
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــدري بقُرْبكــمُ مــا زال منشـرحا
ناهيــكَ دهــريَ لا هَمّــاً ولا برحــا
كــأنَّني أبــداً فــي روضــةٍ أُنُــفِ
حمامُهــا بمســَرَّاتِ الهنَــا صــَدَحا
أروحُ منتشـــقَ الريحــانِ ذا جَــذلٍ
ولســتُ أصــبحُ إِلا ألثــم الفرحــا
أختـالُ في المشْيِ بين الناسِ من طَرَبٍ
كــأنَّني شــاربٌ مــن قَرْقَــفٍ قـدحا
أفُــضُّ خَتْـم الهَنـا لا أشـتكى حزَنـاً
ولا ألاحــظُ شــيئاً شــانَ أو قَبحــا
وشــادنٍ مـن بنـى الأتـراكِ ذى حَـوَرٍ
تمــورُ أرادفُــه فــي مشـيِه مَرَحـا
رخيــمِ صــوتٍ بــأعْلَى قـوسِ حـاجبهِ
مـن العـوالي يُرينـا مُنْـذراً قُزحـا
ســألتُه قبلــةً أُطْفــى بهـا لَهَـبي
فسـَوَّفَ القلـبَ مـن مَطْـلٍ ومـا مَنَحـا
حتَّــى تـوهَّمَ وهـو الحـقُّ قـد قَنَطَـتْ
نفسـي مـن الوصل والتبريح ما بَرحا
فجــاءني عنــه مــن أترابِـه رَشـَأٌ
بالوصـلِ ينبيـكَ ذاكَ الظبي قد سَمَحا
قبّلـــتُ حينئذٍ كفَّيْـــه مــن فَــرَحٍ
وقلـتُ بشـراكِ يـا عينـي بشـمسِ ضُحَى
لـم أنـسَ إِذْ زارنـي والليـلُ معتكرٌ
يجـــرُّ أذيـــالَ لاذٍ مِســْكُه نَفَحــا
عــانقتُه والتُّقــى لا زال معترضــاً
يــردُّ طـرفَ الهـوىَ منـا إِذا جَمَحـا
فـي روضـةٍ وردُهـا الممطـوُر مبتسـمٌ
والنرجـسُ الغـضُّ منهـا بعدُ ما فتحا
لا زال يُنهلُنــي مــن خمــرِ ريقتِـهِ
راحـاً لـو استافَهُ السكرانُ منه صَحا
حــتى إِذا أعلنــتْ بالصـبح سـاجعةٌ
كأنمــا فَرْخُهــا فــي كفِّهـا ذُبِحـا
تنـوحُ والطَّـرفُ مـن هَوْلِ الفراقِ لنا
إِنسـانُه فـي بحـار الـدمعِ قد سَبَحا
فقــــامَ حينئذٍ شـــوقاً يـــودِّعُنى
والقلـبُ فيـه ضـرامُ الوجدِ قد لَفَحا
وهـزَّ عِطْفـاً كرمْـحِ النَّـدْبِ سـالمِ ذى
الهيجـا إذا مـا دمُ الأعْدَا به سُفِحا
سـليلُ سـلطانَ عـالي الشـأن ذى منَنٍ
يَـدُ الحـوادث تعْيَـا إِفسادَ ما صَلُحا
ليــثٌ يكِّشــرُ عــن نـابٍ يـذودُ بـه
كلـبَ العِدَى إِن عَوى بالبيدِ أو نَبَحا
ضـخْمُ الدسـيعةِ ذو حلْـمٍ فلـو وزَنوا
رضـوى بـه خـفَّ رضـوى وهـو قَدْ رَجَحا
قـد طبَّـقَ الأرضَ عـدلاً لـو يقيـسُ بـه
بالعدلِ كسرى فَتىً في الدين قد قَدحَا
يـبيتُ يقظـانَ يتلـو الـذكرَ مغتبقاً
ويقطــعُ الحمـدَ بالتسـبيحِ مضـطجِعا
ناهيــكَ مــن ملـكٍ فـي فعلِـه مَلَـكٌ
مــا شــامَهُ بَشـَرٌ بالـذنبِ مُجْترِحـا
عَــفُّ الإزار إِذا الجــاني بســاحتِه
أتــاه معتــذراً عــن ذنبـه صـفحا
يــا أيُّهـا الملـك الحـامى رعيَّتَـه
بـالبيض إِن قيـلَ خطـبٌ فـادح جَنحـا
تَهْنَــا بشــأوِكَ إِنَّ المجَــد واحتـه
مخضـَرَّةٌ عـن حِماهَـا الجـدبُ قد نَزَحا
فــالكونُ يشـهدُ مـن وَالاكَ فـي نِعَـمٍ
ومـن يناويـك يا ذا المجدِ ما رَبِحا