
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســلِّ الهمـومَ بتريـاقِ ابنـةِ العنـبِ
واســْتَجْلِهِا مـن أكـفِّ الخُـرَّد العـربِ
راحٌ لهـا الـروحُ تَصـْبُو حَسـْبُها شَغَفاً
لعلمِهــا أنهــا تَشــْفي مـن الوَصـَبِ
مـا لاح فـي الجنـح للسـاري لها قدحٌ
إلا اهتـدى بضـياها عـن ضـيا الشـهبِ
تُخــاَلُ فـي كُوبهـا الفضـيِّ إِن سـُكبَتْ
ياقوتــةً أُودِعَــتْ كاسـاً مـن الـذهبِ
لَــمْ يَــدْرِها فــمُ حاســيها معتَّقَـةً
فـي الطعـم أو أنهـا ضـربٌ من الضَّرَبِ
عــــروسُ دَنٍّ إِذا قَبَّلْتَهـــا طفَقَـــتْ
تَفْــترُّ عــن بَــرَدٍ رطْــبٍ وعـن حَبَـبِ
فاسـتَجْلِهِاَ قَبْـلَ وَخْطِ الشيب واثنِ عَلى
شــَرْخِ الشـبابِ بمـا رقّـاك مـن رتـبِ
ولاَ تَعـــفْ قهــوةً تــدعو لِــذائقِها
عليــك إن عِفْتَهــا بالويـل والحـرَبِ
تقــولُ تَبَّــتْ يَــدُ اللَّــوَّاحِ تاركـةً
مـا قيـل تَبَّـتْ يـدُ الغـاوي أبي لَهَبِ
وربَّ ليـــلٍ طـــوتْ عنـــا ســـُلافتُهُ
بضــوئِها ظلمــةَ الأحــزانِ والكُــرَبِ
فــي روضــةٍ تنــثرُ الأزهــارَ آونـةً
أشـــجارُها لؤلؤيــاً غيــرَ مُخْشــَلَبِ
بتنـا نمـزِّقُ ثـوب الحـزْنِ حيـنَ أتـى
ســاقي الطِّلا بِــدمٍ مــن دَنِّــهِ كَـذِبِ
فمــا تنــاولَ منَّــا كــاسَ قهــوته
إِلا وأكـــرمَ للعَــافي مــن الســحبِ
مــن كــل أشــْوَسَ عــفِّ الأُزْرِ مرتضـِعٍ
ثَـــدْيَ الفصــاحةِ والتنــبيهِ والأدبِ
أبنـاءُ صـدقٍ جَـرىَ فـي نَشـْر أوجهِهـم
مـــاءُ المـــروءةِ والإحســانِ والأدبِ
عــن فضــلِهم كـادت الأقلامُ مـن طـربٍ
تخــطُّ لا بيــد الكتَّــابِ فـي الكتـبِ
وربَّ آنســـةٍ بـــالرأْدِ لــو ســَفَرَتْ
عـن ضـوئها لأرَتْنـا الشـمس فـي حُجُـبِ
فمــا تُلاحِــظُ منهــا العيـنُ جارحـةً
إِلا وللحســنِ فيهــا غايــةُ العجــبِ
إِذا انثنــتْ أوْرَنَـتْ أحـداقُها طَفِقَـتْ
بـالتيهِ تُـزْري علـى القضْبانِ والقُضُبِ
تفــترُّ إِنْ ضــحكتَ عــن لؤلــؤ خَضـِلٍ
فيــهِ ترقــرقَ مـاءُ الظَّلْـمِ والشـَنَبِ
لــم أنــسَ زَوْرَتَهـا والليـلُ مَفْرِقُـهُ
داجٍ كمفرقهــا الغربيــبِ لــم يَشـِبِ
تـديرُ مـن طرفِهـا سـحراً ومـن فَمهـا
خَمْـراً وتلقـى النُّهـى في قبضةِ الطَّرَبِ
فبـــتُّ لا أشــتكي بؤســاً ولا نَصــَباً
وَقْفـاً علـى اللهـوِ بين الجدِّ واللعِبِ
ومـا افترقنـا ونـايُ الشـوقِ يُطربُنا
فعلاً تميــلُ معــانِيهِ إِلــى الرِّيَــبِ
كلّا ونعمـــةِ مـــن رَجَّـــت مهــابتُهُ
نُهــى الأعــاجمِ والســودانِ والعـربِ
أبـي محمـدِ عـالي الشانِ سالم ذي ال
مجــدِ المؤثَّـل نجـلِ السـادةِ النجـبِ
دعامــةُ الأزْدِ طُــرّاً قطـبُ قُبَّتهـا ال
خضــراءِ جــالٍ بأضـواء دُجـى النُّـوَبِ
ملـــكٌ تســـحُّ لعـــافِيهِ أنـــاملُهُ
تِبْــراً وتَلْفَـحُ وجْـهَ الخَصـْمِ بـاللَّهَبِ
إِذا رأتْــه العــدى فـرّوا بجحفلِهـم
قالوا السلامة عن ذا الِقْرمِ في الهَرَبِ
فلــم يُبَـلْ أطلـسٌ بالضـأنِ إِن كثُـرتْ
ولا بهــولِ اللَّظَــى جــمٍّ مـن الحطـبِ
فكـــم رؤوسٍ تهــاوَتْ مــن قواضــِبِه
دمــاً يُفَجَّــرُ مــن خيشـومِها التَّـرِبِ
لا غــروَ أن خَــرَّتِ الأعــداء ســاجدةً
علـى الجبـاه لـه تسـعى علـى الرُّكبِ
فمـــا معـــاقلُهُمْ عنـــه بمانعــةٍ
ولا جحـــافلُهم تُغْنــي عــن الشــَّجَبِ
فلا شــكتْ لَثَــةٌ مــن جــودهِ عطَشــاً
للمعتفِيـــنَ ولا بطــنٌ مــن الســغَبِ
مــن ذا يطــاولُه فخـراً ومـا برحـتْ
نجــومُ غــايتهِ تعلُــو علـى القُطُـب
ولــم يــزلْ رغبــاً يـدْعُوهُ ذو مِقَـةٍ
وغيــرُ ذي مقَــةٍ يــدعوُهُ مــن رَهَـبِ
يـا ابـنَ الأماجـدِ لا زالَ الزمانُ بكمْ
جــذلانَ يرفــلُ فــي أثـوابِه القُشـُبِ
فمــا تبلَّــج صــبحٌ مــن شــمائِلِكُمْ
إِلا وقلْـــتُ لـــه أهلاً فَــداكَ أبــي
ولا أتـــتْ ليلــةٌ بالســعدِ مُقْبِلَــةٌ
إلا وَفَـــدَّيْتُها بـــالروح والنَشـــَبِ
لقــد تركــتَ لســانَ الـدهرِ مُفْصـِحَةً
تُثْنـي عليـكَ مـع التأييـدِ في الخُطَبِ