
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعْنـــي أُمَــزِّق بالأســَى أحشــائي
بــان الخليــط ولات حيــنَ عــزاءِ
شــَيَّعتُهُمْ والشــَّوْقُ تَلْفَــحُ نــارُه
كَبِــداً يُفَتِّتُهــا جــوى البُرَحــاءِ
لـم تُبْـق لـي الأشـجانُ يومَ ترحَّلُوا
فــي صــِحَّةٍ عضــواً مــن الأعضــاءِ
أبكـي لَوَ اَنَّ الصخرَ ينطقُ ما امتَرى
منـه الصـَّدَى أبكـي بُكَـا الخنسـاءِ
ومعــالمٌ لهــمُ يُطرِّزهــا الحَيــا
طرَّزْتُهـــا بالدمعـــةِ الحمـــراءِ
مـا نـاحَ فـي عَـذبِ الغصون حَمَامُها
إِلّا لِفَــــرْط صـــبابتي وجَـــوَائي
لا غـرْوَ فـي شَرْعِ الغَرام إِذا اقتدَى
لمَّـــا تملَّكَـــهُ الهــوى ببكــاءِ
وأنــا الفــداء لِشــادنٍ وَدَّعْتُــهُ
يــومَ الرحيــلِ بخِفْيَــةِ الإيمــاءِ
يُـــذْري بصـــفحةِ وجنــةٍ ذهبيَّــةٍ
عَبَراتِــــه كالفضـــةِ البيضـــاءِ
ويَعَـــضُّ بِلَّــوْرَ البنــانِ بلُؤلُــؤٍ
يَشـــْتَفُّ تحـــتَ حريـــرةٍ خضــراءِ
كــاد الغـرام لفيـض سـودِ لحـاظِهِ
بــالنَّوْحِ يُلْقِينــي إِلـى السـوداءِ
إِنِّـــي ســـأذكرُه وليلــةَ وصــْلِهِ
قبــلَ النـوى مـن جـانب الصـَّفْراءِ
فــي بقعــةٍ خضــراءَ تُشـْرِقُ بهجـةً
مـــن جــوهرِ الأنــوارِ والأنــواءِ
تنْضــاعُ رَوْضــَتُها ونفحــةُ تُرْبِهـا
عــن مســكِ داريــنٍ ونشــرِ جَـوَاءِ
فهنــاكَ مجمــعُ لــذَّتي لـم يَـدْرِهِ
فــي السـرِّ غيـرُ اللـهِ والنـدماءِ
أرتـــاحُ إِن جُـــنَّ الظلامُ بســُحْرَةٍ
مــن أنْــسِ وَصــْلِ خريــدة سـمراءِ
عُطْبُولَــةٍ لميــاءَ تُنْهِلُنــي الطِّلا
مــن ثغرهــا فــي روضــةٍ غَنَّــاءِ
تَهْتَـزُّ كالغصـنِ الرطيـبِ إِذا انْثَنَتْ
فــي وشـْيِ بُـرْدِ الصـين أو صـنعاءِ
تَـرْوي لنـا خـبرَ ابـنِ يحيـى جعفرٍ
مــا نــالَ مـن كـرمٍ ومِـنْ عليـاءِ
لاَ يْمـــترِي مــن يَحْتســِيها أَنَّــهُ
هــارونُ بالإفضــال فــي الخلفـاءِ
يســعَى بهــا قمــرٌ تقلَّــدَ نحـرُهُ
وهــو الفريــدُ كــواكبَ الجـوزاءِ
فســكرتُ مــن فيــهِ وخمـرةِ كأسـِهِ
وفتـــور لحظـــةِ مقلــةٍ حــوراءِ
ونســيتُ تــذكارَ الهمــومِ بأنْسـه
ورفضــتُ مــذهبَ شــَقْوتي وعَنــائي
فكــأنني ممَّــا شـهدتُ مـن الهَنـا
شـــاهدتُ ســـالمَ ســيِّدَ الأمــراءِ
البُوســعِيديَّ المكــرَّم ذا الحِجــا
مُحْيــي النــوالِ وقاتــلَ الأعـداءِ
المقتــدِى بعلـيِّ فـي يـومِ الـوغَى
والمهتــدِى بهُــدى أبـىِ الزهـراءِ
جَـالى العَنَا ملكَ البسيطةِ كاشفَ ال
غَمَّــــاءِ بــــالآراءِ والنعمـــاءِ
النَّاشــرَ العــدلِ القـويم بِسـيفِهِ
ومُطَهِّـــرَ الأرْجَـــا مــن الأهــواءِ
لــم تبلــغ الشــَّعْرى مَحَلّاً سـامكاً
كبلوغهـــا منــه يــدُ الشــعراءِ
لَســِنٌ إِذا أمْلَــى لمســمَع كــاتبٍ
وشـــَّى بغيـــر تكلّـــفِ الإنشــاءِ
عَلَــمٌ حليــفُ مكــارمٍ شــهدتْ لـه
بالفضــلِ أَجمــعَ أكــبرُ العلمـاءِ
أَنَــا مــن مكــارِمِه بكـلِّ قصـيدة
لا أعــتزى غيــر الوليـد الطـائي
وإِذا اعــتززتُ بــه تـدفَّقَ سـائلاً
وادي القريـضِ الرحْـبِ مـن حَوْبـائِي
آلَيْــتُ شــعرِي لــم يــزدْهُ مغبَّـةً
أبــداً ولــم يَفْتُـرْ عليـه ثنـائي
وكأنَّمــا آلــى يمينــاً لـم تَفُـتْ
ربعـــي ســواكبُ مــن نَــدَى الآلاء
يـا ابـن الكـرامِ نَدَاكَ أَخْصَبَ وَبْلُه
قبــل الَســؤال معاهــدَ الفقـراءِ
مـن ذا بـدهركَ يشـتكي الضـرَّاء مِنْ
عَـــدَمٍ وإِنَّـــكَ كاشـــفُ الضــرَّاءِ
فـاللهُ حَسـْبُكَ قـد تركتَ قرىَ العدا
مطموســــــةً بزعــــــازعِ الآراءِ
تنســاب خيلُـكَ مِـن نجيـعِ دمـائِهمْ
مَرَحَـــاً وَهُــنَّ ســفائنُ البيــداءِ
وتركــتَ مَــنْ عَنْــهُ عَفَـوْتَ كرامـةً
ذا هامـــةٍ مـــن رُعْبــهِ شــمطاءِ
يَصــْفَرُّ مــن وجــلٍ تُعــاتبُ نفسـُه
بزفيــــرِه وتَــــرَدُّدِ الصـــُّعدَاءِ
لا زلـتَ مرهـوبَ السـَطَا لم تَثْنِكَ ال
عزمــاتُ عــن ربــعٍ منيــعٍ نـائي
ما حَمْحَمَتْ في البيدِ خيلُك في الهِيا
جِ وحنَّــتِ الوجنــاءُ فـي الجرعـاءِ