
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـــــنْ لِخَطْبِـــــي مَــــنْ لِغَمِّــــي
مَـــــنْ لِكَرْبِـــــي مَــــنْ لِهَمِّــــي
مَنَـــــــعَ الأعـــــــداءُ حَقّــــــي
مَنْـــــــعَ عُـــــــدوانٍ وظُلْــــــمِ
وأتَــــــوْا مِــــــنْ ذاك نُكْـــــراً
لَـــــــمْ أُخَيِّلْـــــــهُ بِـــــــوَهْمِ
مُـــــذْ مضـــــى عـــــامٌ ونِصــــفٌ
لَـــــمْ أصـــــِلْ منــــه لِقَســــْمِي
وأنـــــا فـــــي كُـــــلِّ يـــــومٍ
رَبُّ إنفـــــــــــاقٍ وغُــــــــــرْمِ
رُبَّ بيـــــــــــتٍ أكْتَريــــــــــهِ
لِعيـــــــالي مَـــــــعَ كَـــــــرْمِ
ودَقيـــــــــــقٍ أشـــــــــــتريهِ
مَــــــعَ مِلْـــــحٍ ثـــــمّ لَحْـــــمِ
ثــــــــمّ زيـــــــتٍ لوَقُـــــــودٍ
مَــــــعَ حَطْـــــبٍ ثـــــمّ فّحْـــــمِ
ثــــــمّ غّســـــْلٍ مَـــــعَ ســـــَمْنٍ
ثُــــــمَّ خَلْـــــعٍ مـــــع شـــــَحْمِ
ثـــــــمّ أبـــــــزازٍ لإصـــــــْلا
حِ مَطــــــــــــــــــــاعِيمي وأُدْمِ
ثــــــمّ تَمْـــــرٍ مَـــــعَ تِيـــــنٍ
وزبيـــــــــــبٍ دون عَجْــــــــــمِ
ثــــــــمّ فخّـــــــارٍ لِطَبـــــــخٍ
ثــــــمّ شـــــُربٍ ثـــــم طَعْـــــمِ
ثـــــــمّ صـــــــابونِ لِغَســـــــْلٍ
ثــــــــمّ أزهـــــــارٍ لِشـــــــَمِّ
دعْ غطــــــــــائِي ووطـــــــــائي
وثيـــــــــــابي دون ضــــــــــَمِّ
وســــــــوى ذلـــــــك ممّـــــــا
نـــــــوْعَه لَســـــــتُ أُســـــــمّي
وردَ النـــــــصُّ بـــــــه فــــــي
غيـــــرِ مـــــا ديــــوان علــــمِ
مَـــــنْ أتـــــاهُ لـــــم يَصــــفْهُ
أحَــــــــدٌ قــــــــطُّ بِظُلْـــــــمِ
لَـــــمْ أُحّـــــلْ منـــــه شــــيئاً
لاِفْتقـــــــاري مَــــــعَ عُــــــدْمِي
هَجَـــــــرَ الــــــدرهمُ جَيْــــــبي
فجفــــــا المــــــأكول كُمِّــــــي
درهمِـــــــي أكثَــــــرُ رِفقــــــاً
مِــــنْ أبــــي بــــي مَـــعَ أُمّـــي
أنـــــــا للنّــــــاسِ أخٌ مَــــــا
دامَ عنــــــدي وابــــــنُ عَــــــمِّ
وإذا لـــــــم يَــــــكُ عنــــــدي
هجرُونِــــــــــي دون جُــــــــــرْمِ
وجْهُـــــــهُ أحســـــــنُ عنــــــدي
مـــــن مُحَيَّـــــا بَـــــدْرِ تَـــــمِّ
لـــم يَـــزَلْ فـــي النّـــاس أســْنَى
كَســـــْبُهُ مـــــن كســـــْبِ فَهْــــمِ
وذَكــــــــاءٍ مَـــــــعَ نُبْـــــــلٍ
وعَفــــــــافٍ مَـــــــعَ حِلْـــــــمِ
لَيْــــــتَ بالــــــدّرهمِ قلــــــبي
كـــــــان صـــــــَبّاً لا بعِلْــــــمِ
إنّمـــــــا الــــــدّرهمُ حِــــــرْزٌ
خُـــــطَّ فيـــــه أفضـــــلُ اِســــْمِ
كـــــــم ســــــقيم زال عنــــــه
