
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَرَح الألفـاظَ فـي روض الفِكَرْ
بيـن مـن لقَّبْتُـه بـدرَ البَشَرْ
وهلالُ الأفـــق أمَّـــا شمســهُ
أى بــدرٍ راقَ حســناً للنظـرْ
إِننــى قلـت لـكَ اللـهُ ومـا
كـذبَ القلـبُ ومـا زاغَ البصرْ
أيهـا البـدر تَـوارىَ إِنَّ لـى
إِن تـواريتَ عـن الطـرفِ قَمَـرْ
إِن تَثَنَّــى بابتســامٍ خلتَــهُ
غصـنَ بـان رُصـّعتْ فيـه الدررْ
تخــدِرُ الألبـابُ مـن أَلحـاظه
نظـرةَ السحرِ وهل يُغْنِي الحذَرْ
كوكــبيُّ الطـرفِ بـرَّاقُ الطُّلاَ
قمــريُّ الـوجهِ ليلـيُّ الشـعَرْ
يُجْتَنَــى اللؤلـؤ منـه ويُـرى
إِن جلا الألفـاظَ فُـوهُ أو كَشـَرْ
خِلْــتُ لمـا مـرَّ بـي مبتسـماً
قمــراً عـن صـَدفِ الـدّر قَشـَرْ
وانثنَــى قلــبيَ مـن خطرتِـهِ
حـائراً يخفـقُ مـن هَوْلِ الخطَرْ
رشـــأٌ إِمَّــا تعــاطى قــدُّه
حيــنَ يْرمــي سـهمه إِلا عَقَـرْ
لســتُ أنســى ليلــةً قصـَّرَها
بمعــاذ وصــله رَوْق الســمَرْ
بـاتَ يجلُـو الـراحَ من مبسَمِهِ
حيـنَ مـا رنَّحـهُ ريـحُ السـحَرْ
وأريــجُ المسـكِ مـن أردانِـه
إذ طوْينا بيننا العتبَ انتشرْ
فاســتهلَّ الـروضُ منـا فَرحـاً
مثلمــا صــافحَه كـفُّ المطـرْ
يتـــوارى رشـــأٌ لمَّــا رأى
مقلـةَ النرجـسِ تُـوحي بالحَورْ
عجبــاً للـوردِ مـن أفواهِنـا
كلَّمـا بـادره اللثـمَ افتخـرْ
والبهــارُ الغـضُّ لمـا بزغـتْ
حـولَهُ شـمسُ الحُمَيَّـا مـن بَهَرْ
والأقـاحُ افـترَّ عُجْبـاً ضـاحكاً
يَـدَّعي فضـلاً علـى بعـضِ الشجَرْ
وانثنـى السوسـَنُ تيهـاً غصنُهُ
بيننـا إِذ عَلَـمُ الوصـل نُشـِرْ
والشــقيقُ النعَمـانيُّ اعْتَـزى
شــرفاً عـن فخـرِه لمَّـا سـَفَرْ
وحكَــى الرمَّــانُ فـي رَوْقَتـهِ
بهجــة رمَّــان حبِّـي إِذ خطَـرْ
حَبَّــذاكَ الـروضُ يُزْهَـى خضـرة
كلَّمــا بُلْبُلُـهُ الشـادي صـَفَرْ
بتُّــهُ أرتشــفُ الصـهباء مِـنْ
كــفِّ ظــبيٍ أحــوريٍّ ذِي خَفَـرْ
وتباثَثْنـــاَ عتابــاً خِلْتُــه
عِقـدَ درٍّ بيننـا حيـنَ انتـثرْ
وعففْنــا عــن هَــوىً لــذَّتُهُ
تـوجبُ الحـدَّ علينـا في الأثرْ
بـأبي لـم أنْسـَها إِذ لم أزل
بعـدَها أنـدبُ مـا عشتُ الدَّهَرْ
وأمـا لـولا فـتى سـلطانَ مـا
كــان إِسـمى بعـدها إِلا خـبرْ
ملـكٌ يُـأوي ويُصـْلي مَـن يشـا
جنــةَ الأمــنِ وبـالخوفِ سـَقَرْ
قـد بَـرى حجَّتَـه مـولَى الورَى
فاغَتَـدتْ تجـرى بـأفلاكِ القَدَرْ
لـم يقـلْ لا غيـر فـي توحيدِهِ
ربَّـه أو عنـدَ ترتيـلِ السـُوَرْ
إِنمــا ســيرتهُ الغَـرَّا تـرى
سـيرةَ الصـدِّيق عـدْلاً أو عُمَـرْ
حسـبُ مـن عـاداه بَغْيـاً أَنَّـهُ
جحــدَ النعمــةَ ظلمـاً وكفـرْ
وأبــى ممَّــنْ تــولَّى سـالماً
سـالمَ الإيمـان من لُبْسِ الكدَرْ
جعــل اللــه ربيعــاً دهـرَهُ
مـا ربيـعُ فضـلِهِ بالـدهرِ مَرّْ