
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أزال عـن الـوجه الجميـل قنـاعَهُ
وأظهــر فينــا علمــه وأطلاعَــهُ
فزالــت جميـع الكائنـات حقيقـة
وصـار افتراق الكل عندي اجتماعه
مليــح لــه منــه عليـه شـواهد
مـتى أمـر المضـنى بـأمر أطـاعه
ومـا الكـل إلا فيـه مضـنى جماله
ولا شــرَّ لا عصـيان فاسـكن ربـاعه
هـو الخير محض الخير والشر فرضه
وتقــديره للعقــل بــان فراعـه
بـدا ينجلـي للكـل فـي كـل صورة
ولا صــورة إلا أراهــا اخــتراعه
وعــن صــور الأكـوان فهـو منـزه
وإن كـان فيهـا قد أبان ارتفاعه
هـو الشـمس أضـحى والجميـع ظلاله
هـو البـدر أمسـى كـل شيء شعاعه
مـتى اجتمـع الإنسـان يوماً بغيره
وصــدق غيــراً كــان ذاك وداعـه
ولا رؤيــة إلا لــه تلــك رؤيــة
وكــل ســماع صـار عنـدي سـماعه
هـو الظـاهر المعروف في كل ظاهر
هـو البـاطن المجهول يخفى شياعه
رأيــت عيـوني المبصـرات عيـونه
وأدركـت بـاعي فـي التناول باعه
ووصــف بوصــفٍ واحـدٍ ضـربَ واحـدٍ
وذات بـــذاتٍ واكتفيــت نزاعــه
دنـا فتـدلى فالتقينـا فلـم أكن
وكـان علـى ما كان يبدي التماعه
وقلَّــب قلـبي فـي سـواه ولا سـوى
زمانــاً أرانــي مكــرَهُ وخـداعه
إلى أن تصافينا على الودِّ وانمحت
رســوم جهـول فيـه قاسـى طبـاعه
وأشــهدني ظلمـي فشـاهدت ظلمـتي
تجلِّــي جمــالٍ للعقــول أشــاعه
وبالعــدل منـه فـي أظهـر نـوره
تجلِّــي جلالٍ ســرُّ قلــبي أذاعــه
فــأعطى فـؤادي بالـذي هـو آخـذ
علــوم كمــالٍ قـد قـرأت رقـاعه
صــدقت فكــرر ذكـره يـا محـدثي
فــإن جبـان القـرب صـار شـجاعه
وأروَى بمـاء العلـم منـه عطاشـه
وأشــبعَ بــالتحقيق فيـه جيـاعه
وقــام فـأغنى عـن قيـام قيامـة
بإيمــان صـدق عنـده مـا أضـاعه
وعــرِّج رفيقـي فالمعـالم أشـرقت
بمـن قـد وجدنا في الرحال متاعه
وصـرنا ملوكـاً فـي رعايـا صفاته
بــه وفتحنــا بالغنــاء قلاعــه
ولا تلتفـــت للحاســدين فــإنهم
يقاسـون مـن حبل الوداد انقطاعه
وهـم فـي العمـى عنه فلا يبصرونه
وهـل تشـبه الـثيران فيـه سباعه
وسـامح ولا تعتـب فحرمـانهم كفـى
بهـم غضـباً منـه فصـاروا رعـاعه
ومـا فـي يـدهم غير دعوى وعندهم
ســراب شــراب لا يزالــون قـاعه
رأوه فتـاهوا فيـه واندهشـوا به
وكــــل يعـــاني ودَّهُ وســـواعه
ولـو شـاء أبـدى في فناهم وجوده
وأســمعهم بالنفـخ فيهـم يراعـه
وإلا فبالتســليم للحــق مـن ذوي
درايتـه فـازوا فنـالوا استماعه
ولكنــه عــن كـل مـا هـو فاعـل
فليــس بمســئول لــترجو دفـاعه
فمـن شـاء أعطـاه علـى رغم غيره
ومـن شاء بالحرمان أبدى امتناعه
عبد الغني النابلسي.شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.