إذ حـــــــواه كـــــــل ســــــقم
كـــــمْ ســـــقيمٍ قـــــد شــــفاهُ
كَســـــــْبُهُ مِــــــنْ داءِ عُقْــــــمِ
ولَـــــــدِيغٍ قـــــــد كفـــــــاهُ
خَطْــــــبُ لَـــــدْغٍ مَـــــعَ ســـــُمِّ
ســـــَهْمُهُ فـــــي كـــــلّ مَرْمــــىً
حـــــازَ ســـــَبْقاً كُـــــلَّ ســــَهْمِ
نــــالَ فــــي الــــدّنيا مُنــــاهُ
مَـــــنْ بــــه الأغــــراضَ يَرْمِــــي
فاجتَهِـــــدْ فــــي كســــْبه لَــــكِ
نْ حَلالاً دون إثْـــــــــــــــــــــمِ
لا تُبِـــــــحْ إنْفَــــــاقَهُ فــــــي
غيـــــر مـــــا أمـــــرٍ مُهـــــمِّ
مِثـــــــلَ مَرْكـــــــوبٍ شـــــــَهِيٍّ
وكمَطْعــــــــــــومٍ خِضـــــــــــَمِّ
ولِبـــــاسٍ لَـــــمْ يُحَــــكْ قَطْــــطُ
لِكِســـــــــــْرى أو لِطَســــــــــْمِ
واغتَنِــــمْ مــــن أطيــــب اللـــذْ
ذاتِ غُنْمــــــــــاً أيَّ غُنْـــــــــمِ
إنّمــــــا الــــــدّنيا ســــــرابٌ
لاحَ أو أضــــــــــغاثُ حُلـــــــــمِ
وانْصـــــــُرِ الحـــــــقَّ بجِــــــدٍّ
واجتهـــــــادٍ مَـــــــعَ عَــــــزْمِ
وانْكُــــــرِ المُنْكَـــــرَ واصـــــْبِرْ
لأذاهُ صـــــــــــبْرَ قَـــــــــــرْمِ
هـــــــذهِ مِنّـــــــي وَصـــــــَايَا
نُظِمَـــــــتْ أعجَـــــــبَ نَظْـــــــمِ
فاســــــْتنِدْ منهــــــا لِعلْــــــقٍ
خُـــــــصَّ بـــــــالنّفعِْ الأعَــــــمِّ
رَسـَمَ الرُّشـْدَ لِمنْ يَبْغيه رَسْماً خيْرَ رَسْمِ
وإذا مـا نالَـكَ الـدَّهْرُ بضَيْمٍ أو بِهضْمِ
فتَعَلَّـــــــقْ بـــــــأبي حـــــــا
مِـــــــدَ يَنْصـــــــُرْكَ ويَحْمِــــــي
هـــــو قـــــاضٍ ليـــــس يَخْفَــــى
عَـــــدْلُه فـــــي فَصـــــْلِ حُكْــــمِ
لَـــــمْ يَـــــزَلْ يَرْمِـــــي بِجِــــدٍّ
غَـــــــرَضَ القَصــــــْدِ فيُصــــــْمِي
مـــــا بَنـــــاهُ مَجْـــــدُهُ مُــــذْ
شـــــِيدَ مـــــا شـــــِينَ بِهــــدْمِ
كـــــــمْ قضـــــــايا معضــــــلاتٍ
رَدّ فيـــــــه لِـــــــدَّ خَصـــــــْمِ
وجَلا بالعــــــــــدْلِ عنهـــــــــا
خَطْـــــــبَ ليـــــــلٍ مُـــــــدْلَهِمِّ
عَلِـــــــمَ الســــــُّلطانُ منــــــه
فـــــي هـــــواه صـــــدْقَ زَعْــــمِ
فاصــــــطفى منــــــه رئيســــــاً
رَبَّ فخــــــــــرٍ راقَ فَخْــــــــــمِ
عضـــــــَدَ المُلْـــــــكَ بعَــــــزْمٍ
أيَّـــــــدَ الحـــــــقَّ بحَـــــــزْمِ
يُنشــــــِئُ الكُتْــــــبَ عجيبــــــاً
ســـــالماً مـــــن كـــــلِّ وَصــــمِ
كـــــلُّ معنـــــىً مثـــــلَ بِكْــــرٍ
كــــــلُّ خـــــطٍّ مِثْـــــلَ رَقْـــــمِ
حِبْـــــــرُهُ ليـــــــلٌ بَحـــــــرْبٍ
