٌ وافتقــارٌ
واغتنـــامٌ وكُرْبــةٌ واكَرْبِــي
أَنـا مَيْـتٌ ما غَيَّبوني إِذ البِرُّ
بمثلــي تَغْيِيبُــه فـي التُّـرب
كـلُّ يسـْرٍ أَراه قـد صار في حقِّ
يَ عُسـراً فالسـَّهْل مثـلُ الصـَّعب
وتمـــالاَ عَلَـــيَّ كـــلُّ عــدوٍّ
لا يَنِـي فـي ثَلْمـي ولا في ثَلْبي
قصـْدُ هـذا قَتْلـي وهَـذا مُلاقـا
تـي وهـذا أسـْري وهَـذَا نَهْـبي
كـم سـفيهٍ علـيَّ أَسـرفَ فـي سبّ
ي ولـم يَلْـق ناهِيـاً عَـنْ سـَبِّي
وكـــذوبٍ علـــيَّ صــُدِّق حتَّــى
صـَارَ كالصِّدْق ما افْترى منْ كَذْبِ
وحسـودٍ كمـا يُقـال علـى الصَّلْ
ب فلا زال جِســْمُه فــي الصـَّلْبِ
ليـت شـِعْري علامَ أُحْسـَدُ يـا قو
مُ وحـــالي حقيقــةٌ بالنَّــدبِ
أَمَكَـانِي أَمْ مَنْصـِبي أَمْ غِنَى كفَّ
يْـي أَمْ قَهْـرُ حاسـِدي أَمْ غَلْـبي
إِن حَظِّـي مـا هـبّ بَعْدُ من النَّو
م ورِيحِــي مــا آذنَـتْ بـالهَبِّ
نِلْـتُ ما أَرْتجيه لو كانَ لي عن
دكَ بَخْـتٌ والبَخْـتُ لا مِـن كَسـْبي
ودهَتْنِــي أَقـاربٌ لـي مـن الأَنْ
سـاب لاَ بَـلْ عَقـارِبٌ فـي اللَّـب
غصـبوني حَقِّي من الإِرْثِ في الخد
مَــةِ إِذ دينُهـم جَـوازُ الغَصـْبِ
هــم بُــزَاةٌ كواســِرٌ آكلاتُ ال
لحـم مـا هـمُ طيـورُ لَقْط الحَبِّ
زعَمُــوا أَنَّ مـالكِي هُـو ممـدو
حِـيَ يهْـوى بُعـدي ويَشـْنأُ قُربي
صـدقوا فـي مَقالهم إِنَّ بُعدَ ال
قُـربِ مِنْـه دليـلٌ بُعـدِ القَلْـبِ
لــي حقـوقٌ أَقلُّهـا أَن أُجـازى
بسـكونِ المثْـوَى وأَمْـن السـِّرْب
أَيـن مَـدْحِي وأَيْـن حَمـدِي لا بل
أَيــن إِجْلاَلِــي ذا وهَـذَا حُبِّـي
أَيُّ ذنــبٍ أَذنَبْتُــه ونعــم أَذْ
نَبْـتُ قـد جئتُ تَائِبـاً مِنْ ذَنْبي
عَطْفَــةٌ والتفاتَـةٌ منـك تُحيـي
نـي وتَلْقَـى ثَوابَهـا مِـنْ رَبِّـي
أَنـا رَاضٍ مـن الكَرامَـةِ أَن تج
عـل ضـَرْبِي مـن غَيرِ هَذَا الضَّرْب
بــك تَغْنَـى يـدي وتَنْجَـحُ آمـا
لِـي ويُؤسـَى جُرحِـي ويَعْلُو كَعْبي
هبة الله بن جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي أبو القاسم القاضي السعيد.شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيهله (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.وترجم له الصفدي في الوافي قال:قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":تــأَمَّلتُ تَصــنيفَ هــذا السـعيد وإنـــــي لأمثـــــالِهِ ناقــــدُفكــم ضــَمَّ بيــتَ نُهـىً سـائراً وصــــِيدَ بـــه مَثَـــلٌ شـــارِدُوفــي عَجَــب البحـر قـولٌ يطـول وأعجبَـــــه ضــــفدعٌ صــــائدُوفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:قالوا السعيد تعاطى بَغلَه نَزِقاً فــزلّ عنــه وأهـلٌ ذاك لِلزلَـلفقُــل لـه لا أقـالَ اللـهُ عَـثرَتهُ ولا سـَقَته بَنـانُ العـارضِ الهَطِـلأَبغَضـت بـالطَّبع أُمَّ المؤمنين ولم تُجِيـب أباهـا فهـذي وقعةُ الجملوهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمدسناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:فلا يعجــبِ الصــبحُ مــن نــوره فـــوجهُ الرشــيدِ أبــى أنْــورُواخبـــارُ ســؤدده مــن ســناه أبهـــى ومـــن حســـنه أبهــرهــو الســيد المشـتري للثنـاءِ وقــد عجــز القـومُ أن يشـترواوراحتــــهُ قبلــــةُ الآمليـــنَ علـــى أنهـــا ديمـــةٌ تمطــرفللجــــود باطنهــــا مَشـــْرَعٌ وَلِلَّثْــــمِ ظاهرهــــا مَشــــْعَرُفــإن شــئتَ قــل إِنــه جنـةُ النعيــــمِ وراحتُــــهُ الكـــوثرتُقَصـــِّرُ إِنْ ســابقَتْهُ الريــاحُ وتوجـــدُ فـــي إِثـــره تَعْثُــرومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراريوفيه قوله:لا شــــمسَ إلا مــــن مــــدامْ ذاتِ وقـــــــــــــــــــــودِتجلــــــو بتمزيـــــقِ الظلامْ وجــــــــــهَ الرشـــــــــيدنفــــسُ العلا معنـــى الأنـــامْ ســـــــــــرُّ الوجــــــــــودوهــــو إِذا عُــــدَّ الأنــــام بيــــــــــتُ القصـــــــــيدِثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:يـا مَـا عَـرَا قلـبي ومـا دهـاهْ مضـــــــــــى نُهَـــــــــــاهْوكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها:خـانت جفـوني لمـا لـم تفـض بدملكـن وفـىَ الجسم لما فاض بالسقم