
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ليـس طيـب الحيـاة غيـر وفاتِكْ
والسـوى فـاتنُ النفـوس وفاتِـكْ
يــا محبــاً أحــب ثـوب حـبيبٍ
أعـط نفـس الحبيب بعض التفاتِكْ
وتحقـــق بمـــن تحــب تجــده
أنــت والجهــل للأحبــة هاتـك
صـــوَرٌ عـــن مصـــور كثيــاب
لبســتها عليــك نفــس فتاتـك
وحيــاتي بمقتضــى حكـم أمـري
وهــو قــولي لمنيـتي وحياتـك
ليـس لـي غيـر وجهـك الحق عنه
لــي ثبــوت بمقتضــى إثباتـك
خـذ نـديمي أطـوارَ نفسـك ممـن
طـاب فيـه الشـراب مـن كاساتك
وأدرْهــا عليــك منــه وعربِّـدْ
مــع ذاك الحـبيب فـي خلواتـك
خمرنـا فـي الـدنان منـه بواقٍ
خـذه واشـرب واخشع به في صلاتك
وهـو خمـرٌ معنـى القـديم تصفَّى
قبـلُ يـا كـرْمُ كنـتَ في شجراتك
واســقنا ربنـا شـراباً طهـوراً
مثـل مـا جـاء عنـك فـي آياتك
واطَّـرح يـا أخا الطريقة واترك
كـلَّ شـيء إن رمـت نيـل نجاتـك
واسـمع النفـخ منك في صوْرِ جسم
لـك فالنـاي طـاب مـن نغماتـك
هــذه نشــأة بهــا أنـت بـادٍ
لــك عنـدي هاتيـك مـن نشـآتك
يـا رعـى اللـه بالأجـارع قوماً
هـم لـدينا يـا دهرُ من حسناتك
حفظـوا العهـد من ألستُ فوافوا
لمـن الملـك وهـو للكـل باتِـك
لــم تُملْهـم عـن نـوره ظلمـاتٌ
يــا سـوى بارتكـابهم شـهواتك
أخــذتهم لهـا المليحـة منهـم
حيـن نـادوا أنـا ظهـور صفاتك
فمحتهــم بهــا وقـد أثبتتهـم
عنـدها في حمى العيون الفواتك
هــذه زينــب الـتي كشـفت عـن
وجههــا يـا محـبُّ فـي سـكراتك
وهـو عنـد الجهـول خلـف قنـاع
هـو يـا ذا الجهـول أنت بذاتك
فـانخلع عنـك في الوجود إليها
سـائحاً منـك فـي فضـا فلواتـك
ثـم مـت راكعـاً بهـا لا تبـالي
وعـن الغيـر فـافن فـي سجداتك
ســعدت أمـة إلـى الغيـب حجـت
ثـم طـافت يـا كعبـتي بجهاتـك
وأتــت زمــزم العلـوم فنـالت
شـربة العـز مـن كفـوف سـقاتك
وبــذكر الحــبيب لبــت وعمـا
دونــه أحرمــت لــدى ميقاتـك
ومُناهـا فـازت بـه فـي مِناهـا
بعـدما قـد أتـت إلـى عرفاتـك
إن هــذا هــو النعيـم فطـوبى
للــذي يــا مقـام فـي جناتـك
منــك فيــه يســيل كـوثر روح
فــتراه السـكران مـن رشـفاتك
يـا ريـاض الجنان من حان قربي
عطرينــا بـالطيب مـن نفحاتـك
وانشري ما انطوى من الذكر عنا
وامنحينـا اللذيـذ مـن ثمراتك
إننــا عنــك ظــاهرون بلطــفٍ
منـك فـي أرضـك اقتضـا نياتـك
لـم نجـد كـثرة الوسـائط جسماً
تمنـع الـروح ربنـا مـن هباتك
فالــذي منـك قـد وفـى فتـدلى
لـم ينقِّصـه كـونه ابن العواتك
هــو أمــر لنــا قريـب بعيـد
فـارجعي يـا حـروف فـي ألفاتك
عبد الغني النابلسي.شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.