طِرْســـــــُه صـــــــُبْحٌ بِســـــــِلْمِ
مَطْمَـــــــعٌ فيـــــــه لِـــــــراءٍ
مُعجِـــــــزٌ عنـــــــه برَغْـــــــمِ
بِبَيـــــــانٍ حـــــــازَ مَرْقــــــىً
فـــــوقَ مَرْقـــــىً كُـــــلِّ نَجْــــمِ
نـــــــورُه الشــــــّمسُ بــــــرَوْضٍ
جـــــــادَهُ بـــــــاكر وســـــــم
ولــــــــه كــــــــاتب ســـــــر
لـــــم يصـــــن ســـــِرّاً بِكَتْــــمِ
أصـــــــْفَرُ اللــــــونِ ضــــــئيلٌ
يَفعـــــــلُ الفعــــــلَ كضــــــَخْمِ
مـــــا تعـــــرَّى مَـــــنْ كَســــاهُ
وهـــــــو ذو أنـــــــفٍ أشــــــِمِّ
يّحْســــــِمُ الــــــدّاءَ إذا مَـــــا
كـــــــانَ مُحتاجــــــاً لِحَســــــْمِ
قـــــدره طِرســــُه حُــــقَّ بوشــــي
كفــــــــه حــــــــق بلثـــــــم
خــــــــــــــص برفْـــــــــــــعٍ
أمــــــــرُهُ خُـــــــصَّ بجَـــــــزْمِ
ثـــــــــــم أعلاهُ خطيبــــــــــاً
وإمامــــــــــاً دون حجْــــــــــمِ
فشـــــــَفَى النفــــــسَ بــــــوعْظٍ
جـــــــامعٍ للخيْـــــــر جَـــــــمِّ
وتَـأَدّى خَلْفَـه المفـروضُ للفضـلِ الأتَـمِّ
وخِلالٍ هَجَــمَ الــدهرُ عليهــا أيُّ هَجْـمِ
حَصَلَ العلمُ بها في النَفْسِ قَطعاً لا برجْمِ
صــــــــــــــــــــــَيَّرَتْهُ ذا جلالٍ
بـــــــاهرِ القــــــدْرِ وعِظْــــــمِ
ذكـــــــرُه أعلتْـــــــه حتّــــــى
ســـــارَ فـــــي عُـــــرْبٍ وعُجْــــمِ
يـــــا شــــَذَاها أنــــتَ قِــــدْماً
عنــــــدنا ذاكــــــي المَشــــــَمِّ
ولقـــــــد صـــــــالَ بـــــــبيْتٍ
مُخْـــــــوِلِ المَجْـــــــدِ مُعَــــــمِّ
لَـــــمْ يَعِـــــبْ عـــــروة عـــــزٍّ
شـــــــَدّها الــــــدّهْرُ بفَصــــــْمِ
فرعَـــــــاهُ اللــــــهُ مَــــــوْلىً
قْـــــدرَ مَــــنْ يَهْــــواهُ يُســــْمِي
وحَبَــــــــــــاهُ بنَعيـــــــــــمٍ
دائمٍ كـــــــــالغَيْثِ يَهْمِـــــــــي
عبد الكريم القيسي البَسطي.من شعراء الأندلس في القرن الأخير من حياة العرب المسلمين في تلك الديار ، عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم القيسي. وقد وصل إلينا ديوان شعره كاملاً تقريباً، ولعله آخر ديوان أندلسي يصل إلينا من خلال الأحداث القاسية التي عانى منها الأندلسيون في آخر التاريخ الإسلامي هناك . ولم تحفظ لنا الوثائق الباقية سنة ولادة القيسي البسطي ولا سنة وفاته ، لكن ديوانه يشير إلى أنه من رجال القرن التاسع، وأنه لم يدرك سقوط غرناطة 897 هـ.وكانت ثقافة الشاعر ثقافة شرعية شاملة إلى ثقافة عربية أدبية مكينة ، وقد عين في أعمال مثل الإمامة، والخطابة والتوثيق والفتيا. وشعر البسطي هو صورة من صور الشعر في أيام الأندلس الأخيرة .