
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنـا كـالحرف قـائم بالمدادِ
بالوجود الحق الكريم الجوادِ
يـا مـداد الجميـع نحن حروف
بــك نبـدو وأنـت بالمرصـاد
ولهــذا كلّاً نمــد لنــا قـل
ت فــأنت الممــد بالإيجــاد
مـا تغيـرت أنـت حيـث ظهرنا
عنـك كـم فـي مثنى وفي آحاد
عــدم نحــن كلنــا ووجــود
أنــت حـق بـاق بغيـر نفـاد
مطلـق أنـت مثل ما كنت قدماً
خــارج عــن مراتـب الأعـداد
وقيــود جميعنــا نحـن لكـن
قــد نسـبنا إليـك بالإسـناد
حيـث أنـت الـذي تقـدر منـا
كـل مـا شـئت مـن رباً ووهاد
فظهــورٌ لنــا ظهــورك حقـاً
وبطــونٌ لنــا بطونـك بـادي
جهلــت أمــة تقــول وجـدنا
إذ لهـا أنت لم تكن لك هادي
يـا وجـود الجميع قوليَ مبني
يٌ على القول بالوجود المفاد
وهــو قــول تــوهمته عقـولٌ
عقلــت أمرهــا خلاف المـراد
ليـت شـعري من يستفيد وجوداً
والـذي يسـتفيد لا شـيء عادي
وإذا قلـت ربنـا يوجـد المع
دوم قلنا ذا القول محض عناد
نحـن أيضـا نقـول مثلـك هذا
قـول حـق بغيـر مـا تـراداد
لا علـى الوصف بالوجود لمعدو
مٍ ولا قبلـــه وجــوداً إرادي
حيث قلب الحقائق الكلُّ قالوا
مسـتحيل عنـد العقول الجياد
إنمـا قولنـا بـذلك قـول ال
لَـهِ فـي محكم الكتاب الجواد
فتأمــل اللـه نـور السـموا
ت وجـوداً بياضـه فـي السواد
وإذا كـان فـي السـواد بياض
لاح غيـر البيـاض في المعتاد
لقبـول البيـاض فـي كـل لون
ضـد أمـر السـواد بـالإنفراد
فتنحـوا يـا غافلون فغير ال
لـــه لا يرشــدنَّكم للرشــاد
كـل لـون علـى البيـاض يغطي
بانتقـاص مـن السوى وازدياد
وبيــاض السـواد يعجـز عنـه
كـل شـخص سـوى إلـه العبـاد
وهـو شيب في لمة الشعر يبدو
عـبرةً فـافهموا كلام المنادي
إننــي قــادر بقــدرة ربـي
لا ســـواها محقــق الإمــداد
وبياضـي علـى السـواد تبـدى
فمحـــاه بشـــدة الإمتــداد
فأنــا النــور عنــده وظلام
عنــدكم يـا جماعـة الحسـاد
والــذي عنـده يرانـي نـوراً
والـذي عنـدكم يـرى فيعـادي
وعليــه الظلام يغلــب حــتى
يقـدح النـار قلبـه بالزناد
إنمـا النـار جهـد فاقد نور
فاســتعدوا بواحــد للمعـاد
عبد الغني النابلسي.شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.